مصريون يفاخرون بضرب أربعة شيعة حتى الموت
٢٤ يونيو ٢٠١٣أدانت رئاسة الجمهورية المصرية اليوم الاثنين (24 يونيو/ حزيران 2013) مقتل أربعة مواطنين مصريين شيعة بقرية أبومسلم بمركز أبوالنمرس التابع لمحافظة الجيزة جنوب القاهرة. وقالت الرئاسة، في بيان صحفي اليوم "تدين رئاسة الجمهورية بشدة حادث مقتل أربعة مواطنين مصريين بقرية أبو مسلم بمركز أبو النمرس بالجيزة وتؤكد أن الحادث المؤسف الذي وقع بالأمس الأحد وأدى إلى سقوط مواطنين مصريين، يتنافى تماما مع روح التسامح والاحترام التي يتميز بها الشعب المصري المشهود له بالوسطية والاعتدال ورفضه التام لأي خروج على القانون أو إراقة للدماء أيا كان مبعثه". وأكدت الرئاسة المصرية أنه "تم توجيه أجهزة الدولة المعنية لملاحقة وضبط من ارتكبوا هذه الجريمة النكراء، وسرعة تقديمهم للعدالة". وأوضح البيان أن الدولة لن تتهاون أبدا مع كل من يحاول العبث بأمن واستقرار البلاد، أو النيل من وحدة المجتمع المصري.
وقال شهود عيان ومصادر أمنية لوكالة فرانس برس اليوم إن مئات من أهالي قرية زاوية ابو مسلم في مركز ابو النمرس في محافظة الجيزة (نحو 30 كيلومتر جنوب العاصمة القاهرة) حاصروا واعتدوا على منزل احد شيعة القرية بعدما علموا بتواجد القيادي المصري الشيعي حسن شحاتة فيه برفقة آخرين. وحاول الأهالي حرق المنزل المتواجد في حارة ضيقة بزجاجات المولوتوف لكنهم فشلوا في ذلك. وأسفر الاعتداء عن مقتل شحاتة وشقيقه واثنين آخرين وجميعهم من خارج القرية، بالإضافة إلى إصابة خمسة أشخاص آخرين. ويعد الشيخ حسن شحاتة (66 عاما) احد ابرز القيادات الشيعية في البلاد، وقد سجن مرتين خلال عهد الرئيس المصري السابق حسني مبارك بتهمة ازدراء الأديان، بحسب ما أكد عدد من أتباع هذا المذهب.
وقال الشيعي ضياء محرم باكيا لوكالة فرانس بريس ان "شحاتة كان يحضر احتفالا دينيا مع شيعة القرية بمناسبة ليلة النصف من شعبان". وقال النجار ياسر يحيى من نفس المنطقة "عندما علم الأهالي أن حسن شحاتة في القرية طلبوا من صاحب المنزل تسليمه لهم، لكنه رفض ما جعلهم يهاجمون المنزل". وأضاف أن "الأهالي احضروا مطارق ضخمة وهدموا جزءا من حائط المنزل واخرجوا الشيعة واحدا تلو الآخر ثم قتلوهم ضربا في تلك الساحة"، مشيرا إلى ساحة كبيرة أمام ورشته شهدت واقعة السحل والقتل. وقال مصمم الأثاث سامح المصري "حاولت إنقاذهم لكن الأهالي كانوا مصممين على قتلهم"، وتابع "سحلوهم حتى مدخل القرية.. لقد كانت لحظات بشعة". وقال شهود عيان إن مئات الأهالي كانوا يرددون "الله اكبر.. الله اكبر" و "الشيعة كفار" أثناء الاعتداء على الشيعة وسحلهم في الشارع.
تكفير الشيعة من قبل المتشددين السنة
واستخدم أهالي القرية، ومعظمهم لا تبدو عليهم مظاهر التدين، كلمة "كفار" لوصف الشيعة أثناء حديثهم عنهم أمام مراسل فرانس برس الذي زار القرية. ولم يظهر الأهالي أي ندم أو خجل من الواقعة، لا بل إن شباب القرية راحوا يتبادلون في ما بينهم مقاطع فيديو لسحل الشيعة الأربعة بفخر وحماس واضح. وعادة ما يجد العنف الطائفي والمذهبي بمصر أرضا خصبة في المناطق القروية خارج المدن مثل قرية ابو مسلم الفقيرة والعشوائية. ويتهم الشيعة الدولة في مصر بعدم توفير الحماية لهم خاصة من مضايقات وتحريض السلفيين مذهبيا ضدهم. كما يشكون تعرضهم لتحريض مذهبي علني في القنوات الدينية. وخلال مؤتمر حاشد للإسلاميين عقد قبل أسبوع ل"نصرة سوريا" بحضور الرئيس محمد مرسي، تحدث احد قيادات الحركة السلفية الشيخ محمد عبد المقصود، واصفا ب"الأنجاس من يسبون صحابة النبي" محمد، في إشارة واضحة إلى الشيعة. وقال بهاء أنور، المتحدث باسم شيعة مصر "احمل الرئيس مرسي المسؤولية كاملة لما حدث لان هناك تحريضا طائفيا مستمرا ضد الشيعة في زاوية ابو مسلم منذ أسبوعين ولم يتدخل احد رغم إبلاغنا السلطات".
من جهته قال الدكتور محمد البرادعي رئيس حزب الدستور الليبرالي المعارض في تغريدة على صفحته على موقع تويتر إن "قتل وسحل مصريين بسبب عقيدتهم نتيجة بشعة لخطاب ديني مقزز ترك ليستفحل". وتكررت جرائم القتل والسحل في الشارع مؤخرا في مختلف المدن المصرية وخصوصا في الدلتا، وتشهد مصر أزمات أمنية منذ الإطاحة بالرئيس السابق حسني مبارك.
(ح.ز/ ط.أ / أ.ف.ب، د ب أ)