معرض فرانكفورت الدولي: ملتقي كل جديد في عالم السيارات
بمشاركة حوالي ألف عارض من 45 دولة تبدأ اليوم فعاليات المعرض الدولي للسيارات الذي يقام للمرة الحادية والستين في مدينة فرانكفورت الألمانية. ويعتبر هذا المعرض واحداً من أكبر معارض السيارات العالمية، إلى جانب معارض أخرى تنظم سنوياً في مدينتي ديترويت وطوكيو. وفي عاصمة ألمانيا المالية فرانكفورت تخلب أنظار جمهور المعرض أفخم أنواع السيارات وأكثرها إثارة، ناهيك عن ثمانين عربة حديثة جادت بها صناعة السيارات في العالم. كما تتنوع السيارات المعروضة لتلبي رغبات الزوار، فمنها الرياضية الصغيرة، ومنها ذات محركات الدفع الكبيرة التي تستهلك الوقود بشراهة، بالإضافة إلى الأنواع الموفرة للوقود.
شرودر يدشن ملتقى السيارات
وكان المستشار الألماني غيرهارد شرودر قد افتتح رسمياً المعرض أول أمس. وخلال مراسم الافتتاح ألقى شرودر أخر كلمة رسمية قبل إجراء الانتخابات النيابية يوم الأحد المقبل 18 سبتمبر/أيلول 2005. وتزامناً مع المنافسة السياسية على أصوات الناخبين، التي تشهدها ألمانيا حالياً، تتبارى الشركات الألمانية والعالمية من أجل إثارة الرغبة الشرائية لدى زوار المعرض، الأمر الذي من المؤكد أنه سيدر بالخير على الاقتصاد الألماني الذي يمثل قطاع صناعة السيارات أحد أهم ركائزه الأساسية.
موديلات جديدة
ومع الإرتفاع المتزايد الذي تشهده أسعار الوقود، ومنها البنزين، تتجه الأنظار إلى الجيل الجديد من سيارة مرسيدس "إس كلاس"، التي تعرض لأول مرة في معرض فرانكفورت، والذي سيزود بمحرك 4 لترات ("8 صمامات") تعمل بالديزل، كما أن شركة تويوتا اليابانية، التي تعد شركة رائدة في مجال تطوير محركات السيارات البديلة، أزاحت الستار عن الجيل الثالث من محرك الديزل 2.2 لتر، الذي سيكون له دور كبير في خطة التوسع الحالية للشركة. وفي هذا السياق كشفت شركة متسوبيشي موتورز عن الرسومات الأولى للسيارة المستقبلية "سبورت باك" التي تتميز بتصميمها الرياضي وخطوطها الرفيعة التي تشبه النحت كذلك قاعدة العجلات الطويلة وباب السيارة الخلفي الكبير.
سجال اقتصادي حاد
ويأتي معرض فرانكفورت الدولي للسيارات هذا العام في الوقت الذي تزداد فيه حدة السجال الدائر في أوساط خبراء الاقتصاد الألمان حول السبل والطرق الناجعة لمواجهة الأزمة التي يعاني منها قطاع السيارات الألماني، والتي تتمثل في ازدياد حدة المنافسة القادمة من دول جنوب شرق آسيا التي تملك أفضلية انخفاض تكاليف إنتاجها. وما يزيد الأمر تعقيداً يتمثل في أن الاقتصاد الألماني يشهد عملية إعادة هيكلة لم يسبق لها مثيل من أجل تجاوز ضعفه البنيوي والحفاظ على قدراته التنافسية في عصر الاقتصاد المعولم.
منافسة حادة مع السيارات الآسيوية
غير أن فرانكفورت تشهد منافسة حادة بين السيارات الأوروبية والآسيوية، وذلك بمشاركة ثلاث شركات تعد الأكبر في إنتاج السيارات الصينية على مستوى العالم. وهي: لاند ويند بسيارة اوبل فرونتيرا، والتي تنتمي لفئة السيارات الرياضية وشركة جيلي اوتوموبيل المشاركة في المعرض بخمس موديلات جديدة تمتاز بإحجامهم المختلفة وتصميماتها المتنوعة. أما الشركة الثالثة فهي جيني اتومبيل والتي تعتبر الشريك الصيني الأهم لشركة ب.م.دبليو الألمانية. والجدير بذكره في هذا السياق أن الاقتصاديين الألمان لا يتطلعون إلي معرض السيارات الدولي في هذا العام كوسيلة دعاية فقط، بل أيضاً مصدر لإنعاش قطاع صناعة السيارات الألماني الذي يعاني من ركود منذ عدة سنوات.