معرض فرانكفورت للكتاب: مشاركة عربية متواضعة وفعاليات مميزة
١٧ أكتوبر ٢٠٠٩سجل الكتاب العربي حضورا متواضعا في معرض فرانكفورت الدولي في طبعته الـ 61، فالمتجول في أجنحة المعرض المخصصة لآخر الاصدارت الثقافية والأدبية والعلمية يكتشف مباشرة ضعف التواجد العربي من حيث العروض المقدمة، وبلغة الأرقام يشارك في معرض 2009 أكثر من 7300 دار نشر عالمية تمثل ما يزيد عن مئة دولة، جاءت لعرض 400 ألف كتاب من بينها 124 ألف كتاب جديد، بينما مثل المشاركة العربية ما لا يزيد عن 130 دارا للنشر.
إلا أن بعض النشاطات الثقافية المميزة التي صاحبت فعاليات المعرض والتي قامت بها بعض دور النشر العربية، أعطت مذاقا آخر لحضور لغة الضاد في هذه الفعالية العالمية.
حضور لبناني مميز
فلبنان التي تشارك في المعرض بأربعين دار نشر كبرى في إطار الترويج لبرنامج "بيروت عاصمة عالمية للكتاب -2009" قامت بتكريم الكاتبة والأديبة اللبنانية اميلي نصر الله في حفل أقيم في ارض معرض فرانكفورت. الكاتبة صاحبة "طيور أيلول" و"الرهينة" و"الإقلاع عكس الزمن" تُرجم لها عدد من مؤلفاتها للغة الألمانية ولغات عالمية أخرى.
كما منحت بيروت الدرع الثقافي اللبناني للبروفيسور الألماني المستشرف هارتموت فيندريش، وقال الدكتور عمر حلبلب مستشار وزارة الثقافة اللبنانية عقب التكريم أن فيندريش له فضل كبير ليس على لبنان فقط بل على كل العالم العربي، فالمستشرق الألماني ترجم أكثر من خمسين كتابا عربيا إلى اللغة الألمانية. وأضاف حلبلب أن فيندريش أسهم في إيصال الفكر العربي إلى القارئ الألماني.
كذلك عُقدت على هامش المعرض ندوة بعنوان "دور لبنان في محيطه العربي في صناعة النشر"، تطرق فيها الحاضرون إلى الأهمية التاريخية لبيروت في نشر الكتاب العربي، والدور الذي يمكن أن تلعبه في المستقبل لتنمية صناعة الكتاب للارتقاء بالكتاب العربي و صناعته.
مشروع إماراتي للارتقاء بالكتاب العربي
من ناحية أخرى شكل الحضور الإماراتي علامة مميزة في معرض فرانكفورت من خلال الفعاليات والمشاريع المقدمة والهادفة إلى تشجيع الإنتاج الفكري العربي، فقد استعرض مشروع "كتاب" المدعوم من طرف هيئة أبو ظبي للثقافة والتراث ومعرض فرانكفورت مستجدات تطوّر صناعة الكتاب وقطاع النشر في العالم العربي إلى جانب استضافة جلستي حوار ونقاش ذات صلة بالبرنامج المهني للمعرض. وتسعى أبو ظبي من خلال هذا المشروع للاستفادة من الخبرة الألمانية في تنظيم المعارض المحترفة، كما تسعى للارتقاء بقطاع النشر في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وجعل الإمارة مركزاً إقليمياً للنشر.
كما تشارك مؤسسة جائزة الشيخ زايد للكتاب ضمن فعاليات المعرض، و بهذا الشأن قال راشد العريمي الأمين العام للجائزة ان هذا الحضور يهدف إلى انتشار الجائزة على المستوى العالمي ، مضيفا ان تواجد الجائزة في فرانكفورت ما هو إلاّ حلقة من سلسلة الحوار الحضاري الذي تسعى اليه الجائزة.
غوغل يحجب مواقع تنتهك حقوق المؤلف العربي
وعقدت بالتعاون مع عدد من جمعيات واتحادات الناشرين الدوليين جلسة حوار لمناقشة قضية القرصنة التي يتعرض لها الكتاب والإجراءات التي يمكن إتباعها للحد من هذه الظاهرة، والتي يقول عنها صلاح الدين شبارو أمين عام اتحاد الناشرين العرب إنها باتت مستفحلة في عدد من الدول العربية لا سيما مع انتشار الانترنيت، وكشف لموقعنا أن محرك البحث غوغل استجاب لطلب الاتحاد لحجب عشرين موقعا ينتهك حقوق المؤلف العربي.
اهتمام بارز بالطفل العربي
وما يلفت الانتباه بالنسبة إلى المشاركة العربية في طبعة هذا العام من معرض فرانكفورت، هو إشراك كتاب الطفل بطريقة غير مسبوقة، إذ حجزت المملكة العربية السعودية قسما خاص بكتب الطفل و قسم آخر لتشجيع الأطفال على القراءة، بينما سعت مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للترويج لمعرض دبي الدولي لكتاب الطفل العربي، والذي ستقوم المؤسسة بتنظيمه في دبي خلال شهر فبراير من العام المقبل. إذ تهدف المؤسسة من خلال هذا المعرض إلى ترسيخ عادة القراءة بين الأطفال العرب، ورفعها إلى معدلات تقترب من المستويات العالمية، وذلك عبر مبادرات متعددة تستهدف التشجيع على القراءة، وتعزيز صناعة نشر كتب الأطفال، وتحفيز الأطفال على اقتناء الكتب والاستمتاع بقراءتها.
يوسف بوفيجلين - فرانكفورت
مراجعة: هيثم عبد العظيم