مصر: صراع الفيسبوك يشتعل و"نصائح_للرئيس_القادم"
٧ فبراير ٢٠١٤مواقع التواصل الإجتماعي اصبحت جزءاً لا يتجزأ من العملية السياسية المصرية منذ مساهمتها بشكل فعال في قيام ثورة يناير 2011. ما يحدث اليوم على هذه المواقع يؤخذ بجدية كبيرة من قبل كل من يعمل في المجال السياسي والأمني وكذلك من قبل الناس العاديين لإيمانهم بقدرة هذه المواقع على التأثير وتغيير الواقع على الأرض. ذلك ظهر من خلال تعامل رجال الأمن المصري مع "أدمينز" بعض الصفحات الإخوانية المحرضة ضدهم وكذلك من خلال رواج "هاشتاج" على موقع تويتر بعنوان "نصائح_للرئيس_القادم".
الأمن يتوعد الصفحات الإخوانية والأدمينز يردون: "زمن الخوف انتهى"
في تطور واضح لأساليب الحرب بين أجهزة الأمن المصرية وعناصر ومناصري جماعة الإخوان المسلمين والتي اصبحت تصنف كإرهابية، شنت أجهزة الأمن حملات ضبط لمديري بعض الصفحات الإخوانية على الفيسبوك. إغتيال اللواء محمد سعيد، مساعد وزير الداخلية، ألقى الضوء بشكل جلي على الصفحات التي اصبحت تنشر أسماء وعناوين وأرقام قيادات وأفراد أجهزة الأمن. وقد أعلنت الداخلية ضبط شاب يدرس بكلية التجارة يدير سبعة صفحات تحرض ضد ضباط الشرطة وتنشر بياناتهم الشخصية بالإضافة إلى ضبط القائمين على قرابة 14 صفحة أخرى لنفس السبب. ولا تنشر تلك الصفحات فقط البيانات الشخصية لرجال الأمن بل أيضاً تدعو لبعض أعمال العنف. وقد تم ضبط ستة أشخاص من القائمين على صفحة "عفاريت دمنهور" لدعواتهم لاقتحام وحرق المنشآت الشرطية. كذلك تم ضبط القائم على صفحة "الشريف أحمد سلام الهاشيمى" لدعوته بتكوين جيش إسلامي حر في مصر والعراق والشام.
لكن ورغم تلك الحملات لم تتراجع الصفحات التي تعرف نفسها بأنها "ضد الإنقلاب" عما تنشره من مواد. فقد نشرت صفحة "فضائح وتسريبات أمن الدولة" منذ أيام قليلة منشور بكيفية صنع "قنبلة مسامير حارقة" قائلين إنها "ترعب قلوب الداخلية من هول منظرها وفعلها". ولم تبدي هذه الصفحة اهتماماً بتهديدات الشرطة بتتبع القائمين على تلك الصفحات حيث نشرت إحدى التهديدات بتتبعهم صدرت عن رائد بالشرطة معلقاً عليها بسخرية قائلة: "الادمن بتوع الصفحات اللي ضد الانقلاب يرتعدوا بسرعة من الخوف.. احنا في وسطكم وانتم مش شايفينا هتجيبونا ازاي؟". وقد حاولت الصفحة طمأنة روادها قائلة: "على فكرة، حوار مباحث الانترنت دا خيالي لتخويف الناس ماحدش يخاف. لو كان صحيح ماكانوش الهاكرز اشتغلوا على الصفحات بتاعتنا. جمد قلبك يا مصرى زمن الخوف انتهى".
الإهتمام بالتعليم وتوحيد الصف على رأس نصائح نشطاء تويتر للرئيس
على جانب آخر، كانت مواقع التواصل الإجتماعي منبراً للنشطاء لتوجيه رسائل خاصة للرئيس القادم. فبإستخدام هاشتاج "نصائح_للرئيس_القادم"، وجه الكثير من نشطاء تويتر رسائلهم لمن سيتسنى له الجلوس على كرسي الحكم بعد الانتخابات الرئاسية القادمة. وكانت من أولى النصائح التي وجهها من يطلق عليهم "شعب تويتر للرئيس القادم، الإهتمام بالتعليم. وقد اكدت على ذلك الفنانة سحر نوح في تغريدة لها مستخدمة هاشتاج "نصائح_للرئيس_القادم" قائلة: "التعليم ثم التعليم ثم التعليم". وفي نفس الموضوع غرد علي البدري قائلاً: "عدل التعليم خلينا نتعلم اللي بنحبه". فيما كان لرجائي صادق طلباً محدداً في قضية التعليم مغرداً: "(يجب) تعديل مناهج الأزهر وحذف المواد التي تحث علي العنف ونبذ الأديان والإشراف علي الخطاب الديني في المؤسسات الدينية".
وكان سن قانون رادع للتحرش مطلباً آخر اهتم به النشطاء على تويتر. وساندت هذا المطلب الدكتورة ملك طاهر مغردة: "انت لو معملتش حاجه غير قانون ضد التحرش تبقى عملت كل حاجه. نص (نصف) المجتمع هيدعيلك يستر عرضك. هتبقى دعوه من القلب". توحيد صف الشعب المصري أيضاً كان ضمن نصائح "شعب تويتر" للرئيس القادم. وقال كريم الكناني في هذا الأمر في تغريدة: "اعرف انك رئيساً لـ90 مليون من كل التيارات. كن رئيساً للكل ولو كنت ظالم أو لم تفكر فى الغلابة الشعب لن يرحمك أبدا". فيما كان لـ"بنت البلد" نصيحة ايضاً مطالبة الرئيس بألا يتخذ لنفسه "بطانة" وألا يعزل نفسه عن الشعب وأن يستمع للفقراء والعمال والفلاحين والغلابة. وساندتها سارة فهمي في ذلك مغردة: "إبعد عن المنافقين".
الفكاهة تغلب على رسائل موجهه للسيسي "الرئيس القادم"
ولم يتخل الشعب المصري عن روح الفكاهة، حيث غلب على تغريدات المصريين المستخدمة لهاشتاج "نصائح_للرئيس_القادم" رسائل كوميدية للمشير عبد الفتاح السيسي، وزير الدفاع، الذي يعتقد كثير من المصريين انه الرئيس القادم للبلاد إلا في حالة حدوث مفاجأة. وعلق "بدر" بسخرية على اسم الهاشتاج "نصائح_للرئيس_القادم" قائلاً في تغريدة: "طيب ما تخلوها نصائح للفريق السيسي.. مش هو يعني؟ ..هيبقي مين طيب..هادي خشبة(لاعب كرة قدم سابق)؟". ووجهت إنجي طارق نصيحة بدورها قائلة: "متترشحش". وعلى نفس النهج سارت "ندى" في تغريدتها قائلة: "افتكر اني قلتلك بلاش".
أما"egyptalameia" فعلق بسخرية بالقول: "وحياة ابوك يا شيخ اظبط بقى مش ناقصة وقفة تانى فى التحرير والاتحادية رجلينا اتكسرت". وطالبته تهاني العزبي بأن يكون "جيداً" قائلة: "احنا زهقنا ثورات". أما "عمرو مارو" فقد طالب الرئيس القادم بإغلاق أكاديمية الشرطة، حيث تجرى محاكمات كل من حسني مبارك ومحمد مرسي رؤساء الجمهورية السابقين، "قبل ما تتحاكم فيها". فيما كانت نصيحة أحمد مرغني للرئيس القادم مقتضبة حيث طالبه "بالتنحي". وكان لـ"فطيما آدم" نصيحة خاصة هي الأخرى حيث غردت للرئيس القادم: "إياك والمحن، ده لو ماكنتش السيسي". أما "شافعي" فقد طالب الرئيس القادم بتجاهل كل تلك التغريدات قائلاً في تغريدته الشخصية: "اوعي تسمع نصائح مننا ياريس احنا ضيعنا مصر ٣ سنين!".