من كان بيته من طوب.. فليبنه من زجاجات البلاستيك
٣١ أغسطس ٢٠١١طورت شركة إيكو- تيك ECO-TEC طريقة بناء جديدة تعتمد على استخدام زجاجات البلاستيك. الفكرة بسيطة وقليلة التكاليف: يتم ملء الزجاجات بالرمل أو التراب، ثم توضع الزجاجات فوق بعضها البعض لبناء الجدار باستخدام الطين أو الاسمنت، وفي النهاية يتم تثبيت الهيكل بحبال النايلون. وبهذه الفكرة يريد النجار المحترف أندرياس فروسه حماية البيئة ومنح الأشخاص الذين يعيشون في مناطق فقيرة إمكانية رخيصة للسكن. ولهذا السبب أسس فروسه قبل عشرة أعوام شركة إيكو تيك في هندوراس. وخلال هذه السنوات تمكنت الشركة من تشييد 50 بناية في مناطق مختلفة من أرجاء العالم.
لكن بسبب غرابة طريقة البناء فإن الإقبال على الشركة مازال ضعيفاً نوعاً ما. فلا أحد يستطيع أن يصدق أن طريقة البناء هذه آمنة وأن بيوتا من زجاجات البلاستيك قادرة على تحمل الهزات والزلازل، على الرغم من أن هذه المباني أثبتت قدرتها على تحمل هزات أرضية بمقدار 7.3 على مقياس ريختر، كما يقول فروسه. ويضيف فروسه: "ينظر الناس في بادئ الأمر بعين الريبة لهذا المشروع، لكنهم يأتون بدافع الفضول إلى مواقع البناء للتعرف على عملنا عن قرب، حيث نريهم، كيف أن زجاجات البلاستيك أقوى من حجارة البناء".
مشروع بيئي واجتماعي
قرر فروسه قبل عام تنفيذ هذا المشروع في إفريقيا أيضاً، فانشأ خزان مياه في أوغندا وأول منزل من الزجاجات البلاستيكية في نيجيريا .وتعد هذه المنازل صديقة للبيئة. فالكهرباء يتم إنتاجها من الطاقة الشمسية وسوف يتم تطوير المنازل عن طريق إلحاق نظام صرف صحي خاص بها ومحطة لمعالجة المياه.
وتقوم الشركة من ناحية أخرى بتدريب الشباب العاطلين عن العمل على تقنية البناء بزجاجات البلاستيك. كما دربت الشركة 15 متسولا على هذه التقنية وذلك بالتعاون مع مؤسسة تطوير الطاقة المتجددة. ويقول يحيى احمد، رئيس مؤسسة تطوير الطاقة المتجددة: "إن البطالة في نيجيريا قنبلة موقوتة"، فالشباب يشعرون بالإحباط بسبب فشلهم في الحصول على فرصة عمل، رغم أنهم من حملة الشهادات الجامعية.
مدرسة من الزجاجات
و من أجل دعم الشباب النيجيري تنوي شركة إيكو تيك بناء مركز تدريب في السنوات القادمة، حيث سيتعلم الشباب تقنية البناء الحديثة أثناء عملية بناء المزيد من المنازل. وقد تم حتى الآن تشغيل 90 شابا وشابة في هذا المشروع، ممن كانوا عاطلين عن العمل. وسيقوم هؤلاء الشباب بدورهم بتعليم متدربين جدد على هذه التقنية وذلك أثناء تنفيذ مشروع بناء مدرسة في شهر كانون الأول يناير القادم. ويقول شاب يعمل في المشروع: "أنا فخور بأنني واحد من القلائل في أفريقيا ممن يتقنون هذه التقنية وسأعمل على تعليم غيري ما تعلمت".
لكن مسألة التمويل تقف عائقاً أمام تنفيذ هذه المشاريع وذلك رغم تاريخ النجاح الطويل، الذي تتمتع به الشركة. فأغلب الممولين هم من الشركات الخاصة والمجالس المحلية الصغيرة. كما شاركت أيضا مؤسسة البيئة الألمانية بينغو بالتعاون مع بنك جي إل سي الألماني في تمويل مشروع في ولاية كادونا في نيجيريا. ويقول أحمد إن هذا المشروع له جوانب إيجابية عديدة فهو يحافظ على البيئة ويوفر فرص عمل ويبني جسوراً بين إفريقيا وأوروبا.
مريم لاول/ مي المهدي
مراجعة: عبد الرحمن عثمان