من يحرس مرمى ريال مدريد في الموسم المقبل؟
٦ أغسطس ٢٠١٤أظهرت صيحات الجماهير في ملعب سانتياغو بيرنابيو أثناء تقديم الكوستاريكي كيلور نافاس الحارس الجديد لنادي ريال مدريد الأسباني الثلاثاء الماضي (05.08.2014)، والتي كانت تطالب برحيل الحارس المخضرم إيكر كاسياس مدى التوتر الذي سيلقي بظلاله على المنافسة المنتظرة بين اللاعبين على حراسة مرمى الفريق المدريدي في الموسم الجديد.
صراع بين العمالقة
وبدأ الصراع على حراسة المرمى داخل صفوف الفريق الملكي قبل عام ونصف العام من الآن، مما يعطي دلالة أن قدوم الحارس الكوستاريكي كيلور نافاس ليس إلا سكب مزيدا من الزيت على النار المشتعلة والتي يبدو أن احتمالات إطفائها حلم بعيد المنال. ولمس فلورينتينو بيريز رئيس نادي ريال مدريد مدى مرارة الصراع المرتقب على حراسة المرمى في النادي العريق أثناء كلمته لتقديم الحارس الجديد أمام الجماهير التي قاطعته أكثر من مرة بصيحاتها ضد المخضرم كاسياس.
وبدون قصد، أضفى نافاس مزيدا من التوتر على موقف بدا لفترة طويلة خارج السيطرة، حيث أصبح ريال مدريد يجمع بين صفوفه مؤخرا حراس مرمى من العيار الثقيل ينتظرهم طور من المنافسة الشرسة. وتجلت أولى ملامح الصراع على حراسة مرمى الفريق الملكي في كانون الأول/ ديسمبر عام 2012 تحت قيادة المدير الفني البرتغالي جوزيه مورينيو الذي أحال بكل قسوة كاسياس إلى مقاعد البدلاء في مباراة لفريقه تغلب فيها على نظيره فريق مالاغا. وأصبح كاسياس منذ ذلك التاريخ يحمل لقب الحارس البديل بعد أن كان الحارس الأفضل في العالم حسب تصنيف الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا" آنذاك، إذ أشرك مورينيو الحارس دييغو لوبيز القادم من إشبيلية.
النجم الجديد: دييغو لوبيز
ولم يتردد مورينيو في الدفع بالوافد الجديد بشكل أساسي بعد قدومه مباشرة، وهو ما أشعل فتيل جدال بين الجماهير حول لوبيز وكاسياس. واعتمدت آراء الجماهير في تلك الفترة حول مساندة هذا الحارس أو ذاك بناء على رضاء بعضهم عن مورينيو وحنق البعض الآخر عليه. ورحل مورينيو عن ريال مدريد بعد أن فشل في تحقيق أي انجاز خلال المواسم الثلاثة التي قضاها على رأس القيادة الفنية للفريق. وخلف المدرب البرتغالي في منصبه الإيطالي كارلو أنشيلوتي الذي كان مجيئه بمثابة إعلان ضمني عن هدنة هشة لصراع الحراس. وتعامل المدرب الإيطالي مع المعضلة المثيرة للجدل بدبلوماسيته المعروفة، حيث أبقى على لوبيز كحارس أساسي في منافسات الدوري الأسباني بينما أعطى الفرصة لكاسياس في مباريات كأس الملك. وقرر أنشيلوتي في نهاية الأمر الاعتماد بشكل أساسي على كاسياس الذي كان أداؤه أمام أتلتيكو مدريد في نهائي بطولة دوري أبطال أوروبا سيئا للغاية، حيث تسبب في استقبال شباكه لهدف كان يمكن أن يمنح لقب البطولة للجار المدريدي، وكاد اللقب أن يضيع من النادي الملكي لولا تدخل المدافع سيرخيو راموس وتسجيله لهدف التعادل لفريقه في الثانية الأخيرة من المباراة التي امتدت لوقت إضافي تمكن خلاله الريال من اكتساح منافسه بأربعة أهداف مقابل هدف واحد.
الهزيمة في نهائيات كأس العالم
لكن وبعد النتائج الهزيلة للمنتخب الاسباني في نهائيات كأس العالم الأخيرة في البرازيل زادت متاعب كاسياس، وخاصة بعد مساهمته الواضحة في الهزيمة التي منى بها منتخب بلاده أمام المنتخب الهولندي (5/1) في أول مبارياته في البطولة. ولم يكن لأحد أيضا أن يبرئ ساحة الحارس المخضرم من الهزيمة أمام تشيلي بهدفين نظيفين في المباراة الثانية له في تلك البطولة.
كاسايس انطلق لقضاء عطلته الأخيرة قبل بداية الدوري تحت وطأة سلسلة من الإشاعات حول مستقبله مع الفريق، إلا أنه قرر في نهاية الأمر الاستمرار وخوض الصراع على الفوز بمكان أساسي في تشكيلة انشيلوتي في الموسم الجديد.
ز.أ.ب/ ع.ج (د ب أ)