مصر: إعجاب بظهور مرشحي الرئاسة على الشاشة
١٤ مايو ٢٠١٢مذيع وجمهور يسألان أحد مرشحي الرئاسة، أو مذيعان ولجنة خبراء يناقشونه في برنامجه أو مذيعان فقط يديران مناظرة على الهواء بين المرشحين، هكذا تختلف البرامج التليفزيونية التي ظهرت مع قرب موعد انتخاب أول رئيس بعد خلع حسني مبارك. هذه الظاهرة الجديدة جذبت انتباه الغالبية العظمى من المصريين، بل وأصبحت في جاذبيتها تنافس مباريات كرة القدم. وفي ظل توقف الدوري المصري، أصبحت الجماهير التي كانت تلتف لمشاهدتها حول شاشات التلفزيون في المقاهي، تلتف الآن لمتابعة تلك البرامج أملاً في استشفاف من قد يكون رئيس مصر القادم.
برامج لتلمع المرشحين وجمع للملايين
سائق الأجرة محمد سلامة يرى في تلك البرامج التليفزيونية وسيلة للربح المادي أكثر منها لأهداف أخرى. ويقول سلامة في حديث معDW عربية: "أصبحت البرامج التي تستضيف المرشحين كبرامج المسابقات التي تذاع في رمضان، وقت الحلقة لا يصل لنصف وقت الإعلانات التي تذاع في فواصلها". رغم ذلك لم يخفي سلامة إعجابه بتلك الظاهرة الجديدة التي يعتبرها أحد مكاسب الثورة موضحاً أن تلك البرامج ساعدته في التعرف أكثر على المرشحين. "لم أكن على سبيل المثال أعلم أي شيء عن خالد علي، وبعدما شاهدته أكثر من مرة في تلك البرامج قررت أن أصوت له في الانتخابات المقبلة"، يضيف سلامة
ولم يختلف رأي أية جمال الطالبة الجامعية كثيراً عن رأي سلامة حيث تعتبر أن البرامج التليفزيونية التي تستضيف مرشحي الرئاسة أصبحت في ذاتها برامج تنافسية بين القنوات، وبعضها ليس لتوعية الشعب كما يروج صانعيها. وتقول أية في حوارها معDW عربية: " هذه البرامج ليست جدية تماماً كونها مصنوعة لتدر ملايين الجنيهات من المعلنين". وعبرت أية أيضاً عن استيائها مما أسمته "التلميع الإعلامي" من قبل بعض القنوات لبعض المرشحين الذين يسيرون مع نفس توجه هذه القنوات حسب وجهة نظرها، مضيفة: "أعتقد أيضاً أن تلك البرامج هي تقليد أعمى لما يحدث في أمريكا وأوروبا، ولكننا بلد مختلف ويستوجب علينا إيجاد طرق أخرى تناسبنا لتوعية الناس".
وتضامنت سناء مصطفى، رئيسة قسم بإحدى الوزارات، مع أية جمال في رأيها عن توجه بعض القنوات إلى "تلميع" بعض المرشحين على حساب آخرين. وتقول سناء: "ألمس ذلك جيداً في عملي، فنظراً لمشاهدة الكثيرين من زملائي لقنوات محددة أصبح توجههم لانتخاب ذلك المرشح التي تروج له تلك القنوات". لكن سناء لم تتأثر كزملائها بتلك البرامج التلفزيونية، إذ أتت مشاهدتها لها بنتيجة عكسية على حد تعبيرها، كما أعربت عن أسفها لأن كثيرا من المرشحين "سقطوا من قائمة مرشحيها" بعد متابعتها للبرامج التي تستضيفهم. وتضيف في هذا السياق: "الآن أنا في حيرة من أمري ولا استطيع أن أقرر من أنتخب".
المناظرات تزيد الوعي، لكنها قد تخلق جوا من التعصب
"أشاهد تلك البرامج باستمرار كي أتعرف على ميول وأفكار وبرنامج المرشحين كي أستطيع اختيار أحدهم". يقول العامل عيد نعمان. ويرى نعمان في تعدد البرامج، وفي استضافة المرشح الواحد عدة مرات على قنوات مختلفة، شيئا إيجابيا، إذ يقول: " من خلال إطلالة المرشح الواحد أكثر من مرة في قنوات مختلفة نستطيع أن نستطلع مدى صدقه من خلال مطابقة ما يقول هنا وهناك". ورغم تلك الإيجابيات من وجهة نظره، عبر نعمان عن رفضه لشكل المناظرة، فيما رحب بالأشكال الأخرى للبرامج."المناظرات تخلق عداوة بين المرشحين، وبالتالي فهي تنقل تلك العداوة إلى أنصارهم وتخلق مناخا من التعصب".
وأتفق نادر الأوش، كوافير رجالي، مع نعمان على أن المناظرات قد تتسبب في زرع مشاعر الكره بين أنصار المرشحين والمرشحين أنفسهم لما تقوم عليه من مهاجمة كل مرشح للأخر. ويقول الأوش: " رغم ذلك ساعدتني تلك البرامج في معرفة المرشحين، لكنها لم تستطع تغيير رأيي في المرشح الذي قررت انتخابه". واختلف معه الطالب الجامعي أحمد الجمل جزئيا في وجهة نظره، حيث قال في حديث معDW عربية: "أعجبت بالمناظرة التي أقيمت لأول مرة في تاريخ مصر على شاشات التلفزيون". لكن الجمل عاد واتفق مع نعمان والأوش على أن تلك البرامج تزيد وعي الناس بمرشحيهم، فهي من وجهة نظره "تجعل المواطن يطلع على مشروع كل مرشح، وهذا ما يساعده في اتخاذ القرار المتعلق بإعطاء صوته لمرشح انتخابات الرئاسة القادمة".
أحمد حمدي
مراجعة: ابراهيم محمد