مصر تجلي مئات الأسر بسبب المنطقة العازلة مع غزة

أصدر مجلس الوزراء المصري اليوم الأربعاء (29 أكتوبر/ تشرين الأول 2014) قرارا يقضي بعزل منطقة بمدينة رفح في شمال شرق البلاد وإخلائها من السكان مع تعويضهم ماديا. وتضمن القرار تكليفا لمحافظ شمال سيناء بتنفيذه. وحذر قرار مجلس الوزراء من الامتناع عن إخلاء المنازل والأراضي طوعا وإلا سيواجه من يفعل ذلك "الاستيلاء جبرا على ما يملكه أو يحوزه أو يضع يده عليه من عقارات أو منقولات" دون تعويض.

وقالت مصادر أمنية إن الجيش أبلغ سكان المنطقة أمس الثلاثاء بضرورة إخلاء المنازل. وقال اللواء عبد الفتاح حرحور محافظ شمال سيناء اليوم إن أهالي المنطقة لم يبدوا أي اعتراضات على إخلائها مقابل الحصول على تعويضات مالية مناسبة.

والمنطقة العازلة التي يصل عرضها لنحو 500 متر وتمتد على طول الحدود مع غزة جزء من عدة تدابير أمنية اتخذتها مصر بعد الهجومين اللذين وقعا يوم الجمعة الماضية وأسفرا عن مقتل 33 جنديا على الأقل. وقال حرحور في تصريحات للصحفيين اليوم إن عدد المنازل التي سيتم إزالتها على الشريط الحدودي يصل إلى أكثر 800 منزل تضم 1165 أسرة. ومن بين هذه المنازل 122 منزلا متصدعا نتيجة تفجير أنفاق مجاورة لها.

وتقول الأجهزة الأمنية في مصر إن الأنفاق غير القانونية التي تربط بين مصر وغزة عبر الحدود تستخدم لدعم المتشددين بالسلاح والأفراد. وتقام فتحات الكثير من هذه الأنفاق داخل المنازل أو بالقرب منها حتى لا يتم كشفها.

واتهم الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي "جهات خارجية" بتقديم دعم لتنفيذ الهجوم ضد الجيش، لكنه لم يذكر تحديدا الجهة التي دعمت الهجوم، كما أعلن أن المنطقة الحدودية مع قطاع غزة "ستؤخذ (بشأنها) إجراءات كثيرة خلال الفترة القادمة (...) لإنهاء هذه المشكلة من جذورها".

ولم تعلن أي جماعة مسلحة مسؤوليتها بعد عن هجوم الجمعة، لكن سبق أن تبنى تنظيم "أنصار بيت المقدس" الجهادي الذي يستلهم افكار القاعدة مسؤوليته عن غالبية الهجمات ضد الجيش في سيناء.

ع.ج.م/أ.ح (رويترز، أ ف ب)