معرض "جيمز كوم" ملتقى عشاق الألعاب التفاعلية
١٧ أغسطس ٢٠١٢لا يكاد معرض "جيمز كوم" للألعاب التفاعلية ينهي أنشطته حتى تبدأ في اليوم التالي مباشرة الاستعدادات للدورة الجديدة للمعرض الأكبر من نوعه على مستوى العالم. ويجتذب المعرض هذا العام 600 عارض على مساحة ضخمة توازي مساحة 14 ملعبا لكرة القدم. مقارنة بالعام الماضي يشهد معرض هذا العام زيادة في عدد العارضين رغم عدم مشاركة بعض الأسماء المهمة مثل مايكروسوفت ونينتيندو. المعرض، الذي يقام أنطلق في 15 أغطس/ آب ويستمر لمدة خمسة أيام، يستقبل زوارا من 70 دولة وعارضين من 40 دولة.
النساء أيضا يقتحمن عالم الألعاب الإلكترونية
ووفقا لبيانات رابطة "برمجيات الترفيه التفاعلية" فإن ثلث الألمان حاليا "يلعبون" بانتظام أحد الألعاب الإلكترونية لكن المفاجأة هي أن هذه الألعاب وصلت لفئات جديدة وتحديدا للنساء، إذ تشير بيانات الرابطة إلى أن نسبة الرجال والنساء بين مستخدمي الألعاب الإلكترونية تكاد تكون متساوية. وعن هذا الأمر يقول رالف هاوبتر من رابطة بيتكوم للتكنولوجيا والاتصالات:"انتهى هذا الزمان الذي كانت تقتصر فيه الألعاب الإلكترونية على الشباب الذكور فحسب".
وارتفعت معدلات بيع الألعاب خلال النصف الأول من العام الجاري بشكل ملحوظ إذ تشير الإحصائيات إلى أن 35 مليون ألماني اشتروا ألعابا جديدة خلال تلك الفترة من المحلات التجارية أو عبر الإنترنت. وبالرغم من الأزمة الإقتصادية التي ألقت بظلالها على أسواق الألعاب في اليابان وأمريكا وبريطانيا، يتوقع سوق الألعاب في ألمانيا تحقيق أرباح خلال هذا العام.
تغيرات في الأسواق
تشهد أسواق الألعاب الإلكترونية أيضا العديد من التغييرات ففي الوقت الحالي يتزايد الإقبال على الألعاب المتوفرة في المواقع الإلكترونية أو باستخدام الهاتف المحمول كبديل عن الأجهزة التي تباع خصيصا لهذه الألعاب الأمر الذي أدى إلى هبوط مبيعات هذه الأجهزة. ووفقا للبيانات فإن 5ر16 مليون ألماني يستخدمون شبكة الإنترنت لممارسة الألعاب التي يفضلونها أو يلعبون مع "أصدقائهم الافتراضيين" عبر شبكات تواصلية بين أجهزة الكمبيوتر المختلفة.
وفي الوقت نفسه ارتفعت مبيعات الألعاب المخصصة للكمبيوتر المحمول والهاتف الذكي بنسبة 40% لكن هذه الألعاب لا تعد مفيدة ماديا للشركات إذ أنها غالبا ما لاتعود بفوائد مادية عليها. لكن الشركات الكبرى وجدت طريقة للإستفادة ماديا من هذه الألعاب أيضا إذ يمكن للاعب الآن تغيير لون طلاء السيارة التي يلعب بها مقابل 79 سنتا أو شراء "أفاتار" أسرع وأجمل مقابل مبلغ معين.
البحث عن مبدعين شباب
الزيادة الملحوظة في مبيعات شركات الألعاب توازيها من جهة أخرى الزيادة على طلب موظفين شباب متخصصين في التطوير وبرمجة الألعاب. وفي ألمانيا تشغل حوالي 300 شركة عاملة في هذا المجال، حوالي عشرة آلاف فرصة عمل للشباب. ويعتقد قطاع الألعاب في ألمانيا أنه اقترب من التفوق على بريطانيا التي تتمتع حتى الآن بلقب صاحبة أكبر سوق للألعاب على المستوى الأوروبي. ومن شان مثل هذه المعارض أن ترفع من درجة الاهتمام بهذا القطاع . ولن تقتصر دورة هذا العام على تقديم ألعاب فقط بل سيقدم المعرض تحديثات لألعاب عرضت العام الماضي وحظيت بإعجاب الحضور ومن بينها " World of Warcraft' أو Call of Duty
ولا يرغب منظمو هذه المعارض عادة في الاستماع للانتقادات المرتبطة بالألعاب الإلكترونية حيث يعتبر البعض بأنها تتحمل المسئولية عن انتشار العنف بين المراهقين والشباب. ولتجنب مثل تلك الانتقادات يحصل زوار "جيمز كوم" على شارات تعلق على الذارع بألوان مختلفة حسب الفئة العمرية، كما يقول فرانكو فيشر من المركز الصحفي للمعرض والذي يؤكد أن صغار السن لن يسمح لهم على الإطلاق بدخول بعض صالات المعرض. ويتوقع منظمو المعرض رقما قياسيا جديدا في عدد الزوار الذين بلغ عددهم العام الماضي 275 ألف زائر لدرجة أن بعض الصالات أغلقت لبعض الوقت بسبب كثافة الإقبال عليها.
نيكولاس مارتن/ ابتسام فوزي
مراجعة: عبدالحي العلمي