مصر: المنافسة بين السيسي وصباحي "محسومة"؟
٢١ أبريل ٢٠١٤حسمت لجنة إنتخابات الرئاسة المصرية، أمس، المنافسة في سباق الرئاسة المقررة بدايته في 15 مايو/أيار المقبل، ولمدة أربعة أيام للمصريين بالخارج، ويومي 26 و27 من الشهر نفسه داخل البلاد، بين وزير الدفاع السابق عبد الفتاح السيسي وزعيم التيار الشعبي حمدين صباحي.
المرشحان الوحيدان، يبلغ عمر كل منهما 60 عاماً، ولا يزالا غير رسميين، حيث ستعلن القائمة النهائية للمرشحين لرئاسة مصر يوم 2 مايو /أيار المقبل، حيث ستشهد الأيام القادمة فتح الباب لطعن كل من المرشحيّن على ترشح الآخر يومي الثلاثاء والأربعاء القادمين، بعد ذلك ستبدأ اللجنة إجراءات فحص الأوراق الرسمية لكل منهما ومطابقتها لشروط الترشح، والتأكد من صحة نماذج تأييد المرشح من مواطنين بخمس عشرة محافظة مصرية بحيث لا تقل، في مجملها، عن 25 ألف نموذجا، ولا تقل، كذلك، عن الألف من كل محافظة، وفي حالة وجود إستبعاد لمرشح محتمل سيتم إخطاره يوم 27 من الشهر الجاري، ويحق له التظلم خلال يومين.
البداية الحقيقية للسباق
رغم أسبقية صباحي في إعلان نيته دخول سباق الرئاسة إلا أنه نال لقب المرشح المحتمل بصعوبة، حيث تقدم بأوراق ترشحه رسمياً قبل يوم واحد من إغلاق باب الترشح، بينما سبقه المشير السيسي بخمسة أيام.
من جانبه يرى النائب السابق بالبرلمان المصري المنحل محمد منيب أن وجود صباحي في السباق الرئاسي يعتبر البداية الحقيقية للانتخابات، حيث يقول لـDW عربية "يمكننا من الآن رصد النزاهة، ووقوف الدولة على الحياد، وكذلك إتاحة فرص متساوية للمرشحيّن المحتملين أمام الإعلام، ومتابعة الإنفاق المالي على الدعاية الانتخابية وطبيعة الدعاية ذاتها"، حيث يحدد القانون فترة الدعاية الإنتخابية عقب إعلان القائمة النهائية للمرشحين، حتى 23 مايو/أيار، ويحظر الدعاية قبل أو بعد هذه الفترة.
كما يشير منيب إلى دلالات مشهد تقدم كل من المرشحين المحتملين، حيث لم يحضر السيسي للجنة، بل أناب عنه ممثله القانوني، الاثنين الماضي، كما وصلت نماذج التأييد، وعددها 188 ألفا، عبر شركة أمنية خاصة، وسط إجراءات أمنية مشددة، بينما حمل الشباب نماذج تأييد صباحي، وعددها 31 ألفا و555 نموذجا، في حضورحمدين، السبت الماضي، لإنهاء إجراءات الترشح.
يقول منيب لـ DWعربية :"هناك دلالة اتركها للمشاهد الذي تابع المشهدين على شاشات التليفزيون، وهو أمر لا تخطئه عين". كما يوضح قائلاً:" لا أتوقع حدوث مشكلات، بإستبعاد أي من المرشحين من جانب لجنة الإنتخابات الرئاسية، لكن نحن في بلاد يمكن أن يحدث فيها أي شئ"!
هذا وقد مرّت حملة المرشح المحتمل حمدين صباحي بعدة صعوبات، في طريقها للترشح، بداية من الانتهاكات في توثيق نماذج التأييد، وانضمام بعض داعميه، في السباق الرئاسي السابق، لحملة السيسي، كذلك خسر القيادي الناصري تأييد عائلة الرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر، لكن المرشح السابق بإنتخابات الرئاسة عام 2012، حظى بدعم واسع من الشباب، وحزب الدستور، في حين لم تواجه حملة السيسي أية صعوبات، حيث تجاوز عدد النماذج المؤيدة لمرشحها نصف الميون، حسب تقديراتها.
النتيجة محسومة!
رغم أن لجنة إنتخابات الرئاسة لم تعلن عن بدء سباق الرئاسة رسمياً إلا أن أجواء التنافس قد بدأت مبكراً، وهو ما يظهر من حديث الأستاذ المساعد بمعهد الأورام وسام الشريف لـ DWعربية، حيث يقول:" أن (المشير)السيسي جزء من حالة الاستقطاب، ولا يمكن اعتباره جزءا من الحل، بينما حمدين، هو الحل المناسب لإنهاء هذه الحالة". كما يراه الشريف بوصفه الأكثر تمثيلا للتيار الوطني، حيث "لا يمثل نظام مبارك الأمني، ولا يمثل كذلك تيار التسلط باسم الدين" على حد تعبيره. كما يتوقع وسام نجاحه، ويوضح ذلك بقوله:"نحن لا ننافس السيسي، وإنما نواجه الإحباط وآثار ثلاث سنوات من التشويه".
بينما يرى الشاب محمد السلكاوي أن الانتخابات ستحسم من الجولة الأولى بسبب "شعبية" السيسي، حيث يوضح:" هناك إجماع شعبي، ونحن نحتاج لقائد عسكري لأن البلاد مهددة، وربما تدخل في عدة حروب"!
ويقول السلكاوي لـDW عربية أن "برنامج السيسي سيشهد تعاونا واسعا مع دول الخليج، مما يعني حل المشاكل الاقتصادية". أما الموظفة بالمعاش تهاني وهبة فتقول لـDW عربية :" حمدين يطمح للزعامة، بينما لم يكن السيسي راغباً في الترشح، بل استجاب لمطالب الناس". وتراه "وهبة" الأنسب لتحقيق الإستقرار وحسم تهديدات الأمن القومي.
حديث مبكر عن البرنامجين
من ناحية أخرى لم يعلنْ أي من المرشحين المحتملين، بشكل واضح عن برنامجهما الإنتخابي، إنتظاراً لبدء العملية الإنتخابية، وفقاً لقانون الإنتخابات، إلا أن الملامح الأولية لبرنامج وزير الدفاع السابق تميل لتوظيف الطاقة الذرية، بينما يتوقعْ أن يركز برنامج صباحي على محاربة الفقر، وتحقيق العدالة الإنتقالية ويضم عدة مشروعاًت منها تعمير الصحراء المصرية، وإدارة أزمة سد النهضة الأثيوبي.
الجدير بالذكر أن الطريق لترشح السيسي وصباحي كان قد شهد تراجع العديد من السياسيين والعسكريين السابقين كذلك، عن الترشح، ومنهم المرشح الإسلامي السابق عبد المنعم أبو الفتوح، ورئيس أركان الجيش المصري الأسبق سامي عنان، والحقوقي خالد على، ورئيس المخابرات الأسبق مراد موافي، والمرشح الخاسر بجولة الإعادة في إنتخابات الرئاسة السابقة أحمد شفيق.