مطلوب جدات أنيقات للدعاية التجارية في ألمانيا!
٦ ديسمبر ٢٠١٣عندما تعمل أولا شروتر، فإنها تفعل ذلك بصورة محترفة، فمرة تمثل أمام الكاميرا مسنة بقيت شابة وتحب موسيقى الروك، ومرة أخرى تبدو أنها جدة لطيفة أو غانية ثرية. وتُعتبر أولا شروتر ممثلة مطلوبة لإنتاج الإعلانات التجارية، رغم أنها في سن الثانية والسبعين. وشعرها الفضي قصير ولون أحمر شفتيها غير مشرق. وهذا يناسب كنزتها الأرجوانية.
إلا أنه قبل 20 عاما لم يستطع أحد تصور ظهور مرأة مسنة مع شعرها الفضي اللون وتجاعيدها في ملصقات تجارية، ففي عالم الإعلانات التجارية آنذاك الذي تركزت على إظهار النضارة والجسم المثالي، لم تظهر جدات مثل أولا شروتر إلا نادرا جدا. غير أن ذلك تغير في هذه الأثناء جذريا.
دعاية تجارية خاصة بالمسنين
فازدياد نسبة كبار السن بين سكان ألمانيا ملحوظ منذ فترة طويلة في الدعاية التجارية أيضا. ولا يمكن لشركة أن تتجاهل القوة الشرائية بين الذين تتجاوز أعمارهم 50 عاما، فنسبة نصف المبيعات في ألمانيا تعود إليهم. ويريد هؤلاء المسنون أن يظهر في الإعلانات التجارية الموجهة إليهم من يشبههم، فإعلان تدعو فيه شابة في سن العشرين إلى شراء كرسي يصعد وينزل السلم في البيت أوتوماتيكيا، أو إلى إبرام عقد تأمين خاص بالمسنين، ليس موثوقا به. إلا أن زوجين مسنين يقضيان بضعة أيام على متن سفينة في البحر، تثير المشاعر المطلوبة.
وكما يقول نورمان شتوسر من وكالة وساطة لممثلي الدعاية التجارية في مدينة فرانكفورت، "من الضروري أن يكون ممثلو الدعاية في سن تزيد على الخمسين، وبصحة جيدة وأن يكونوا ناشطين ويحبوا الحياة". وعلاوة على ذلك يجب أن يتميزوا بأسنان جميلة وبشرة سليمة وأجسام لطيفة التناسق.
الجدات اليوم أكثر أناقة من ذي قبل
لا تُعتبر الجدة التقليدية التي ترتدي نظارة، مطلوبة إلا نادرا. وفي معظم الحالات تلعب الجدات في الإعلانات التجارية اليوم أدوارا أخرى، بينها دور المستمتعة والشريكة والمحافظة على صحتها. وإذا تم تصويرهن مع أحفاد لهن، فإن مظهرهن أنيق وحديث.
وتُظهر أيضا دراسة قامت بها جمعية أبحاث الاستهلاك، أن صورة المسنات تتغير. وتم في سياق وضع الدراسة استجواب نساء تزيد أعمارهن على 50 عاما، بشأن نوع الأزياء التي يرتدينها. وتتمثل إحدى نتائج الاستجواب في انخفاض عدد المسنات اللواتي يفضلن ملابس وأحذية وشنطات بسيطة في ألوان لا تلفت الأنظار. وكما تقول بيترا دليهموت من جمعية أبحاث الاستهلاك، فإن جيل النساء اللواتي تزيد أعمارهن على 50 عاما، أصبح اليوم على وعى تام بشؤون الموضة ولا يتبع قواعد لباس صارمة. وتضيف: "يفضل هذا الجيل من النساء أكثر من ذي قبل ارتداء ملابس عصرية وغير متكلفة".
لا منصة للجدات
فهل يعني ذلك أن اللون الفضي أصبح الأشقر الجديد؟ أولا شروتر، التي بدأت بعملها كعارضة أزياء، عندما كانت في سن العشرين، متشائمة بهذا الشأن، ففي الإعلانات الداعية إلى شراء مستحضرات التجميل والأزياء الحديثة يتم طمس جميع التجاعيد. وفي عروض الأزياء الدولية لا تظهر عارضات ذوات شعر فضي وتجاعيد في وجوههن، إلا نادرا جدا.
إلا أن ذلك لا ينطبق على أشكال أخرى للدعاية التجارية. ولا تستطيع أولا شروتر أن تتصور التراجع عن عملها، إذ أنها تحب هذا العمل، وذلك منذ 50 عاما. "أتعرف دائما على أناس جدد ولستُ مجبرة على الجلوس في بيتي"، كما تقول. وتضيف: "علاوة على ذلك، فإنني معجَبة بنفسي إلى حد ما، إذ لا أزال مطلوبة".