مصر: حشود لـ"كسر الانقلاب" والجيش يستعرض قوته
١٩ يوليو ٢٠١٣شهدت أنحاء متفرقة من مصر اليوم الجمعة (19 يوليو/تموز) مظاهرات حاشدة مؤيدة للرئيس المعزول محمد مرسي خاصة العاصمة القاهرة. وأعلن "الائتلاف الوطني لدعم الشرعية" المؤيد لمرسي، عن تنظيم مسيرات عبر البلاد تحت اسم "كسر الانقلاب" في إعقاب صلاة الجمعة في 18 مسجدا في العاصمة القاهرة للمطالبة بعودة مرسي الذي أطاح به الجيش في الثالث من تموز/يوليو اثر احتجاجات شعبية حاشدة.
ويعتصم الآلاف من أنصار مرسي في محيط مسجد رابعة العضوية (شمال شرق القاهرة) وفي محيط جامعة القاهرة (غرب) منذ الإطاحة بمرسي. واحتشد آلاف الإسلاميين في رابعة العدوية عقب الصلاة. كما خرجت مسيرات عدة في القاهرة، حسبما قال مصورون من وكالة فرانس برس.
وخرجت مسيرات أخرى في محافظات بني سويف والمنيا في صعيد مصر ومرسي مطروح (شمال غرب) والعريش (شمال شرق)، حسبما اظهر البث التلفزيوني لقناة الجزيرة مباشر مصر الفضائية. ورفع المتظاهرون لافتات تقول "أين صوتي" و"ارحل يا سيسي مرسي رئيسي". كما هتف الكثير منهم "إسلامية إسلامية" و "يسقط يسقط حكم العسكر".
"جمعة النصر والعبور"
في المقابل، دعت قوى سياسية وثورية إلى الاحتشاد في ميادين مصر اليوم، خاصة ميدان التحرير بقلب القاهرة وفي محيط قصر الاتحادية، للمشاركة في مليونية "جمعة النصر والعبور". ومن المنتظر أن تبدأ فعاليات تلك المظاهرات بعد صلاة العشاء وتستمر حتى الساعات الأولى من صباح غد السبت.
ودعت القوى الثورية إلى استمرار الاحتشاد للإفطار الجماعي ثم أداء صلاة العشاء والتراويح حتى بداية يوم جديد بالتزامن مع ذكرى انتصار العاشر من رمضان. وسادت حالة من الهدوء ميدان التحرير قبيل مليونية "النصر والعبور" للتأكيد على مطالب /ثورة 30 يونيو/ودعم القوات المسلحة. بدورها، دعت الجمعية الوطنية للتغيير جماهير الشعب المصري إلى الاحتشاد في ميادين وشوارع مصر اليوم خاصة التحرير ومحيط الاتحادية، في مظاهرات ومسيرات سلمية للدفاع عن الثورة وتأكيد الإصرار على تحقيق جميع أهدافها.
وحلق تشكيلان من المقاتلات فوق القاهرة بعد انتهاء صلاة الجمعة. كما حومت أربع طائرات هليكوبتر عسكرية بينما حلقت خمس طائرات أخرى تحمل العلم المصري على ارتفاع منخفض في سماء القاهرة في استعراض قوة واضح من جانب الجيش. وانتشر الجيش والشرطة المصرية بكثافة حول منطقة مسجد رابعة العدوية، كما وضع عربات ونشر جنودا حول منطقة ميدان التحرير الذي يتظاهر فيه معارضون لمرسي.
وكان الجيش قد حذر الخميس في بيان من أنه سيواجه بحسم أي عنف في تظاهرات الجمعة. وقال بيان الجيش إن "القوات المسلحة تحذر من الانحراف عن المسار السلمي للتعبير عن الرأي". وأضاف البيان "من يلجأ إلى خيار العنف والخروج عن السلمية (...) سوف يعرض حياته للخطر، و سيتم التعامل معه بكل حسم وفقا للقانون".
وكان الرئيس المصري المؤقت عدلي منصور قد حذر مساء الخميس تعهد بخوض "معركة الأمن والاستقرار حتى النهاية"، متهما "البعض" بالسعي لإدخال البلاد إلى "المجهول" وتعهد الجيش بمواجهة اللجوء للعنف.
بيلاي تطلب تفسيرا لاحتجاز مرسي
ويحتجز مرسي ومساعدوه في مكان غير معلوم. وألقي القبض على مئات من أنصاره وصدرت أوامر بالقبض على معظم قيادات الإخوان. ووجهت اتهامات لبعضهم بالتحريض على العنف بعد مواجهة يوم الثامن من يوليو تموز التي قتل فيها أكثر من 50 من أنصار مرسي في اشتباكات مع جنود. في هذا الصدد قال متحدث باسم مفوضة الأمم المتحدة العليا لحقوق الإنسان نافي بيلاي اليوم الجمعة إن بيلاي طلبت من الحكومة المصرية الانتقالية تفسير أسباب احتجاز الجيش للرئيس المعزول محمد مرسي ومساعديه المقربين وما إذ كانت تعتزم تقديمهم للمحاكمة، حسب روبرت كولفيل المتحدث باسم بيلاي في إفادة صحفية في جنيف.
وأضاف أن المصريين لم يقدموا أي رد مشيرا إلى أن "آخرين أُلقي القبض عليهم. لا نعرف حتى عدد المعتقلين إلى الآن". وتابع أن بيلاي أبلغت الحكومة الجديدة أنها تريد إيفاد فريق لمصر للاطلاع بشكل أكبر على التحقيقات التي تجريها بخصوص عمليات إطلاق النار والأساليب التي تستخدم. وقال كولفيل "ننتظر موافقة السلطات وهناك فريق على استعداد للسفر فورا بمجرد الحصول على هذه الموافقة".
واجتمعت بيلاي مع السفير المصري في جنيف قبل عشرة أيام وطالبت بالحصول على معلومات عن مرسي وفريقه خاصة السند القانوني لاحتجازهم.
ع.ج.م/ م.س (أ ف ب، رويرز، أ ف ب)