مقتل شرطي تونسي في احتجاجات في القصرين
٢١ يناير ٢٠١٦توفي شرطي تونسي مساء أمس الأربعاء (20 يناير/كانون الثاني 2016) خلال تفريق احتجاجات في ولاية القصرين إثر انقلاب سيارة أمنية واعتداء محتجين عليه بالحجارة، وفق ما أكده الناطق الرسمي باسم وزارة الداخلية وليد الوقيني. وذكرت إذاعة موزاييك التونسية أن عددا من المحتجين عمدوا إلى الاعتداء على العنصر الأمني، وقالت إن حالة من الهدوء سادت المنطقة إثر وفاته. وأضافت الإذاعة أن الوحدات الأمنية نجحت في تفريق المحتجين المطالبين بتوفير فرص عمل وخاصة في منطقتي حي الزهور وحي النور بعد عمليات كر وفر.
وأعادت الوفاة والاحتجاجات ذكريات انتفاضة "الربيع العربي" بتونس عام 2011 التي اندلعت عندما انتحر بائع متجول شاب يسعى على رزقه مما اثار موجة غضب أجبرت الرئيس الاسبق زين العابدين بن علي على الفرار وفجرت إحتجاجات في انحاء العالم العربي. وأطلقت الشرطة سحبا من الغاز المسيل للدموع بعدما حاول محتجون اقتحام قسم للشرطة في القصرين. وسدت إطارات محترقة شوارع فيما اشتبكت الشرطة مع مجموعات من المحتجين.
وقال محتج يدعى سمير في القصرين "أنا عاطل منذ سبع سنوات.. سئمنا الوعود ولن نعود إلى بيوتنا إلا عندما نحصل على شغل لنعيش بكرامة. هذه المرة نقول للرئيس وحكومته إما نعيش كلنا حياة كريمة أو نموت .. ولكن سننغص فرحتكم بالكراسي".
وسعيا لتهدئة الاحتجاجات أعلنت حكومة الرئيس الباجي قائد السبسي يوم الاربعاء إنها ستشغل أكثر من ستة آلاف عاطل من القصرين وستبدأ في مشروعات إنشائية في المنطقة. وقال المتحدث باسم الحكومة خالد شوكات "الحكومة ليس لها عصا سحرية لتغير الأوضاع في القصرين ولكن ستبدأ فعلا هذا العام عدة مشاريع هناك سعيا لامتصاص معدلات البطالة المرتفعة".
ورغم أن الانتقال الديمقراطي في تونس كان سلسا وغير عنيف على العكس مما حدث في بلدان مثل ليبيا واليمن وسوريا وحظي بإشادة واسعة مع إقرار دستور جديد وانتخابات حرة، إلا أن الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية الهشة تمثل أكبر تحد للائتلاف الحاكم في تونس. وفي 2015 بلغت معدلات البطالة في تونس 15.3 بالمئة في حين كانت 12 بالمئة في 2010. ويشكل أصحاب المؤهلات الجامعية حوالي ثلث العاطلين عن العمل في تونس.
ش.ع/ و.ب (أ.ف.ب، رويترز)