من أضواء الإعلام إلى رئاسة الحكومة.. من هو يائير لابيد؟
٣٠ يونيو ٢٠٢٢بعد أن أصبح يائير لابيد رئيسا للوزراء في حكومة انتقالية بعدما حل البرلمان نفسه اليوم الخميس (30 حزيران/يونيو 2022)، قد يضطر لابيد الذي لا يزال محتفظا بأناقته كنجم تلفزيوني ومظهره رغم علامات الشيب في رأسه لأن يمد حبال الود لمسافات أبعد من أجل الحفاظ على حكومة مستقرة والفوز بالانتخابات التي تجرى أول نوفمبر/ تشرين الثاني مستفيدا من مقوّماته الشخصية.
وبعد عقد من الزمان في الخدمة العامة على رأس حزب يش عتيد (هناك مستقبل) الذي أسسه ولم يواجه فيه قط أي تحد على الزعامة، صنع الرجل البالغ من العمر 58 عاما سيرة ذاتية قوية في الأدوار الوزارية وفنون الحكم.
ملفات كبيرة بانتظاره
واستبقى لابيد لنفسه منصب وزير الخارجية الذي كان يتولاه في عهد شريكه في التحالف نفتالي بينيت. وهو يستضيف في الشهر المقبل الرئيس الأمريكي جو بايدن الذي يقوم بزيارة قد تنبئ ببداية علاقة أكثر دفئا مع السعودية.
وعلى النقيض من نفاد صبر سلفه اليميني القومي نفتالي بينيت من الحديث عن دولة فلسطينية، يصف لابيد هذه الدبلوماسية بأنها ضرورية لرفاهية إسرائيل، لكنه يقول إن عوامل في الداخل تعرقل الجانبين عن المضي قدما.
وفيما يتعلق بإيران، ليس من المتوقع أن يغير لابيد المسار. لكن مصداقيته على الجبهة الداخلية والخبرة التي اكتسبها من فترة سابقة قضاها في منصب وزير المالية ستكون موضع اختبار في أزمة غلاء المعيشة المتصاعد.
خبرة في هوليود
وعلى الرغم من عدم تخرجه في المدرسة الثانوية، أصبح لابيد كاتبا ناجحا ولم يخف أنه تعين عليه تعليم نفسه بنفسه في كل دور حكومي جديد كان يشغله.
وخلال فترة سابقة قضاها في هوليوود في العمل مع المنتج السينمائي الإسرائيلي الأمريكي أرنون ميلشان، عرف لابيد كيف يبسط الأمريكيون هيمنتهم من خلال الإعلام وما يتوقعونه من إسرائيل كحليف في الشرق الأوسط.
وفي عام 2005 كتب مسلسلا تلفزيونيا شهيرا بعنوان (غرفة الحرب) استمد حواراته وأعماله التصويرية مباشرة من (الجناح الغربي) وهو المبنى الواقع في غرب البيت الأبيض الأمريكي الذي توجد به مكاتب الرئيس وموظفيه، لكنه كان يرتكز على فرضية خيالية إسرائيلية عن وحدة سرية من نخبة من ضباط المخابرات والجيش تعاملت مع أزمات وطنية بدلا من السياسيين.
مساوم وعلماني
لكن لابيد تعلم المساومات السياسية وتغيير التحالفات. فبعد تحالف غير سعيد مع بنيامين نتنياهو، تعاون لابيد مع بينيت للإطاحة بالأول قبل عام على رأس تحالف متنوع بشكل غير مسبوق من أحزاب قومية وليبرالية وعربية.
وأبعد بذلك التحالف تيارات المعارضة من اليهود المتشددين التي طالما استهان به قادتها وأطلقوا عليه "ياهير"، وهي كلمة عبرية تعني "متعجرف"، في صورة من صور التلاعب بالألفاظ إسقاطا على اسمه الأول "يائير".
وللعوامل الوراثية حظ في ذلك، فوالده الراحل يوسف "تومي" لابيد كان أحد الناجين من المحرقة وأصبح سياسيا علمانيا وكان يشعر بالسعادة باستعداء الحاخامين. ولكن عند استحضار ذكرى لابيد الكبير عن الإبادة الجماعية النازية عندما دعا إلى اتخاذ موقف صارم من أعداء إسرائيل، كان يائير أقل حرصا على الانخراط في خلافات بين اليهود.
وقال في الأسبوع الماضي "النظام الإسرائيلي بحاجة إلى تغيير جدي وإصلاحات كبيرة.. ما نحتاج إليه اليوم هو العودة إلى مفهوم الوحدة الإسرائيلية.. عدم السماح لقوى الظلام بتمزيقنا من الداخل".
ولابيد متزوج وله ثلاثة أطفال، أحدهم مصاب بالتوحد وهو ما تحدث عنه علنا في حملته للدفاع عن حقوق ذوي الاحتياجات الخاصة في إسرائيل.
خ.س/أ.ح (رويترز)