مصرع ثمانية مهاجرين أثناء محاولتهم عبور المانش
١٥ سبتمبر ٢٠٢٤قالت السلطات الفرنسية اليوم (الأحد 15 سبتمبر/ أيلول 2024) إن ثمانية أشخاص لقوا حتفهم خلال محاولة لعبور القنال الإنجليزي من فرنسا إلى إنجلترا، لتؤكد بذلك ما نشرته وسائل إعلام في وقت سابق. وتأتي الواقعة بعد وفاة 12 مهاجرا في وقت سابق من هذا الشهر بعد انقلاب قاربهم وهو في طريقه إلى بريطانيا. وتسلط تلك الوقائع الضوء على الضغوط التي تواجهها حكومتا بريطانيا وفرنسا للبحث عن سبل للتعامل مع مشكلة عبور تلك القوارب.
وقال محافظ مقاطعة با-دو-كاليه (شمال فرنسا) خلال مؤتمر صحافي إنّ الضحايا الثمانية في حادث الغرق الأخير هم "رجال بالغون". وأضاف أنّ ستة ناجين نُقلوا إلى المستشفى بينهم رضيع يبلغ عشرة أشهر ويعاني انخفاضا في حرارة الجسم.
وأكد أنّ القارب كان يقل حوالى 60 راكبا "من إريتريا والسودان وسوريا وأفغانستان ومصر وإيران"، مضيفا "كان هناك شخص واحد فقط من بين كلّ ستة أشخاص مزوّد بسترة نجاة". وأوضح أنّ "القارب جنح" في منطقة صخرية و"تحطم على الصخور" بعد مغادرته نهرا ساحليا.
انتقادات المنظمات الحقوقية
من جهته، قال وزير الخارجية البريطاني ديفيد لامي لشبكة بي بي سي، "هذا مريع. هذه خسارة أخرى للأرواح". وقالت جمعية مساعدة المهاجرين "يوتوبيا 56"" على منصة إكس، "قُتل هؤلاء الأشخاص بسبب فرنسا وإنكلترا اللتان ترفضان فتح الممرات".
بدورها، قالت "أوبيرج دي ميغران" وهي جمعية أخرى تقدّم المساعدة للمهاجرين على منصة إكس "يجب على الدولتين الفرنسية والبريطانية إعادة النظر في سياسة الهجرة الخاصة بهما على الفور"، واصفة المانش بأنه "حدود قاتلة".
ووقع هذا الحادث بعد أقل من أسبوعين من غرق قارب أسفر عن مصرع 12 شخصا في الثالث من أيلول/سبتمبر، في أسوأ حصيلة خلال هذه السنة. وأفادت السلطات البحرية السبت عن قيام مهاجرين برحلات عبور خطرة للمانش على متن قوارب صغيرة في الأيام الماضية. وأشارت المحافظة البحرية للمانش وبحر الشمال (بريمار) إلى إنقاذ 200 شخص في 24 ساعة من يومي الجمعة والسبت فقط، موضحة أنّه "تمّ رصد 18 محاولة مغادرة لقوارب" على مدار اليوم.
وبعد حادث الغرق الذي وقع ليلا، غادر قارب آخر من أمبليتوز حوالى الساعة 7.30 صباح الأحد، حسبما أفادت كريستين لوكلير المتطوّعة في جمعية محلية لوكالة فرانس برس. وقالت إنّ عمليات المغادرة تجري "طوال الوقت، شتاء نهارا وليلا وصيفا... بمجرّد أن يصبح البحر هادئا".
تفاقم مآسي المهاجرين
وتوالت المآسي التي تشهدها القناة منذ بداية الصيف. فمنتصف تموز/ يوليو، قُتل ستة مهاجرين غير نظاميين خلال أسبوع واحد إثر غرق ثلاثة قوارب، أربعة منهم في 12 تموز/يوليو وامرأة في 17 منه، ثمّ رجل في 19 تموز/ يوليو. تجري عمليات العبور هذه في ظروف محفوفة بالمخاطر على متن قوارب صغيرة متهالكة.
وبحسب أرقام السلطات البريطانية، فإن القوارب التي وصلت إلى السواحل البريطانية منذ الأول من كانون الثاني/يناير كان على متنها 52 راكبا في المتوسط، مقابل 13 شخصا فقط في العام 2020.
وقال وزير الداخلية في الحكومة الفرنسية المستقيلة جيرارد دارمانان إنّه خلال حادث الغرق الذي وقع في الثالث من أيلول/سبتمبر، "كان أقل من ثمانية أشخاص يرتدون سترات إنقاذ أعطاهم إياها المهرّبون". ودعا إلى توقيع "معاهدة هجرة بين بريطانيا والاتحاد الأوروبي" في محاولة لوضع حد لمغادرة القوارب غير النظامية من فرنسا باتجاه إنكلترا.
ومنذ بداية العام، وصل أكثر من 22 ألف مهاجر إلى إنكلترا بعدما عبروا المانش في قوارب صغيرة، وفقا للسلطات البريطانية. ومدى ستة أعوام، عبر حوالى 136 ألف شخص المانش على متن "هذه القوارب الصغيرة" من فرنسا، منذ أن بدأت المملكة المتحدة إحصاء هؤلاء الوافدين في العام 2018. وتفاقمت هذه الظاهرة في أعقاب الإغلاق المتزايد للنفق تحت المانش ولميناء كاليه للحد من وصول المهاجرين.
وتعهدت الحكومة البريطانيةبرئاسة كير ستارمر (حزب العمال)، على التصدّي للهجرة غير النظامية عبر رفع عدد عمليات ترحيل المهاجرين ومكافحة المهرّبين. وشهدت المملكة المتحدة هذا الصيف أعمال شغب عنيفة قام بها اليمين المتطرّف بعد مقتل ثلاث فتيات في 29 تموز/ يوليو، على خلفية شائعات تمّ نفيها أفادت بأنّ المشتبه به طالب لجوء مسلم، بينما أعلنت الشرطة أنّه مولود في كارديف لعائلة من رواندا، وهي دولة ذات غالبية مسيحية.
ح.ز/ و.ب (أ.ف.ب رويترز)