من ينقذ دورتموند من لعنة الهزائم التي حلت به؟
٢٧ أكتوبر ٢٠١٤الخسائر المتوالية التي مني بها فريق بوروسيا دورتموند أصبحت كابوساً يلاحق الفريق المعروف بكثرة مشجعيه، إذ بلغ عدد أعضاء النادي أكثر من مائة ألف عضو، ما يجعله الأكبر في ألمانيا. كما أن دورتموند صاحب أكبر معدل للحضور الجماهيري في أوروبا.
كل ذلك قد يفسر الإحباط الكبير الذي أصاب مشجعيه بعد خسارته الكبيرة السبت الماضي أمام ضيفه هانوفر في المرحلة التاسعة من الدوري الألماني (بوندسليغا) بهدف مقابل لا شيء، لتكون الخسارة السادسة له خلال الموسم الحالي والرابعة على التوالي، ليقبع الفريق في المركز الخامس عشر (الرابع من القاع)، بعدما تجمد رصيده عند سبع نقاط، في مفاجأة لم يتوقعها أحد. وعلى الرغم من أن المباراة جرت على أرض دورتموند ووسط جماهيره، إلا أن هانوفر تمكن من حسم المباراة لصالحه بعد هدف المباراة الوحيد الذي أحرزه كيوتاكي في الدقيقة الحادية والستين من عمر المباراة.
كلوب عبر عن أسفه
من جانبه، أبدى يورغن كلوب، المدير الفني لفريق بوروسيا دورتموند، أسفه لاستمرار نتائج فريقه المخيبة للآمال في الدوري الألماني، إذ قال عقب الخسارة: "إن هذه هي مشكلتنا. نحن القادرون فقط على مساعدة أنفسنا. إنه تحد كبير ولكننا بحاجة للاستمرار في العمل". كما صرح ماتس هوملز، كابتن الفريق: "إنه أمر محبط. لقد كان بإمكاننا التقدم بثلاثة أهداف لو ترجمنا الفرص التي أتيحت لنا إلى أهداف. إن كرة القدم تقلل من مكانتك في بعض الأحيان".
على الصعيد التاريخي، يعتبر نادي دورتموند أحد أنجح الأندية في تاريخ الكرة الألمانية، بسبب إنجازاته على الصعيد المحلي والقاري. فمحلياً، استطاع دورتموند الفوز بست عشرة بطولة محلية، منها ثمانية ألقاب للدوري الألماني وثلاثة ألقاب لكأس ألمانيا وخمسة ألقاب لكأس السوبر الألماني. أما على الصعيد القاري والأوروبي، فقد أحرز دورتموند ثلاثة ألقاب، هي دوري أبطال أوروبا عام 1997 وكأس الكؤوس الأوروبية عام 1966 وكأس "إنتركونتينينتال" عام 1997.
أسباب الهزيمة
ويرجح المراقبون أن السبب الأساسي وراء تدهور مستوى دورتموند لهذا الموسم، بعد التألق الكبير في دوري أبطال أوروبا الموسم قبل الماضي، إذ كان قد فاز آنذاك على ريال مدريد برباعية في دور نصف النهائي، هو رحيل العديد من النجوم الذين مثلوا الفريق وقادوه إلى الانتصارات، أمثال المهاجم البولندي روبرت ليفاندوفسكي والنجم الألماني ماريو غوتزه، اللذان رحلا إلى خصم دورتموند التقليدي بايرن ميونخ.
هذا وسعت الأندية الكبرى مؤخراً لخطف بعض اللاعبين الذين تألقوا، إلا أن بعض هؤلاء اللاعبين قرر البقاء في أنديتهم، ما يشكل تضحية كبيرة منهم بعد تدهور دورتموند هذا الموسم، خاصة أنه من المحتمل أن يغيب عن الموسم المقبل لدوري أبطال أوروبا، بل ومن الممكن أن يهبط إلى دوري الدرجة الثانية إذا ما استمر سجل هزائمه.
وقد يكون الأمل الأخير لإنقاذ ما يمكن إنقاذه هو المدرب الألماني يورغن كلوب، الذي تُعقد عليه الآمال لخبرته وحنكته الرياضية الكبيرة، بالإضافة إلى الجماهير العريضة للنادي، التي ما زالت تأمل بمعجزة تنشل الفريق من الحظ العاثر الذي لازمه في هذا الدوري حتى الآن.