مسلمو ألمانيا يسارعون بالتبرع لضحايا زلزال هايتي
٣٠ يناير ٢٠١٠رغم الصعوبات الاقتصادية والسياسية التي يواجهها كثير من البلدان الإسلامية، إلا أن الكثير منها تكاتف لمساندة ضحايا زلزال هايتي، كل حسب قدراته. وجاءت الإمارات العربية المتحدة على رأس الدول التي عرضت المساعدة، حيث تبرعت بـ2.6 مليون دولار أمريكي بعد أيام قليلة من وقوع الكارثة، تبعتها الحكومة المغربية والتركية ثم أعلنت السعودية عن التبرع بـ50 مليون دولار أمريكي للأمم المتحدة لصالح ضحايا الزلزال.
لكن المساعدات لا تأتي فقط على المستوى الحكومي، فقد سارع المسلمون كأفراد إلى التبرع لضحايا هذه الكارثة الإنسانية الكبرى، سواء في الولايات المتحدة الأمريكية أو ماليزيا أو الشرق الأوسط. كما قامت المنظمات الإنسانية الإسلامية بحملات مكثفة لجمع التبرعات وإيصالها إلى المتضررين.
وتعليقا ً على هذا الإقبال الكبير على التبرع من قبل المسلمين، يقول أمين أوبرموللر، أحد الألمان الذين اعتنقوا الإسلام، والذي يدير في باكستان المكتب الألماني لجمعية مكافحة الجوع إن العمل الصالح أحد المفاتيح لدخول الجنة في نظر الإسلام، مشيراً إلى أن الزكاة تعد أحد أركان الإسلام، التي لا يمكن للمرء أن يتم دينه دون تحقيقها. بالإضافة إلى الصدقة التي يقبل الكثيرون على تحقيقها.
إقبال كبير من مسلمي ألمانيا على التبرع لضحايا الزلزال
وفي ألمانيا، دعت معظم الجمعيات الإسلامية أعضاءها للتبرع لضحايا الزلزال في هايتي، كما خصص المجلس الأعلى للمسلمين رابط خاص على صفحته الالكترونية يوضح حسابات التبرع الخاصة بكبرى الجمعيات الألمانية التي تقدم المساعدات الإنسانية في هايتي. وفي مدينة آخن، شارك مسجد بلال والمركز الإسلامي هناك في مبادرة دعا إليها عمدة المدينة لجمع التبرعات، وقام بالتعاون مع ممثلي الكنائس المختلفة في المدينة في حملة لجمع التبرعات لضحايا الزلزال.
كذلك قامت منظمة الإغاثة الإسلامية التي تمثلها مكاتب في كل مكان في العالم، ومن بينها مكتبان في مدينتي برلين وكولونيا الألمانيتين، بحملة مكثفة لجمع التبرعات. وقد شهدت هذه الحملة إقبالاً كبيراً من مسلمي ألمانيا كما يؤكد طارق عبد العليم، مدير مكتب المنظمة في مدينة كولونيا موضحاً أنه تم جمع حوالي 60 ألف يورو حتى الآن من خلال مكتبهم فقط. وأضاف عبد العليم أنه فوجئ من مدى إقبال المسلمين على التبرع لهؤلاء الضحايا، مشيراً إلى أن أهم ما في الأمر الآن هو التمكن من توصيل هذه المساعدات بسرعة إلى هايتي، الأمر الذي يتولاه فرع المنظمة في الولايات المتحدة الأمريكية.
وقد توجه أربعة من العاملين في المنظمة إلى هايتي لنقل المساعدات، وفي هذا الإطار يقول عبد العليم: "فريق العمل التابع للمنظمة نصح أن تقدم المساعدات بالتعاون مع الأمم المتحدة. وقد تلقينا ردود الفعل الأولية، والتي تؤكد أننا تمكننا من نصب حوالي ألف خيمة في بور أو برينس"، وقد ساهمت هذه المساعدات في جلب مياه الشرب لمئات الأسر المتضررة، لكن الكارثة ضخمة ومازال هناك احتياج كبير للمزيد من المساعدات، حيث يقدر عدد الضحايا حتى الآن بنحو 200 ألف شخص. لذلك يتمنى طارق عبد العليم أن يسهم المزيد من المسلمين المقيمين في ألمانيا في التبرع.
الكاتبة: مارتينا سابرا/ سمر كرم
مراجعة: عبده جميل المخلافي