معرض تونس الدولي للكتاب - ملتقى الأفكار والثقافات
٣٠ أبريل ٢٠١٠تعيش تونس منذ 23 أبريل/نيسان 2010 حفلاً ثقافياً ضخما يستمر حتى 2 مايو /أيار. والجديد في معرض الكتاب الدولي الذي يقام فيها هذه السنة هو أنه يحتضن حصاد سنة كاملة من النشر ويقدم لأول مرة الإصدارات الجديدة لـ 1100 دار نشر. وقد أعار المنظمون أهمية كبيرة لتقفي دور النشر المهمة كما يقول مدير المعرض أبو بكر بن فرج في حديث لدويتشه فيله ويضيف: "يركز المعرض على تحسين نوعية المنشورات المعروضة." ومن النواحي التجديدية في معرض هذه السنة أيضاً إحداث فضاء لتداول حقوق التأليف. ويزخر معرض الكتاب بالفعاليات الثقافية التي اتسمت بالتنوع، من ذلك مثلا الحفل الفني الساهر للفنانة جاهدة وهبي الذي غنت فيه قصائد من شتى أنحاء العالم، من بينها قصائد للأديب الألماني غونتر غراس.
"الإبداع في لغة الآخر وإبداع الآخر في لغتنا"
ويبرز في معرض الكتاب الدولي هذه السنة عنصر التعرف على أساليب التعبير الإبداعي بلغة الآخر، فكما يقول أبو بكر بن فرج، عقدت ندوات ولقاءات مع المبدعين التونسيين الذين يكتبون بلغة الآخر من أجل التعرف حسب تعبيره على "صدى كتاباتهم وكيف يتعاملون مع الآخر عبر الكتابة بلغته" وتهدف هذه اللقاءات أيضا كما يضيف" إلى معرفة الكيفية التي يتفاعل بها التونسيون معهم عندما يكتبون بلغة الآخر."
ومن الآفاق الفكرية المهمة لمعرض هذه السنة أيضا تسليط الضوء على"الكوني والمحلي في الإبداع والفكر" فخلال الندوات التي عقدت حول ذلك طرحت الأسئلة التالية: كيف نبلغ الكونية عندما نتمسك بخصوصياتنا؟ هل هناك تناقض بين بلوغ القيم الإنسانية والتمسك بالخصوصيات والحفاظ على هذه الخصوصيات من التلاشي؟ عندما يتحدث أبو بكر بن فرج عن هذه النواحي يقول: "هذه قضايا فكرية وإبداعية مطروحة في الساحة العالمية" وقد تحاور حول هذه القضايا مبدعون من تونس ومن خارجها، أتوا من العديد من الدول ومن بينها ألمانيا، وتلاقت أفكارهم خلال مناقشاتهم حول هذا الموضوع"، لأنه كما يقول بن فرج "موضوع فكري يطرحه كل كاتب وكل مبدع على نفسه عندما يعمل وفق خصوصياته وأسلوبه الخاص وبلغته الخاصة."
المشاركة الألمانية
وتوجه المشاركة الألمانية في معرض تونس الدولي للكتاب الاهتمام هذه السنة إلى الأجيال الناشئة والأطفال على وجه الخصوص. وتتم المشاركة الألمانية في إطار جناح أوروبي مشترك، وكما تقول مديرة معهد جوته في تونس داغمار يونغ هينيل في حديث مع دويتشه فيله "وجدنا فكرة المشاركة في جناح كبير جميلة جداً، ففيه تقدم ترجمات عديدة بلغات مختلفة." والمساهمة الألمانية هذه السنة هي في صورة كتب أطفال ألمانية ترجمت حديثاً إلى اللغة العربية من بينها أساطير مثل الساحرة الصغيرة والنحلة مايا، وكما تقول يونغ هينيل، تجتذب هذه الكتب أعدادا كبيرة من الزوار وخاصة الأسر التونسية التي تتوجه إلى هناك مع أطفالها للاطلاع على الكتب المعروضة." وتركز المشاركة الألمانية بشكل كامل تقريبا على أدب الأطفال إلى جانب أعمال الأديبة هيرتا موللر الحائزة على جائزة نوبل للآداب لعام 2009.
مبارزة شعرية ألمانية في تونس
من فقرات البرنامج الثقافي الذي يقدمه الجناح الألماني في المعرض، إقامة حفل كبير داخل الجناح الأوروبي يقدم فيه فنان المبارزة الشعرية الـ Poetry Slam من مدينة هامبورغ ميشيل عبد اللهي ما توصل إليه من إبداعات في هذا النوع الجديد من الفن. كما سيشارك في ندوات يعرض فيها بعض أفكاره عن التبادل الثقافي والديني والحوار بين الشرق والغرب. وفي حديثها مع دويتشه فيله تشير يونغ هينيل إلى أن معظم المشاريع التي ينظمها المركز الثقافي الألماني في إطار معرض الكتاب تهدف إلى الوصول إلى الأجيال الشابة، وفي هذا الإطار ينظم الجناح الألماني مشروع مبارزة شعرية مع المدارس والجامعات التونسية وحيث يقوم التلاميذ بنظم القصائد.
وهذا النوع من المبارزة الشعرية محبوب ومنتشر جدا في تونس كما تقول يونغ هينيل، ثم تذكر أنها كانت ذات مرة في مقهى للفنون في العاصمة تونس وشاهدت هناك شابا تونسيا قدم أشعاراً ارتجالية بالعربية والفرنسية، وبهذا الأسلوب كما تقول " يحدث تلاق بين مختلف اللغات ومختلف أساليب التعبير الأدبي."
الكاتبة: منى صالح
مراجعة: طارق أنكاي