مظاهرات التحرير..تعددت الأهداف و"الخصم" واحد!
٢١ يونيو ٢٠١٢منهم من نزل من أجل الضغط على اللجنة العليا للانتخابات، خاصة بعد قرار تأجيل إعلان النتيجة، والبعض الآخر نزل احتجاجا على الإعلان الدستوري المكمل الذي أصدره المجلس العسكري منذ أيام وقلص من خلاله سلطات رئيس الجمهورية القادم، بينما نزل البعض الأخر استعدادا للاحتفال بـ"فوز" الدكتور محمد مرسي أو البقاء هنا في الميدان حتى إعلان النتيجة، أو حتى يفي المجلس العسكري بوعده بتسليم السلطة في نهاية حزيران/ يونيو.
في الحديقة الدائرية التي تتوسط ميدان التحرير يقف عدد من السلفيين، يقول أحدهم إن التعديلات الدستورية الأصلية تم الاستفتاء عليها في آذار الماضي، ووافق عليها الشعب، ولكن الإعلان الدستوري المكمل الصادر منذ أيام "تم فرضه بدون الاستفتاء عليه"، وهذا مخالف للدستور". ويضيف بالقول بأنه غير مقتنع بما يقوله المجلس العسكري من أن تأجيل الإعلان عن النتيجة النهائية للانتخابات بدعوى النظر في الطعون المقدمة من حملتي محمد مرسي وشفيق، "فالنظر في الطعون لا يحتاج كل هذا الوقت، بالإضافة إن النظر في الطعون في المرحلة الأولى في الانتخابات، لم يستغرق كل هذا الوقت!". ويعتقد أن هذه محاولة لمساومة مرسي والضغط عليه حتى يتخلى عن صلاحياته: "هو (أي المجلس العسكري) لا يحتاج للمساومة مع شفيق، فهو رجلهم، ولكنه يضغط على مرسي من أجل تحجيم سلطاته. المجلس العسكري هو آخر قلعة من قلاع النظام واستسلامه لن يكون سهلاً".
ويعتقد آخر أن الإعلان الدستوري تم فرضه عندما ظهرت نتائج فوز مرسي، ويتساءل ماذا لو أعلنت اللجنة العليا للانتخابات عن فوز شفيق؟ ويجب على تساؤله بنفسه بالقول: "نحن موجودون في الميدان. نحن معتصمون سلميا، منذ بداية الثورة وحتى الآن". ويتابع بأن حركة "قضاة من أجل مصر" أعلنت فوز مرسي بفارق حوالي مليون ومائة ألف صوت، مؤكدا أن" هذه المحاضر موجودة لدينا من قبل أن تصل إلى اللجنة العليا للانتخابات، عن طريق مندوبينا في اللجان الانتخابية. وهي كذلك موجودة لدى حملة أحمد شفيق". يذكر هنا أن كل من مرسي وشفيق يزعم أنه الفائز بالجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية.
"المجلس العسكري سلطة رابعة"
يتدخل آخر في الحوار معلنا إنه لا ينتمي للإخوان المسلمين: "لا تسأل عن رد فعل الإخوان، اسألني عن رد فعلي أنا. الشعب انتخب الإخوان، إذن فقضية نجاح مرسي أصبحت قضية الشعب وليست قضية الإخوان". ويقول سلفي آخر: "المجلس العسكري في البداية استطاع التفرقة بين قوى الشارع المصري، بين إخوان وسلفيين وليبراليين وعلمانيين. الآن تجمع الشعب مرة أخرى احتاجاً على تلاعب المجلس". ويضيف: "أنا جئت من الإسكندرية. المجلس العسكري قال إن تسليم السلطة سيحدث في 30 حزيران، ونحن سننتظر هنا حتى هذا الموعد".
شاب قال إنه ينتمي لحزب الحرية والعدالة، الذراع السياسي لجماعة الإخوان المسلمين، يعترف أن الإخوان فقدوا الكثير من التعاطف عندما لم ينزلوا إلى الشارع مع القوى الثورية بعد تنحي مبارك: "ظننا أن مطالب الثورة تحققت، ولكننا اكتشفنا أن الإعلان الدستوري المكمل يجعل من المجلس العسكري سلطة رابعة، بجانب التشريعية والتنفيذية والقضائية، وهذا لم نسمع به من قبل". ويضيف لو أن المرشح حمدين صباحي هو الذي وصل إلى جولة الإعادة ووقف أمام أحمد شفيق لكان الإخوان دعموه أيضاً. الوحيد الذي لن يدعموه هو أحمد شفيق وعمرو موسى، بصفتهما من رجال نظام مبارك". يتدخل الشاب السلفي السكندري قائلا: "أبو الفتوح وحمدين صباحي كانا يتعاونان مع بعضهما في الإسكندرية. أية قوى ثورية موجودة في الشارع ستدعم أي مرشح محسوب على الثورة. ليس هناك الآن فرق بين مسلم ومسيحي، الحالة اليوم مثلما كانت في يوم 25 يناير تماما".
فوز شفيق تزوير، وفوز مرسي ديمقراطي"
شابان يسيران مع بعضهما يقولان إنهما نزلا ميدان التحرير للاحتجاج على الإعلان الدستوري المكمل وليس لمتابعة قضية صراع أحمد شفيق ومحمد مرسي. يقول أحدهما، واسمه محمد عادل، إن "الاختيار بين الاثنين صعب، فواحد يعيبه انتماؤه لنظام مبارك والثاني يعيبه انتماؤه للإخوان المسلمين". أما الآخر، واسمه رأفت ناجي، فيتمنى نجاح محمد مرسي، نظرا "لأنه المرشح الوحيد المحسوب على الثورة".
شاب من حزب الحرية والعدالة واسمه عبد الرحمن يرجح أن تأجيل إعلان نتائج الانتخابات يرجع لحيرة المجلس، ويضيف "المجلس اليوم واقع في ورطة. هو يحاول الضغط ونحن نحاول الضغط." يقول عبد الرحمن إنه انتخب محمد مرسي منذ المرحلة الأولى للانتخابات، وبالنسبة فإن الأولى بالدعم هو "أي مرشح ينتمي لخلفية إسلامية، يليه أي مرشح محسوب على قوى الثورة، والمرشح الوحيد الذي لن يدعمه هو المنتمي للمجلس العسكري أو لبقايا نظام مبارك"، وبالتالي فهو لا يجد مشكلة ليس في دعم حمدين صباحي لو كان وصل إلى الإعادة مع أحمد شفيق. ولا يعتقد عبد الرحمن أن اللجنة العليا للانتخابات ستعلن فوز شفيق، ولكن لو حدث هذا فهم سيستمرون في الاعتصام في الميدان: "نحن نرضى بنتيجة الديمقراطية، ولكننا واثقون من أنه لو فاز شفيق فسيكون هذا نتيجة للتزوير وليس الديمقراطية".
نائل الطوخي ـ القاهرة
مراجعة: عبده جميل المخلافي