معرض كولونيا الدولي للأثاث: فرصة ثمينة لترويج المنتجات العربية عالميا
١٩ يناير ٢٠٠٧يعتبر معرض كولونيا الدولي للأثاث والأدوات المنزلية IMM Cologne الذي افتتح يوم الاثنين الماضي 15 يناير/كانون الثاني، اكبر معرض متخصص من نوعه على مستوى العالم، حيث شارك فيه هذا العام حوالي 1300 عارضا من اكثر من 60 بلدا. هذا المعرض الذي يقام سنويا يعد مناسبة ليس فقط لمنتجي الأثاث والديكورات المنزلية والمكتبية لعرض الجديد والمتجدد من تصميماتهم والتواصل فيما بينهم لتبادل الخبرات وعقد الصفقات، وإنما ايضا فرصة ذهبية للزبائن الباحثين عن أخر ما توصلت اليه صناعة الأثاث في العالم.
تجدر الإشارة إلى أن الاستثمار الألماني في صناعة الأثاث بلغ سنة 2006 ما يفوق 18 مليار يورو. كما أن المانيا احتلت في سنة 2006 المرتبة الأولى من حيث الإقبال على اقتناء الأثاث. وهذا ما يجعل معرض كولونيا للأثاث محط أنظار العارضين والزائرين. ومن المتوقع يزيد عدد زوار المعرض هذه السنة عن مائة ألف زائر.
حضور عربي متواضع
يعد الحضور العربي هذا العام أفضل من سابقه، غير أنه لا يزال ضعيفا إلى حد كبير. فقد اقتصرت المشاركة على عارضين من مصر وسوريا فقط. وعموما يلاحظ المرء ان هناك اهتمام كبير لدى الزوار الألمان بفنون صناعة الأثاث والديكور العربي، لانها، حسب قول العارضين العرب، تمكنهم من الإطلاع على جانب من فنون الحضارة العربية. ويؤكد العارضون أن صناعتهم فن يستمد جذوره من الحضارة العربية والإسلامية والشرقية عموما. في هذا السياق يقول محمود رشدي رئيس الجناح المصري وعضو جمعية مصدري الأثاث المصرية، بأن صناعة الأرابيسك (فن الزخرفة) التي احترفها الفراعنة في مصر القديمة تشكل أساسا لصناعتهم اليوم. "لذلك اخترنا لجناحنا رمزا هو كرسي ام الملك خوفو الذي صُنع قبل 4500 سنة قبل الميلاد" حسب قوله. كما يشير رشدي الى أن صناعة الأثاث تشكل أحدى ركائز الاقتصاد المصري، حيث تقدر ميزانية هذا القطاع بملياري دولار سنوياً وحجم الصادرات حوالي 250 مليون دولار، حسب ما ذكر رئيس جمعية مصدري الأثاث المصرية، الذي كشف عن وجود ما يقارب من 200.000 وحدة صناعية للأثاث والديكور.
وننتقل الى المعرض السوري، حيث تشد المشاهد عن بعد قطع أثاث مزخرفة واكسيسوارات فائقة الروعة من إنتاج شركة "بيت اللمس" السورية. غسان شيخ دبس، صحب الشركة، سبق له زيارة المعرض اكثر من مرة، لكن هذه هي المرة الأولى التي يشارك فيها كعارض، حسب قوله. أكثر ما يلفت الانتباه في الجناح السوري هي تلك الستارة المطرزة البديعة التصميم والتي يتم صناعتها يدويا ويستحيل، حسب تعبير دبس، إنتاجها بالآلات أو في مكان أخر غير سوريا، وتبلغ قيمة مترين فقط منها حوالي 1200يورو. في هذا السياق يتحدث دبس عن أصالة صناعة الأثاث السورية بفخر قائلا بأنها في بلاده لازالت تقوم على مهنة تقليدية يدوية يتوارثها الأجيال أبا عن جد. لذلك فإن الأثاث السوري الأصيل، في رأيه، هو الذي ينتج يدويا ويمزج بين الأصالة والمعاصرة بحيث "يكون للمنتج نوعا من النكهة والذوق رغم ارتفاع قيمته المادية". ويضرب صاحب شركة "بيت اللمس" مثلا عن ذلك بغرفة طعام معروضة في جناحه قائلا بأنها مصنوعة من الخشب الخالص ومزخرفة بأشكال غاية في الروعة تختلف عشرة أضعاف عما هو منتج آليا بواسطة الميكنة. ويضيف بأن المنتجين الصينيين يحاولون انتاج نسخ مقلدة طبق الأصل ورخيصة الثمن، لكنه لا يمكن مقارنتها "بصناعاتنا اليدوية"، مشير بأن الزبون الألماني يعي الفرق جيداً.
بطاقة تعريف بالمنتجات العربية
يقول صاحب الجناح السوري، دبس، صحيح مهما شهدت الأسواق العربية من رواج في مجال الأثاث فأنها تظل "أسواقا محلية"، في حين أن السوق الألمانية تشكل "بالنسبة لنا بطاقة تعريف" في السوق العالمية. لهذا يجب على المصنعين العرب الاستفادة من مثل هذه المناسبات حتى وإن كانت تكاليف العرض فيها مرتفعة. من جانبه يعرب العارض المصري محمود رشدي، عن سعادته بالمشاركة في معرض كولونيا والتواجد في السوق الألمانية، رغم الصعوبات التي تعترض المنتجين العرب للمنافسة في هذه السوق. وللتغلب على هذه الصعوبات "نحاول الدخول إلى هذا السوق مع الاعتماد أيضا على الخبرة الألمانية في مجال التسويق لجذب الزبائن الألمان". الشيء نفسه تقوم به بعض الشركات الألمانية التي تقوم بتوظيف وكلاء تسويق عرب للترويج لمنتجاتها في السوق العربية. في هذا السياق يقول مازن سيفي ان إقبال الألمان على الأثاث العربي يصاحبه إقبال عربي على المنتجات الألمانية عالية الجودة والتقنية. لذلك فهو يقوم مثلا بترويج المطبخ الذكي clever Kitchen، الذي ابتكرته أحدى الشركات الألمانية، لدى الزبائن العرب في المعرض.