مشاهير كرة القدم - شبح الإفلاس بعد انتهاء المسيرة الكروية
٢٥ أبريل ٢٠١١رنين هواتف لا ينقطع ورائحة قهوة منعشة، هذا تماماً ما يميز مكاتب شركة بوكير الألمانية الواقعة في إحدى ضواحي مدينة كولونيا والتي تعمل في مجال بيع التذاكر وتسويقها. وراء أحد المكاتب يجلس وجه مألوف لعشاق كرة القدم الألمانية، إنه كارستن راميلو، أحد محترفي كرة القدم السابقين في نادي باير ليفركوزن. راميلو، الذي أنهى مسيرته الكروية عام 2008، أصبح الآن مستشاراً متخصصاً في بيع تذاكر مباريات كرة القدم للشخصيات المهمة ورجال الأعمال في جميع الملاعب الألمانية.
ما يقوم به رميلو لا يعد مألوفاً لدى محترفي كرة القدم، إذ أن الكثير من زملائه قد انتهى بهم المطاف بعد مسيرتهم الكروية إلى البطالة ويعيشون على مساعدات الدولة أو أسرهم، الأمر الذي يثير قلق اتحاد لاعبي كرة القدم في ألمانيا. فقد أكدت نقابة الرياضيين في ألمانيا أن 10 بالمائة فقط من محترفي كرة القدم في وضع يمكنهم من ضمان مستقبلهم بنفسه بدون الاعتماد على مساعدات خارجية. الأمر الذي دفع أولف برانوفسكي، رئيس رابطة اتحاد لاعبي كرة القدم في ألمانيا، إلى توجيه تنبيه لجميع هؤلاء المحترفين على ضرورة التفكير بحلول بديلة لبناء مستقبلهم بعد انتهاء مسيرتهم الكروية. ويقول برانوفسكي: "من يعتمد في بناء مستقبله على مهنته الكروية فقط، فسيأتي يوم يرى فيه أنه لم يبن أي شيء".
عدم التفكير في المستقبل
وهنا يرى الكثير من المراقبين أن المبالغ الباهظة التي يحصل عليها اللاعبين أثناء مسيرتهم المهنية تدفعهم إلى تغير نمط حياتهم ليصبح أكثر بذخاَ، إذ يقوم أغلبهم بشراء سيارات باهظة الثمن ويرتدون ملابس تحمل ماركات متميزة. ما يجعل هؤلاء الشباب بعيد عن التفكير في مستقبله عقب إنهاء مسيرته الكروية، وهذا ما يؤكده راميلو بالقول: "ممتع أن نعيش حياة البذخ، إلا أننا يجب ألا ننسى أنه لابد لهذه الحياة أن تنتهي يوماً ما".
ويحذر رميلو في الوقت ذاته جميع زملائه من غدر المهنة الكروية قائلاً: "على جميع لاعبي كرة القدم أن يضعوا نصب أعينهم أن مسيرتهم الكروية قد تنتهي في أي لحظة وأثناء أي تدريب يقوم به اللاعبين". وتأتي نصيحة رميلو لزملائه خلاصة للتجربة التي مر بها عندما تعرض لإصابة في ركبته عام 2007، إذ اضطر حينها لإنهاء مسيرة عمله في عالم الرياضة.
"التأهيل العلمي أولاً ثم الرياضي"
من جانب أخر تسعى جميع الأندية الرياضة إلى الاهتمام بالتأهيل العملي لمحترفي كرة القدم الشباب إلى جانب تأهيلهم الرياضي، وهو ما يؤكده هورست شميدباور المسؤول عن التأهيل العلمي لهواة كرة القدم. ويضيف شميدباور قائلاً: "ينصب اهتمامنا بشكل رئيسي على التأهيل العلمي أولاً ومن ثم الرياضي". وتعد ثانوية "تيودوليندن" الواقعة بجانب نادي بايرن ميونخ أحد الأمثلة على ذلك. ومن الجدير بالذكر أن ميشائيل رينزينغ حارس مرمى نادي كولونيا الحالي هو أحد خريجي هذه الثانوية.
حصول محترفي كرة القدم على شهادات تأهيل علمي لا يعني بالضرورة ضمان مستقبلهم العملي بعد إنهاء مسيرتهم الكروية، حسبما يرى رميلو. ويضيف رميلو قائلاً: "ما يجنيه الرياضي من مزايا أخلاقية أثناء مسيرته الكروية كالانضباط والإخلاص في العمل وغيرها لابد من أن يكون له تأثير ايجابي على سيرته الذاتية".
رفاهية تنتهي صلاحياتها بانتهاء المهنة الكروية
وقد يكون استبدال المهنة الكروية بأي وظيفة أخرى ليس بالأمر السهل على الكثير من محترفي كرة القدم، وهو ما يراه راميلو أيضاً. إذ يصعب على الكثيرين منهم الارتباط بشكل منتظم بأوقات دوام طويلة وبرواتب محدودة. ويضيف رميلو بهذا الصدد قائلاً: "هناك الكثير من اللاعبين الذين يتوجب عليهم العمل، إلا أن حياة الرفاهية التي تعودوا عليها تجعلهم يرفضون العمل لينتهي بهم الأمر إلى البطالة".
إن رفض راميلو الاعتماد على المساعدات التي تقدمها الدولة للعاطلين عن العمل، كان دافعاً مهماً له للبحث عن مهمة جديدة، تؤمن مستقبله ومستقبل عائلته. وهو يرى أن مهنة التسويق التي يعمل بها حالياً، بمثابة تحد جديد له كونه يبقى بعيداً عن عالم الرياضة الذي يحن له من حين لأخر، ما يدفعه لزيارة الملاعب الخضراء مع بعض أصدقائه للاستمتاع بأداء زملائه الجدد على أرض الواقع.
توماس كلاين/ دالين صلاحية
مراجعة: عماد م. غانم