ملاعب البوندسليغا..هل تصبح للأغنياء فقط؟
١٥ أكتوبر ٢٠١٢إذا رغب أب في اصطحاب ابنه إلى ملعب كرة قدم لمشاهدة مباراة لفريقه المفضل في الدوري الألماني- بوندسليغا، فإن ذلك سيكلفه على الأقل 20 يورو. أما إذا تعلق الأمر بمباريات الديربي كمباراة تجمع بين فريق برروسيا مونشينغلادبخ وبين المدافع عن اللقب الموسم الحالي بروسيا دورتموند على سبيل المثال، فلا شك أن السعر سيقفز مرة واحدة إلى خمسة وأربعين يورو على الأقل؛ وهنا يتعلق الأمر بمباريات القمة التي لها تسعيرة خاصة، يطلق عليها في الأوساط الكروية "ضريبة مباريات القمة الإضافية ".
"جشع الأندية"
المسئولون في الأندية الألمانية يرون أن ذلك منطقي جدا، العرض والطلب هو الذي يتحكم بآليات الأسعار في سوق المنافسة الحرة, وبالتالي فإن ارتفاع السعر مرده للزيادة في الطلب. غير أن ما تراه الأندية منطقيا، يثير غضب المشجعين خاصة الشباب منهم، إذ يرفضون عملية رفع السعر عند مباريات القمة، لأن ذلك لا "يعكس سوى جشع الأندية". الموقف الغاضب للمشجعين، أعقبته حركة احتجاج، ما لبثت أن أخذت شكلا تنظيميا في إطار مبادرة تحمل اسم "لا لسعر 20 يورو"، علما أنه أقل للتذكرة المخصصة لجناح الوقوف.
أطلق هذه المباراة الشاب مارك كفامبوش في مدينة دورتموند. وقد وجدت صدىً طيبا لدى المشجعين، فأعيد 1500 تذكرة إلى نادي بروسيا دورتموند بعدما اشتراها أصحابها، تلبية لدعوة المقاطعة التي أطلقت المبادرة. والملف للنظر أن ذلك حدث أثناء مباراة شالكه وودورتموند، التي عادة ما تدرج على قائمة اللقاءات النارية في منافسات الدوري الألماني ولها نكهة خاصة لدى المشجعين.
23 يورو هو متوسط سعر التذكرة الواحدة وفق أرقام رابطة أندية كرة القدم الألمانية الموسم الماضي. وهو ما در على الأندية موسم 2011/ 2010 مبلغ 411 مليون يور. ما يعني أن الأندية الألمانية تحتل المركز الثالث أوروبيا، خلف نظيرتها الانكليزية (610 مليون يورو) والإسبانية (428 يورو). في الموسم الحالي، واصلت الأندية الألمانية سياسية رفع ثمن التذكرة، عدا نادي فورتونا دوسلدورف العائد بعد عقود إلى دوري الدرجة الأولى، الذي رفض مثل هذا النهج المالي طمعا في رضا مشجعيه.
كرة القدم يبج أن تبقى في متناول الجميع
تجدر الإشارة إلى رفع الأسعار لم يمنع عشاق كرة القدم من شراء المزيد من التذاكر، بل سجل إن هذا الموسم شهد ارتفاعاً كبيرا في حجم الاشتراكات الدائمة، التي تخول لأصحابها حضور جميع مباريات الفريق، سواء مباريات الإياب أو الإياب والذهاب معا طيلة الموسم. وهو الأمر الذي عزز من الموقف القائل إن سياسية الأندية المالية لن تؤثر على مستوى الحضور في الملاعب، وأن البوندسليغا وعلى لسان رئيس رابطة الأندية راينهارد راوبل "سيبقى الدوري الأكبر في عدد المتفرجين على المستوى الأوروبي".
أما لدى المشجعين الشباب، فالأمر محسوم. فهم يؤكدون أن على كرة القدم "أن تبقى في متناول الجميع بما فيهم أصحاب الإمكانيات المادية المحدودة". موقف دعمه أيضا نجم الجيل الذهبي للكرة الألمانية، أوفه زيلار حين أشار في صفحته الالكترونية، أن الارتفاع "المهول في أسعار التذاكر يجعله ينظر بقلق إلى مستقبل الملاعب، خاصة في ظل تقلص مستمر للقدرة الشرائية لدى شرائح عريضة من المجتمع الألماني".