مقتل العشرات في حيين بغزة.. وهيئات الإغاثة عاجزة عن العمل
٢٢ يونيو ٢٠٢٤غداة مقتل 22 شخصا وإصابة 45 بجروح في إطلاق مقذوفات قرب مكتب للجنة الدولية للصليب الأحمر في غزة، صعد الجيش الإسرائيلي ضرباته في قطاع غزة، السبت (22 يونيو/ حزيران 2024).
وتواصلت المعارك السبت بين الجيش الإسرائيلي وحركة حماس، وأفاد شهود عيان عن معارك بين مقاتلين والقوات الإسرائيلية في غزة. وفي حي الزيتون بغزة أطلقت مروحيات إسرائيلية النار على مقاتلين، وفق شهود عيان.
وقال مدير المكتب الإعلامي للحكومة، التي تديرها حركة حماس في غزة، إن 42 شخصا على الأقل قتلوا في هجمات إسرائيلية على منطقتين في مدينة غزة بشمال القطاع الفلسطيني اليوم السبت. وصرح إسماعيل الثوابتة لرويترز بأن هجوما إسرائيليا على منازل في مخيم الشاطئ، وهو أحد مخيمات اللاجئين الثمانية القائمة منذ وقت طويل في غزة، أدى إلى مقتل 24 شخصا. كما قُتل 18 فلسطينيا آخرين في قصف على منازل في حي التفاح.
وأصدر الجيش الإسرائيلي بيانا مقتضبا قال فيه "قبل قليل، قصفت طائرات حربية تابعة للجيش الإسرائيلي بنيتين عسكريتين لحماس في منطقة مدينة غزة". وأضاف أنه سيتم نشر المزيد من التفاصيل لاحقا. ويشار إلى أن حركة حماس، وهي مجموعة مسلحة فلسطينية إسلاموية، تصنفها ألمانيا والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة ودول أخرى على أنها منظمة إرهابية.
الاتحاد الأوروبي يطالب بالتحقيق
وفي جنوب غزة أعلنت اللجنة الدولية للصليب الأحمر ليل الجمعة سقوط "قذائف من العيار الثقيل" ألحقت أضرارا بمكتبها في غزة الذي يوجد في محيطه مئات المدنيين النازحين، وهو ما أدى أيضا إلى مقتل 22 شخصا وجرح 45 آخرين.
وقالت في بيان على منصة إكس إن إطلاق النار بشكل خطير بالقرب من "منشآت إنسانية تعلم أطراف النزاع بمواقعها وتحمل شارة الصليب الأحمر بوضوح، يعرض حياة المدنيين وموظفي الصليب الأحمر للخطر".
ومن جهته، دعا مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل السبت إلى إجراء تحقيق في القصف الذي ألحق أضرارا بمكتب اللجنة الدولية للصليب الأحمر في غزة. وكتب بوريل على منصة إكس "يدين الاتحاد الأوروبي القصف الذي ألحق أضرارا بمكتب اللجنة الدولية للصليب الأحمر في غزة وأسفر عن مقتل وإصابة العشرات. ثمة حاجة إلى تحقيق مستقل وينبغي محاسبة المسؤولين عنه".
ولم يعترف متحدث باسم الجيش الإسرائيلي بأي دور في الواقعة التي قال إنها "قيد المراجعة". وأضاف لفرانس برس أن "التحقيق الأولي الذي أجري يدل الى أنه لا يوجد ما يؤشر الى أن الجيش الإسرائيلي قد نفذ غارة في المنطقة الإنسانية في المواصي. الحادثة قيد المراجعة".
"فلتان وأنشطة إجرامية" وهيئات الإغاثة عاجزة
وبعد أيام من إعلان الجيش الإسرائيلي تعليق المعارك على نحو مؤقت في طريق رئيسي للسماح بإدخال مزيد من المساعدات إلى غزة، أدت الفوضى في القطاع الفلسطيني المحاصر إلى تكدس الإمدادات الضرورية في درجات الحرارة الخانقة وفي غياب القدرة على توزيعها.
وتتفاقم معاناة أهالي غزة البالغ عددهم 2,4 مليون مع تواصل المعارك، وحذرت وكالات إغاثة من أنها غير قادرة على تسليم المساعدات ومنها الخضار.
وتقول إسرائيل إنها سمحت بدخول إمدادات ودعت الوكالات إلى تسريع إجراءات التسليم.
وقال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) في إيجاز صحافي أمس الجمعة إن "حالة الفلتان وانعدام الأمن يعرضان العمال والعمليات الإنسانية في غزة لخطر أكبر". وتابع "إضافة إلى المعارك حالت أنشطة إجرامية ومخاوف من السرقة والسطو دون وصول العاملين الإنسانيين إلى المواقع المهمة".
تبادل الاتهامات بين إسرائيل وهيئات الإغاثة
لكن إسرائيل تقول إنها سمحت بدخول المئات من شاحنات المساعدات إلى جنوب غزة، وتقاذفت المسؤولية مع الأمم المتحدة بشأن أسباب تكدس المساعدات.
وقال المنسق الإسرائيلي للشؤون المدنية في الأراضي الفلسطينية الخميس إن "حمولة 1200 شاحنة مساعدات" موجودة على الجانب الفلسطيني لمعبر كرم أبوسالم (كرم شالوم)، متهما المنظمات الدولية "بعدم اتخاذ الإجراءات اللازمة لتحسين قدرتها التوزيعية".
بدورها قالت وكالة الأغذية التابعة للأمم المتحدة إن قوافل المساعدات التابعة لها تعرضت للنهب داخل غزة من جانب "أشخاص يائسين". ومع مماطلة الجانبين فإن المدنيين في غزة هم من يدفع الثمن.
وقالت منظمة أطباء بلا حدود غير الحكومية الجمعة إن ست شاحنات تحمل 37 طنا من الامدادات معظمها من المواد الطبية، عالقة في الجانب المصري من معبر كرم أبو سالم منذ 14 حزيران/يونيو.
وأضافت في بيان "هذا أمر غير مفهوم ومرفوض ... إنه أشبه بأن يُطلب من رجل الإطفاء مشاهدة منزل مكتظ بالناس يحترق ومنعه من إطفاء الحريق".
ص.ش/ف. ي (أ ف ب، رويترز)