مصادر فلسطينية بارزة تعرب عن "خيبة أمل كبيرة" من زيارة ميركل إلى رام الله
٢ أبريل ٢٠٠٧
أعربت مصادر فلسطينية بارزة اليوم الإثنين عن "خيبة أمل كبيرة" من زيارة المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل إلى رام الله ولقائها مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس أمس الأحد. وقال أحد المصادر في تصريحات لوكالة الأنباء الألمانية إن الزيارة "تخطت حدود اللياقة والمدنية التي يجب أن يتحلى بها قائد دولة كبيرة ومؤثرة مثل ألمانيا حينما قامت السيدة ميركل بكل ما في وسعها لإثارة استياء الشعب الفلسطيني وأظهرت عدم اهتمامها بمعاناتهم حينما تمادت في إظهار مشاعرها تجاه إسرائيل التي تحتل الأرض الفلسطينية وتهاجم شعبها،" على حد تعبير المصدر الفلسطيني.
وقالت المصادر إن رفض ميركل لقاء أي من أعضاء الحكومة الفلسطينية "فيه تناقض صارخ لقرار الاتحاد الأوروبي الذي يسمح بلقاء وزراء من حكومة الوحدة الوطنية الفلسطينية". وأضافت المصادر أن ميركل ألغت أيضا اجتماعا مقررا مع ممثلي المجتمع المدني دون ذكر الأسباب. وعبرت المصادر أيضا عن استيائها حينما ركزت ميركل في لقائها مع عباس على مسألة الجندي الإسرائيلي جلعاد شليط وهو أمر وصفوه بأنه "غير مسبوق." وقالت المصادر إن ميركل " لم تظهر الاهتمام الكافي بالمسائل المهمة في عملية السلام أو الإجراءات الإسرائيلية التي حولت حياة الفلسطينيين إلى جحيم." وأضافت المصادر أن ميركل "لم تقل كلمة واحدة بخصوص مصير 12 ألف سجين فلسطيني ومن بينهم أطفال ونساء وكبار سن ومرضى".
ميركل ترفض زيارة بيت لحم
وقالت المصادر إن المستشارة الألمانية زارت أسر ثلاثة جنود إسرائيلين محتجزين، بينما رفضت لقاء أي من أعضاء أسر السجناء الفلسطينيين أو الرد على أي أسئلة في المؤتمر الصحفي مع عباس بخصوص موقفها بشأن مسألة السجناء الفلسطينيين. كما قالت المصادر إن ميركل "أظهرت انحيازها من البداية حينما رفضت لقاء الرئيس عباس في بيت لحم لترى الحائط الذي تبنيه إسرائيل والذي يحول الأرض الفلسطينية إلى مناطق منعزلة لأنه أمر يذكرها بسور برلين حينما كانت تعيش في الجزء الشرقي من المدينة،" على حد قول المسؤولين الفلسطينيين. وأضافت أن ميركل رفضت أيضا أن تلتقي رؤساء الكنائس في بيت لحم خلال احتفالهم بيوم أحد السعف ورفضت أن تستمع لهم بخصوص معاناة المسيحيين في بيت لحم وعدم تمكنهم من الوصول إلى القدس بسبب الجدار العازل الذي يفصل القدس عن باقي المناطق الفلسطينية.
وانتقدت المصادر ميركل لقبولها الدكتوراه الفخرية من الجامعة العبرية في القدس في الوقت الذي رفضت فيه زيارة القدس الشرقية المحتلة والالتقاء بالزعماء المدنيين هناك لمعرفة ما يقولونه بشأن الإجراءات الإسرائيلية التي تنتهك القوانين الدولية وسياسيات الاتحاد الأوروبي. وذكرت أن هذه الزيارة "تثير أسئلة بشأن ما إذا كانت مثل هذه السياسة المتحيزة ستلعب دورا في إحياء عملية السلام أو ستكون وسيطا منصفا وعادلا."
عباس يشيد بالزيارة
في المقابل، رحب مسؤول فلسطيني بارز اليوم الإثنين بزيارة المستشارة الألمانية إلى رام الله، رافضا الانتقادات المذكورة. وقال نمر حماد المستشار السياسي للرئيس الفلسطيني محمود عباس لوكالة الأنباء الالمانية إن الانتقادات التي وجهتها مصادر فلسطينية "بارزة" لا تعبر "عن الموقف الرسمي الفلسطيني." وأضاف أن انتقادات ميركل صدرت عن "مصدر مجهول ونود أن نعبر باسم الرئيس
عن تقديرنا للدعم الألماني المستمر لشعبنا الفلسطيني وان نشكر المستشارة وحكومة ألمانيا على جهودها الرامية إلى إحياء الرباعية الدولية ودعمها لمبادرة السلام العربية". وأضاف "نرفض تماما استخدام أي ألفاظ غير لائقة ضد السيدة ميركل من هذه المصادر الفلسطينية البارزة".