مصدر سوداني: الجيش يعلق محادثات وقف إطلاق النار
٣١ مايو ٢٠٢٣ذكر مصدر دبلوماسي سوداني أن الجيش علق مشاركته في المحادثات المتعلقة بوقف إطلاق النار وتسهيل وصول المساعدات الإنسانية، ما يثير مخاوف من إراقة المزيد من الدماء وازدياد الفوضى، وسط استمرار المعارك رغم تمديد الهدنة.
وأعلن مسؤول في الحكومة السودانية لوكالة فرانس برس الأربعاء (31 أيار/مايو 2023) أن الجيش السوداني "علق مشاركته في مفاوضات جدة" بالسعودية التي تجري برعاية أمريكية وسعودية للتوصل إلى هدنة مع قوات الدعم السريع التي تنازعه السلطة. وقال هذا المسؤول، طالبًا عدم كشف هويته، إن الجيش اتخذ هذا القرار "بسبب عدم تنفيذ المتمردين البند الخاص بانسحابهم من المستشفيات ومنازل المواطنين وخرقهم المستمر للهدنة".
وتحدث سكان عن اندلاع اشتباكات عنيفة حتى وقت متأخر أمس الثلاثاء في جنوب العاصمة الخرطوم وفي مدينة أم درمان التي تقع على الضفة المقابلة لنهر النيل. وأفاد أحد سكان العاصمة وكالة فرانس برس بوقوع "اشتباكات بمختلف أنواع الأسلحة في جنوب الخرطوم".
وبدأت محادثات الجيش مع قوات الدعم السريع شبه العسكرية في أوائل أيار/مايو وأسفرت عن إعلان مبادئ ينص على الالتزام بحماية المدنيين، كما أسفرت عن اتفاق الطرفين على وقف إطلاق النار لفترتين قصيرتين أفادت تقارير بانتهاكهما مرارًا. ووافق الجيش وقوات الدعم السريع شبه العسكرية على تمديد وقف إطلاق النار الذي استمر أسبوعًا لخمسة أيام أخرى قبيل موعد انتهائه الذي كان مقررًا مساء الإثنين. وانتهك الطرفان كل فترات وقف إطلاق النار منذ بدء الصراع الواحدة تلو الآخر، ما أثار مخاوف من استمرار العنف الذي قد يزعزع استقرار دول أخرى في المنطقة.
وتوسطت السعودية والولايات المتحدة لإبرام اتفاق وقف إطلاق النار وتراقبان تنفيذه عن بعد. وقال البلدان إن طرفي الصراع انتهكا الاتفاق لكنهما سمحا بوصول المساعدات إلى ما يقدر بنحو مليوني شخص.
وتسبب الصراع في مقتل أكثر من 1800 شخص، وفقًا لمنظمة أكليد، ونزوح ما يقرب من 1.4 مليون شخص من ديارهم، بحسب الأمم المتحدة، ومن بينهم ما يربو على 350 ألف شخص عبروا الحدود إلى بلدان مجاورة. وتعرضت مناطق في العاصمة لأعمال نهب كبيرة وتعاني من انقطاع متكرر للكهرباء والمياه. وتوقفت معظم المستشفيات عن العمل. ونقلت الأمم المتحدة وبعض وكالات الإغاثة وسفارات وبعض هيئات الحكومة المركزية السودانية عملياتها إلى بورتسودان بولاية البحر الأحمر، وهي مركز شحن رئيسي ولم تشهد اضطرابات تذكر.
وتولى الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان القائد العام للقوات المسلحة وخصمه الحالي الفريق أول محمد حمدان دقلو قائد قوات الدعم السريع، الشهير أيضًا باسم حميدتي، منصبي رئيس ونائب رئيس مجلس السيادة الحاكم على الترتيب. وتشكل المجلس لإدارة البلاد في أعقاب الإطاحة بالزعيم السابق عمر البشير بعد انتفاضة شعبية في عام 2019. ونفذ القائدان معًا انقلابًا عسكريًا عام 2021 مع اقتراب موعد تسليم قيادة مجلس السيادة لشخصية مدنية، لكنهما اختلفا فيما بعد حول تسلسل القيادة وإعادة هيكلة قوات الدعم السريع في إطار عملية انتقالية كان يجري التخطيط لها.
م.ع.ح/ح.ز (رويترز، أ ف ب)