من يوقف زحف "ليستر سيتي" الكرة الألمانية؟
٢٦ نوفمبر ٢٠١٦على خطى فريق ليستر سيتي الإنجليزي يسير نادي ريد بول لايبزيغ هذا الموسم في الدوري الألماني لكرة القدم. فمثلما تألق ليستر الموسم الماضي في "البريميرليغ" وقهر العمالقة ليتربع على عرش الكرة الإنجليزية، يتألق أيضا الوافد الجديد على البونديسليغا، لايبزيغ، ويواصل تصدره للتريب العام متقدما على أندية عريقة مثل بايرن ميونيخ ودورتموند وشالكه.
أمس الجمعة في افتتاح الأسبوع الـ 12 من الدوري الألماني أضاف فريق لايبزيغ فوزا جديدا لرصيده معززا بذلك صدارته للبوندسليغا وبامتياز، حيث خلا رصيده من الهزيمة حتى الآن بعد تحقيقه لثمانية انتصارات وثلاثة تعادلات. وهو رقم قياسي لم يسجله أي فريق في موسمه الأول بالبوندسليغا.
"في كل مرة نحقق فيها الفوز تنفتح شهيتنا أكثر على تحقيق المزيد"، كما يقول مدرب لايبزيغ رالف هازنهوتل، إشارة التقطها بجد أولي هونيس الذي أعيد انتخابه رئيسا لنادي بايرن ميونيخ، حيث قال: "إلى جانب دورتموند لدينا عدو ثانٍ علينا مهاجمته"، قبل أن يعود هونيس ويبدل كلمة "عدو" بمنافس ويؤكد على المعنى الرياضي للكلمة وليس الشخصي، كما جاء في موقع شبورت 1 الألماني. وبغض النظر عن الكلمات، فإن المعنى واضح وهو أن بايرن ميونيخ سيكون هذا الموسم أمام خصم جديد لم يكن يعتقد في البداية أنه سيكون حجر عثرة أمامه في مغامرة البحث عن لقبه الخامس على التوالي.
لوتر ماتيوس يرشح لايبزيغ لدوري أبطال أوروبا
وبخلاف البعض الذي لا يتوقع أن يحافظ لايبزيغ على إيقاعه الحالي مع استمرار المباريات بسبب قلة خبرته في البوندسليغا، يرشح الدولي الألماني السابق وعميد اللاعبين الألمان، لوتر ماتيوس، فريق ريد بول لايبزغ للمنافسة على اللقب والتأهل لدوري أبطال أوروبا هذا الموسم.
وكتب ماتيوس في عموده الأسبوعي: "ريد بول فريق يضم عناصر شابة ولا ينافس على أكثر من بطولة، كما أنه لا يضم الكثير من اللاعبين الذين يضطرون لترك أنديتهم للمشاركة مع منتخبات بلادهم. لذلك، أرشح الفريق للمحافظة على مستواه الحالي حتى نهاية الموسم والمنافسة على اللقب". ليس هذا فحسب ما يبرر النتائج الرائعة التي يحققها لايبزيغ هذا الموسم في نظر ماتيوس، وإنما أيضا طريقة لعب الفريق التي تعتمد على الضغط على الخصم وسرعة تطبيق المرتدات الهجومية، وهو أسلوب شبهه ماتيوس بكرة "العصابات".
إذ يقول: "ريد بول لايبزيغ يلعب بأسلوب الهجوم المباغت، الذي يمكن وصفه بكرة قدم عصابات"، يضيف ماتيوس في عموده الأسبوعي على صحيفة "شبورت بيلد".
كتيبة رالف هازنهوتل أثبتت أنه بالإمكان تحقيق نتائج جيدة دون الحاجة إلى اتباع أسلوب الاستحواذ على الكرة. فبدل المبالغة في التمريرات يفضل فريق لايبزيغ الضغط على الخصم وشن مرتدات سريعة ومركزة. وهو ما أكده ماتيوس بقوله: "الاستحواذ على الكرة ليس مهماً بالنسبة للفريق بخلاف مثلا بالنسبة لبايرن ميونيخ في عهد بيب غوارديولا".
دعم المواهب الشابة
ولايمكن فصل ما يحققه لايبزيغ هذا الموسم عن العمل الكبير الذي يقوم به مديره الرياضي رالف رانغنيك. المدرب السابق لفريق هوفنهايم معروف بحنكته وقدرته على استقطاب المواهب الشابة وبناء فريق قوي دون الحاجة إلى جلب لاعبين كبار بمبالغ خيالية. ولعل ما قدمه رانغنيك عندما كان مدربا لفريق هوفنهاينم خير دليل على ذلك، حيث استطاع أن يصنع لهوفنهايم وهو فريق ينتمي لبلدة صغيرة، اسما بين أندية البوندسليغا بعد أن قاده للفوز بلقب الخريف في نفس الموسم الذي صعد فيه للدرجة الأولى في الدوري الألماني.
وأكد رانغنيك على سياسته في دعم المواهب الشابة بقوله: "لن يتم تحت إدارتي دفع مبالغ مالية كبيرة لجلب لاعب يبلغ من العمر 30 عاما مثلما تفعل بعض الأندية". ويضيف المدير الرياضي لفريق لايبزيغ: "أرغب في فريق متعطش للعب. وأرغب في أن يتطور اللاعبون معنا وأن يرتقي مستواهم للأفضل".
ويبدو أن استراتيجية رانغنيك تعطي أكلها حاليا في فريق لايبزيغ، فالبرغم من عدم توفر الفريق على نجوم كبيرة أمثال ريبيري وروبن أو أوباميانيغ وبالرغم من أن الحد الأقصى للراتب السنوي للاعبين لا يتعدى ثلاثة ملايين يورو إلا أن النتائج إلى حد الآن تظهر أن لايبزيغ هو الأفضل بين أندية البوندسليغا هذا الموسم.