معرض الألعاب "لعبة 07"...عالم من المتعة وعودة إلى الطفولة
١٨ أكتوبر ٢٠٠٧هل سبق لك أن تخيلت نفسك مهندساً ينافس على بناء أجمل كنيسة في انكلترا، أو فأراً يبحث عن قطع جبن متناثرة هنا وهناك، أو رأسمالياً يحاول شراء عقارات وشواطئ، أو سجيناً يكابد مشقة سجنه يومياً. عالم الألعاب ينقلك من عالم الواقع إلى عالم الخيال أو الألعاب التي لم تترك إنساناً إلا ورافقته في مرحلة الطفولة. وهنا يأتي معرض الألعاب تحت عنوان "لعبة 07" ليوقظ بهدوء الطفل النائم في أعماق كل منا.
يمنح معرض الألعاب الذي يقام في مدينة إيسن الألمانية لزواره فرصة التعرف على أخر ما وصل إليه عالم الألعاب، ليس في ألمانيا وحسب، وإنما في العالم بأسره. وأفتتح المعرض أبوابه اليوم الخميس في مدينة إيسن الألمانية ويستمر حتى يوم الأحد المقبل، ويحمل اسم "لعبة 07". ويعد المعرض من أكبر معارض الألعاب في العالم، ويتيح فرصة المتعة لجميع أفراد العائلة. ويقام معرض الألعاب سنوياً منذ أن انطلقت دورته الأولى قبل 25 عاماً، مما أكسبه سمعة عالمية ممتازة بين المعارض الأخرى التي تهتم بهذا الشأن.
"لعبة 07" فرصة حقيقية للتواصل
ويستمد هذا المعرض أهميته من كونه الفريد من نوعه، الذي يجمع دور نشر الألعاب والكتّاب ومبتكري الألعاب دون إغفال اللاعبين طبعاً، مراعياً كافة الفئات العمرية. مما يتيح لهم تبادل وجهات النظر والخبرات وأحياناً الانتقادات، ويساعد على التواصل وتطوير صناعة الألعاب. ويأتي توقيت هذا المعرض قبل شهرين من الاحتفال بأعياد الميلاد، التي يزدهر فيها سوق بيع الألعاب. أي أن هذا المعرض يمثل أيضاً فرصة إضافية للشركات لتحقيق المزيد من الأرباح. فقد بلغ حجم مبيعات الألعاب في السوق الألمانية في العام الماضي حوالي 2.3 مليار يورو، حسبما ذكرت النقابة. كان لألعاب التسلية الجماعية التقليدية نصيب الأسد فيها، إذ قُدرت مبيعاتها وحدها في العام الماضي ب 400 مليون يورو. مما يدل على عودتها مجدداً إلى الصدارة على حساب ألعاب الكمبيوتر.
يُذكر أن نصيب ألعاب التسلية الجماعية التقليدية و الصور التركيبية بلغ في النصف الأول من هذا العام في ألمانيا 17.6 بالمائة، حسبما أفاد إرنست بوله من نقابة صناعي الألعاب الألماني يوم الأربعاء المنصرم في مدينة إيسن. وهو ما يفسر إتاحة فسحة أوسع للألعاب العائلية في هذا العام. وتؤكد دومينيك ميتسلر، المتحدثة باسم المعرض، هذا بقولها "الألعاب العائلية حاضرة بقوة وبكثرة في هذا العام". ألعاب "المونوبولي" المعروفة لم تفقد بريقها رغم قدمها، وهي متواجدة هذا العام أيضاً ولكن بحلة جديدة. فقد أُضيف لشراء العقارات والمحطات شراء الشواطئ، ويرافقها سي دي يجعل اللعبة أكثر متعة.
"أعمدة الأرض"
ومن بين الألعاب المعروضة لعبة "أعمدة الأرض" العائلية. وهي مستوحاة من الرواية التي تحمل نفس العنوان للكاتب كين فوليت. وفي هذه اللعبة يحاول لاعبان أو أربعة أن يندسوا في انكلترا في القرن الثالث عشر على أنهم عمال بناء، ويتنافسون في الحصول على عقود بناء أجمل كاتدرائية. وقد استحقت هذه اللعبة جائزة الألعاب التي يمنحها منظمو المعرض في كل عام. يذكر أن لجنة التحكيم التي تحدد الفائز تتألف من لاعبين وصحفيين وتجار ألعاب. وتكون من نصيب اللعبة المتوقع أن تحقق رواجاً شعبياً. كما اُختيرت لعبة "حصن ابنتسل" كأفضل لعبة أطفال (من عمر السادسة). وفي هذه اللعبة تبحث مجموعة من الفئران في بناء قديم متعدد الطوابق عن قطع جبن، متجنبة الوقوع في "الحفرة المظلمة". أما صيحة هذا العام فتتمثل "بألعاب البوكر" و الألعاب العائلية ثلاثية الأبعاد.
يبقى أن نذكر أن 758 عارضا سيشاركون في معرض "لعبة 07". وستتنوع الألعاب المعروضة ابتدءا بألعاب التسلية التقليدية البسيطة لتنتهي بالألعاب الإلكترونية المعقدة، مروراً بالألعاب العائلية وألعاب الكمبيوتر والخيال العلمي والشطرنج والزهر. ومن المتوقع مشاركة 450 لعبة جديدة في هذا العام، أما التوقعات بشأن عدد الزوار من المرجح أن يبلغ 150 ألف زائر. وعلى هامش فعاليات معرض هذا العام سيشارك 70 رسام قصص كرتونية، مما يضفي على المعرض صبغة فنية. وسيكون من بين الرسامين بيل موريسون الذي رسم شخصيات المسلسل الكرتوني الشهير "عائلة سيمبسون".