مظاهرات تعم السودان احتجاجا على "إصلاحات صندوق النقد"
٣٠ يونيو ٢٠٢١خرج مئات الأشخاص الى الشوارع في عدد من المدن السودانية، الأربعاء (30 يونيو/حزيران 2021)، مطالبين بتنحي الحكومة على خلفية إصلاحات مدعومة من صندوق النقد الدولي يعتبرونها قاسية جدا، بحسب مراسلي وكالة فرانس برس.
وعلت هتافات "لا لسياسات البنك الدولي وصندوق النقد الدولي" و"الشعب يريد إسقاط النظام"، وسط المحتجين الذين تجمعوا قرب القصر الجمهوري في الخرطوم.
واندلعت الاحتجاجات غداة إعلان صندوق النقد منح السودان قرضا قيمته 2,5 مليار دولار والنظر في تخفيف ديونه الخارجية بحوالي 50 مليار دولار. وتزايد السخط الشعبي على قرارات الحكومة الأخيرة برفع الدعم عن البنزين والديزل مما تسبب في زيادة أسعاره بأكثر من الضعف.
وتجمع عشرات المتظاهرين في الخرطوم رافعين لافتات كتب عليها "لا لإفقار الشعب السوداني" قبل أن تفرقهم الشرطة باستخدام الغاز المسيل للدموع، بحسب مراسل فرانس برس. كما استخدمت قوات الأمن الغاز المسيل للدموع في أم درمان المدينة التوأم للخرطوم والواقعة في الضفة الغربية لنهر النيل عندما حاول المتظاهرون عبور جسر للالتحاق بالتظاهرات في وسط الخرطوم.
وفي مدينة كسلا شرق السودان، طالب المحتجون بالعدالة للذين قتلوا أثناء الاحتجاجات التي أطاحت بالرئيس السابق عمر البشير في نيسان/أبريل 2019. وهتف البعض "الدم قصاد الدم ما بنقبل الدية".
وتتولى السلطة في البلاد حكومة انتقالية من مدنيين وعسكريين منذ آب/أغسطس 2019. وتحاول الحكومة إصلاح اقتصاد عانى لعقود من سوء الإدارة والنزاعات الداخلية وعقوبات دولية تحت حكم البشير.
وأشاد رئيس الوزراء عبد الله حمدوك "بصبر" الشعب السوداني "ومكابدته". وقال في كلمة بثها التلفزيون الرسمي عقب قرار صندوق النقد الدولي "نحن على الطريق الصحيح".
اعتقال العشرات
وقبل التظاهرة أعلنت السلطات أنها اعتقلت العشرات من أعضاء الحزب الحاكم السابق، واتهمتهم بالتآمر للقيام بعمليات تخريب، وذلك في الوقت الذي خرج فيه شبان إلى شوارع العاصمة في احتجاجات منفصلة مؤيدة للديمقراطية.
وقال مسؤولون إن الشرطة اعتقلت ما لا يقل عن 200 عضو بحزب المؤتمر الوطني في الساعات الأولى من صباح اليوم الأربعاء، الذي يوافق الذكرى 32 للانقلاب الذي أتى بزعيم الحزب السابق، الرئيس السابق عمر البشير، إلى السلطة.
وقال صلاح مناع عضو اللجنة الرسمية المسؤولة عن تفكيك بقايا شبكات البشير السياسية والاقتصادية إن تلك كانت مجموعات من حزب المؤتمر الوطني تجهز لتنفيذ عمليات تخريب. وكان رئيس الوزراء حمدوك قد حذر هذا الشهر من فوضى محتملة وحرب أهلية يذكيها النظام السابق.
ف.ي/أ.ح (رويترز، ا.ف.ب)