مطالب بعدم إقحام سياسة إدماج المهاجرين في الحملات الانتخابية
٣١ يناير ٢٠٠٨أعربت مفوضة الحكومة الألمانية لشؤون الاندماج ماريا بومر عن رغبتها في العمل على جعل جهود اندماج المهاجرين ضمن أولويات اهتمامات حكومة بلادها. وقالت بومر عقب لقاء مع حوالي 70 من هيئات ومنظمات المهاجرين يوم أمس(30 يناير/كانون ثاني) إن عام 2008 ينبغي أن يكون عام اندماج المهاجرين في المجتمع الألماني.
انتقادات للحزب المسيحي الديمقراطي
وانتقدت بومر بشدة طريقة إدارة الحملة الانتخابية لحزبها، الحزب المسيحي الديمقراطي، في ولاية هيسن. والتي تمحورت حول تشديد العقوبات على الشباب الجانحين لاسيما ذوي الأصول الأجنبية. وقالت المفوضة الألمانية في هذا الصدد " عندما يشعر المهاجرين بأن أبناءهم يعاملون كغرباء فإن ذلك يعمق الشعور بعدم الأمان لدى الجميع"، مشيرة إلى أن خلق مثل هذه التوترات لا يخدم عملية الاندماج.
ومن ناحية ذات صلة أشارت دراسة قامت بها مؤسسة كونراد اديناور، المقربة من الحزب المسيحي الديمقراطي، بأن طريقة إدارة الحزب لحملته الانتخابية في ولاية هيسن كانت سببا في تراجع شعبيته كما أضرت بمصداقيته لدى الناخبين.
يذكر أن قضية محاربة العنف بين الشباب كانت من الموضوعات الأساسية في الحملة الانتخابية بولاية هيسن التي جرت فيها الانتخابات يوم الأحد الماضي، حيث كان رولاند كوخ مرشح الحزب المسيحي الديمقراطي بزعامة المستشارة انجيلا ميركل قد أثار جدلا كبيرا في الساحة الألمانية حينما ركز على موضوع تشديد العقوبات على الشباب الجانحين، لاسيما من أبناء المهاجرين.
ويسود اعتقاد كبير بأن الناخب عاقب الحزب المسيحي ومرشحه كوخ في ولاية هيسن على هذه السياسة، حيث تراجعت نسبة التأييد للحزب بمعدل 12 نقطة وفشل كوخ بالتالي من الحصول على الأغلبية اللازمة في برلمان الولاية.
عدم إقحام موضوع الأجانب في الحملات الانتخابية
وفي هذه الأثناء برزت انتقادات من داخل الحزب المسيحي لتوظيف قضية اندماج المهاجرين في الحملات الانتخابية للحزب. وطالب 17 قياديا بارزا في الحزب بتجنب إقحام سياسة الاندماج في الحملات الانتخابية. وقالت هذه القيادات في خطاب مفتوح نشرته صحيفة "دي تسايت" الأسبوعية إن "سياسة الاندماج تشكل دعامة أساسية لمستقبل بلادنا ولا يجب أن تتحول إلى موضوع للحملات الانتخابية". وفي الوقت الذي تجنبت فيه هذه القيادات النقد المباشرة لمرشح الحزب في هيسن رولاند كوخ إلا أنها نأت بنفسها عن طريقة إدارته لحملته الانتخابية. في هذا السياق قال أولى فون بويست عمدة مدينة هامبورج وأحد الموقعين على الخطاب إن كل واحد يدير حملته الانتخابية كما يريد، رافضا الحديث عن رأيه حول محتوى حملة كوخ الانتخابية.