مطالب كردية لواشنطن بالتوسط مع تركيا
٣ نوفمبر ٢٠١٤قال جميل بيك أحد المؤسسين لحزب العمال الكردستاني وأهم أعضائه خارج السجون الاتهامات بأن تركيا تشن حربا بالوكالة ضد الأكراد في سوريا بدعم المتمردين الإٍسلاميين الذين يقاتلونهم في شمال سوريا. وعقدت الحرب الأهلية السورية مساعي تركيا لتحقيق السلام مع أقليتها الكردية لكن أنقرة تنفي بشدة دعم أي فصيل إسلامي ضد الأكراد في سوريا وأجرت محادثات بشكل منتظم مع زعيم مجموعة كردية سورية مقربة من حزب العمال الكردستاني.
ويعيش نحو 30 مليون كردي في الشرق الأوسط لكن دون دولة لهم وهم منتشرون عبر تركيا وسوريا والعراق وإيران. ويشكلون نحو خمس سكان تركيا. وقال بيك لصحيفة دير ستاندارد النمساوية في مقابلة نشرت اليوم (الاثنين الثالث من نوفمبر/ تشرين الثاني 2014) "لا يمكن أن يكون هناك حل في ظل الحرب لذا ينبغي أن يكون هناك حل سياسي (لصراع حزب العمال الكردستاني مع تركيا)". وتابع قوله "وصلنا الآن لنقطة لا حراك فيها. ولهذا نقترح قوة ثالثة لمراقبة هذه العملية. هذه ربما تكون الولايات المتحدة وربما تكون أيضا وفدا دوليا." وأضاف "نحتاج لوسيط ونحتاج لمراقبين. سنقبل بالأمريكيين. من وجهة نظرنا الأمر يتحرك في هذا الاتجاه."
ميدانيا تصاعدت أعمدة دخان فوق بلدة كوباني السورية الواقعة على الحدود مع تركيا والتي يدافع عنها أكراد سوريون يتصدون لهجمات مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية منذ أكثر من 40 يوما. ووقف مواطنون أتراك ينظرون إلى سوريا على الجانب الآخر من خط الحدود أمس الأحد في حين عزز الجيش التركي إجراءات الأمن بالدبابات والمركبات المدرعة. وانضمت قوات من البشمركة العراقية إلى القتال ضد تنظيم "الدولة الإسلامية" على أمل أن يساعد تدخلها إلى جانب غارات جوية تقودها الولايات المتحدة في الحيلولة دون سيطرة التنظيم المتشدد على البلدة. وتركزت الأنظار على كوباني التي ينظر إليها باعتبارها تمثل اختبارا لفاعلية الغارات الجوية التي تقودها الولايات المتحدة وما إذا كانت القوات الكردية قادرة على صد مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية.
في سياق متصل كشفت مصادر في الجيش السوري الحر وأخرى في وحدات حماية الشعب الكردية عن خلافات بين مقاتلي "الحر" والأكراد في مدينة عين العرب (كوباني) السورية قرب الحدود التركية التي تشهد معارك طاحنة لصد هجمات تنظيم "داعش". وقال مصدر بالمجلس العسكري التابع للجيش الحر في تصريح لصحيفة "الشرق الأوسط" اللندنية نشرته اليوم الاثنين إن "خلافات وقعت بين الأكراد ومقاتلي الحر الذين دخلوا قبل أيام قليلة إلى كوباني من تركيا". وأضافت أن نحو 20 مقاتلا من أصل 52 غادروا المنطقة وعادوا إلى تركيا.
ويرجح أن الخلاف نشب نتيجة عدم تسلم عناصر المعارضة ذخائر أو معدات قتالية ألقيت إلى المقاتلين الأكراد جوا من قبل التحالف الدولي ضد الإرهاب في وقت سابق. وفي المقابل ، قال مصدر في "وحدات حماية الشعب" للصحيفة إن "مقاتلي الحر الذين دخلوا أخيرا إلى كوباني كان هدفهم سياسيا أكثر منه عسكريا"، متهما إياهم بالانصياع لأوامر تركيا. وأضاف "فصائل الحر التي كانت تقاتل معنا منذ بدء المعركة لا يزالون إلى جانبنا وقتل منهم نحو 30 في المعركة، لكن الذين أتوا حديثا بقيادة العقيد عبد الجبار العكيدي ومعهم الأسلحة لا يزالون مترددين ولم يقرروا بعد الدخول في المعركة ، رغم أننا نفتح الباب أمام أي مساعدة من قبلهم". وبينما خاضت قوات البيشمركة الكردية العراقية أولى معاركها ضد داعش في مدينة كوباني واستخدمت صواريخ بعيدة المدى كشف مسرور بارزاني مستشار مجلس أمن إقليم كردستان عن أن هناك مائتي كردي يقاتلون في صفوف التنظيم.
ح.ز/ و.ب (رويترز/ د.ب.أ)