مصر توسع مشاركتها في سيبت والأردن متمسكة بالحضور رغم الأزمة المالية
٤ مارس ٢٠٠٩ألقت الأزمة الاقتصادية العالمية بظلالها على معرض سيبت لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات في مدينة هانوفر بشكل ملحوظ. وقد لفت نظري منذ وصولي إلى المدينة أن الحركة المستمرة التي كانت عادة تبدأ قبل أيام من انطلاق المعرض وتملأ مدينة هانوفر بالصخب وبالحياة، منعدمة. وعلى غير العادة في الأعوام الماضية ، لم أعانِ مطلقاً هذا العام من الازدحام الشديد الذي كان يوقف حركة المواصلات، كما أن معظم قاعات المعرض تكاد تكون خالية من الزائرين.
وقل عدد الشركات العارضة عامة، وشهدت المشاركة العربية – التي لم تكن في الأساس مشاركة كبيرة- تراجعاً ملحوظاً، حيث اختفت بعض الدول التي كانت تشارك بشكل دوري في الأعوام الماضية مثل تونس، التي كانت تشارك بجناح مشترك، ومثل بعض الشركات السعودية والمغربية والفلسطينية التي كانت تحرص على المشاركة في المعرض.
المشاركة المصرية هي المشاركة العربية الأكبر
ومثلت مصر الاستثناء الوحيد بين الدول العربية، حيث زاد عدد الشركات المشاركة في إطار الجناح المشترك الذي تنظمه هيئة تنمية صناعة تكنولوجيا المعلومامت التابعة لوزارة الاتصالات المصرية، إيتيدا، ليصل إلى 17 شركة في مجالات مختلفة، مثل تطوير البرمجيات وحلول الأعمال وخدمات التعهيد(outscourcing) وتكنولوجيا الأعمال.
وتعد هذه المشاركة الخامسة لمصر تحت جناح مشترك والثالثة تحت رعاية إيتدا، والتي أطلقت هذا العام شعار "إيجيبت أون" على مشاركتها، وعن هذا الشعار يقول أحمد رضا، مدير الإعلام والاتصال في الهيئة: "مصر تسعى إلى أن تصبح ذات مكانة في مجال التعهيد وتصدير الخدمات، وفرصتنا كبيرة في هذا المجال لأن لدينا كفاءات تقنية متمكنة من العديد من اللغات، كما أن لدينا أيضاً قدرة تنافسية عالية على مستوى الأسعار. وهو ما يجعلنا نأمل أن نجذب المزيد من الشركات الأجنبية، لا سيما في ظل الأزمة الاقتصادية الحالية". فمصر تسعى منذ عدة سنوات إلى المنافسة في مجال تصدير الخدمات، وقد خصصت برنامج خاص لتدريب الطلبة على الكفاءات المطلوبة في هذا المجال كما يؤكد أحمد رضا.
الأردن متمسكة بحضور سيبت رغم تراجع الإقبال عليه
لكن محمد خليل المسئول عن الجناح الأردني الذي تنظمه المؤسسة الأردنية لتطوير المشاريع الاقتصادية بالمشاركة مع مؤسسة سيبو السويسرية، يختلف في الرأي مع المتحدث عن الجناح المصري، فهو يرى أن الأزمة قد أثرت سلبياً حتى على معرض سيبت نفسه، ويؤكد أنه فوجئ بالتراجع الكبير هذا العام مقارنة بالأعوام الماضية سواء بالنسبة لعدد العارضين أو الزائرين، الأمر الذي يرجعه خليل إلى الأزمة الاقتصادية من ناحية، وإلى تركيز الشركات الكبرى على التواجد في المعارض الأكثر تخصصاً. ويشير في هذا الإطار إلى معرض برشلونة للاتصالات، والذي أصبح موضع اختيار عدة شركات.
لكنه في الوقت نفسه يؤكد على تمسكه بمشاركة الأردن في معرض سيبت، لأنه مايزال يعد المعرض الأكبر من نوعه ويقول في هذا الإطار: "من المهم لنا أن نشارك لأننا نسعى إلى التواجد على الساحة الدولية في مجال تكنولوجيا المعلومات وهي فرصة لبعض شركاتنا لتعلن عن تواجدها، وقد تفتح لها فرصة لمشاريع مستقبلية". أما عمار السجدي، مدير شركة البرمجيات المتقدمة، فقد انتقد إدارة المعرض واعتبر أن تراجع أهمية المعرض يرجع إلى عدم الاهتمام الألماني بتوفير المزيد من المعلومات أو الفعاليات بلغة غير الألمانية.
شركات إماراتية معدودة ومتفرقة
وإلى جانب الجناحين المصري والأردني، كانت هناك مشاركات متفرقة من قبل بعض الشركات العربية، من دولة الإمارات المتحدة. ومن بين المشاركين علي العصيمي من واحة دبي للسيليكون، والذي يشارك في المعرض للمرة الأولى، ويتمنى أن يفتح له هذا المعرض آفاق جديدة، خاصة وأن شركته تعتبر الشركة العربية الوحيدة التي تصدر تصميمات دوائر الكترونية على حد قوله. وشاركت خمس شركات إماراتية أخرى، معظمها شارك في مجال التجاري.