"معارك حلب..مسمار في نعش محادثات جنيف"
١٠ فبراير ٢٠١٦DW: إذا استطاعت قوات الأسد السيطرة على حلب، ما هي تأثيرات ذلك على الحرب في سوريا؟
أندريه بنك: سيشكل ذلك تغييرا مفصليا في مسار الحرب الأهلية السورية. لأنه ولأول مرة منذ عام 2012 سوف تسيطر قوات الأسد على مناطق تمتد من العاصمة دمشق، مرورا بمدينة حمص في مركز سوريا والحدود السورية الشمالية الغربية، وإلى غاية حلب ومحيطها. وهكذا سوف يبسط النظام سيطرته مرة أخرى على مساحة واسعة ومأهولة بالسكان في سوريا. لكن ذلك لن يعني نهاية الحرب الأهلية.
تأمل المعارضة السورية الآن في الحصول على مساعدات عسكرية من دول مثل المملكة العربية السعودية أو الإمارات العربية المتحدة، كم هي احتمالية تدخل قوات برية عربية ؟
أعتقد أن ذلك لا زال مستبعدا جدا. لا يمكن للمملكة العربية السعودية التدخل إلا في إطار التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة. وتدخل قوات برية أمريكية، وربما بالتنسيق مع قوات برية أوروبية، في رأيي، من غير المحتمل أبدا، على الرغم من الانتهاكات المزرية لحقوق الإنسان واشتداد الحرب في سوريا. الرئيس الأمريكي أوباما في سنته الرئاسية الأخيرة من ولايته لن يدعم مثل هذا التدخل العسكري نتائجه غير مضمونة.
ما هي نتائج الحملة العسكرية لقوات الأسد في حلب على محادثات جنيف والتي توقفت حتى الـ25 شباط / فبراير؟
معركة حلب تمثل المسمار الأخير في نعش جنيف الثالثة. الهجوم المستمر من قوات الأسد جنبا إلى جنب مع سلاح الجو الروسي، والدعم من إيران ومن ميليشيات شيعية مختلفة، حولت مفاوضات السلام هذه إلى مهزلة. أضف إلى ذلك النزاعات الدائرة بين أطراف المعارضة. ومن هذا المنطلق تحولت الجولة القادمة من محادثات جنيف نوعا ما إلى انتصار رمزي لنظام الأسد. وفي ظل هذه الظروف لن يسعى أحد الآن إلى مواصلة المحادثات بشكل جدي.
هل فشلت الدبلوماسية الغربية إذًا؟
بالذهاب إلى الجولة الثالثة من محادثات جنيف دون شروط مسبقة، وعدم الوقوف بوجه الجانب الروسي والحكومة السورية، فشلت الدبلوماسية الأمريكية بقوة. كان من اللازم وضع قيود واضحة على الضربات الجوية الروسية وقوات الأسد لكسب المزيد من الثقة من جانب قوات المعارضة في عملية التفاوض.
ما انعكاسات معارك حلب على أزمة اللاجئين؟
سيكون لها انعكاسات كبيرة. لا ننسى أن حلب كانت من كبرى مدن سوريا، حيث كان يقطنها أربعة ملايين نسمة، ولا يزال بها مئات الآلاف من السكان على الرغم من الصراعات المدمرة. الكثير منهم توجهوا إلى الحدود التركية هربا من المعارك. وسيكون أمرا غير مسؤولا عدم فتح الحدود بسرعة، وعدم تقديم المساعدة للشعب وتوفير محيط آمن للناس، على الأقل على الأراضي التركية.
القوات الجوية الروسية والقوات الحكومية السورية يشكلان جبهة موحدة بالأساس ضد المعارضة. إلى أي مدى يستفيد تنظيم "الدولة الإسلامية" من هذا الوضع؟
تنظيم "الدولة الإسلامية" مستفيد لكونه لا يُستهدف حاليا من قبل قوات النظام السوري ولا القوات الروسية وإيران. وفي السابق أيضا لم يحدث ذلك إلا نادرا. في المقابل، يواجه هجمات قوية من قبل قوات التحالف الدولي الذي انضمت إليه ألمانيا عقب هجمات باريس في نوفمبر الماضي. الأمر الذي أدى العام الماضي وفي الأشهر الأخيرة، إلى تراجع نفوذ التنظيم العديد من المناطق في كل من سوريا والعراق.
أندريه بانك خبير سياسي وباحث في معهد جيجا لدراسات الشرق الأوسط في هامبورغ.