منتخب بلاد الرافدين يتربع على العرش الآسيوي للمرة الأولى في تاريخه
٥ أغسطس ٢٠٠٧في مباراة شيقة وخشنة بعض الأحيان أقيمت أمام أكثر من 80 ألف مشجع في العاصمة الإندونيسية جاكرتا حقق الفريق العراقي إنجازاً عظيماً غير متوقع، وبل وكان يعنبر قبل انطلاق الدورة أمراً مستحيلاً نظراً للظروف الصعبة التي يعيشها الشعب العراقي بشكل عام والفريق بشكل خاص الذي يواجه مصاعب جمة في التدريب والاستعداد للبطولات الدولية. لكن فوز العراقيين على فريق قوي وعريق في القارة الآسيوية، مثل الأخضر السعودي، يُظهر أن كرة القدم العراقية مازالت حية، على الرغم من كل الظروف السيئة. وكانت السعودية تسعى لتحقيق رقم قياسي بالفوز بالبطولة للمرة الرابعة، لكن الفريق العراقي الذي يحظى بتعاطف عالمي خالف جميع التوقعات وهزم المرشح الأبرز للفوز باللقب محققاً بذلك مجداً رياضيا.
جاءت البداية حذرة من كلا الفريقين اللذين ركزا على تفادي هز شباكهما بشكل مبكر. ومع مرور الوقت أمسك العراقيون بزمام الأمور وكانوا الأخطر في الشوط الأول وكثفوا ضغطهم على المرمى السعودي بتصميم كبير وواضح ولم يتركوا للسعوديين فرصة للتحرك والتمرير وانقضوا بسرعة على حامل الكرة للسيطرة عليها. في المقابل برز تردد في أداء اللاعبين السعوديين مع توتر في التمرير وإبعاد الكرة, وحاولوا تنظيم هجماتهم في منتصف الشوط الأول للتخفيف من حدة الضغط عليهم ويتنفسوا لدقائق قليلة قبل أن تعود الأفضلية للفريق العراقي الذي سيطر على معظم مجريات المباراة. ولم يظهر المنتخب السعودي بالمستوى الذي تميز به منذ انطلاق البطولة وافتقد لاعبوه الخبرة المطلوبة في المباريات النهائية الحاسمة, حتى أن المهاجم السعودي النجم ياسر القحطاني لم يُشكل خطورة حقيقية على المرمى العراقي، وذلك معظم فترات اللقاء. خلافاً لذلك أكد العراقيون سيطرتهم وتوفرت لهم العديد من الفرص الجيدة، لكن أحداً من نجوم بلاد الرافدين لم يُحسن استغلال الفرص المتاحة. وظل التعادل السلبي سيد الموقف حتى الدقيقة الثانية والسبعين حين أحرز قائد الفريق العراقي يونس محمود الهخدف الذهبي للعراق بعد تلقية كرة متقنة من ركلة ركنية نفذها زميله هوار ملا محمد.
بذلك فاجأ العراقيون الجميع بإحراز كأس آسيا للمرة الأولى في تاريخهم، وهذا ما لم يكُن أحد يتوقعه قبل انطلاق البطولة. وبعد صافرة النهاية عمت الفرحة عشاق المنتخب العراقي في بلدان مختلفة، لا سيما في العراق نفسه حيث خرج الآلاف إلى الشوارع للتعبير عن سعادتهم بهذا الإنجاز الكبير.
القحطاني يتقاسم مع الياباني تاكاهارا لقب هداف الدورة
فشل نجم هجوم المنتخب السعودي لكرة القدم ياسر القحطاني في الانفراد بلقب هداف الدورة في نسختها الرابعة عشرة ليتقاسم مع المهاجم الياباني ناوهيرو تاكاهارا صدارة هدافي البطولة برصيد أربعة أهداف لكل منهما. وسجل القحطاني هدفا في مرمى كل من كوريا الجنوبية وإندونيسيا في الدور الأول, وهدفا في مرمى أوزبكستان في الدور ربع النهائي قبل أن يسجل هدفه الرابع في مرمى الفريق الياباني في نصف النهائي. أما الياباني تاكاهارا ففشل هو الآخ في تعزيز رصيده في مباراة تحديد المركزين الثالث والرابع التي خسرها اليابانيون أمام كوريا الجنوبية في الركلات الترجيحية. إن تقاسم لقب هداف كأس آسيا ليس بالأمر الجديد، ففي الدورة الماضية التي استضافتها الصين في صيف عام 2004 تقاسم أيضاً لاعبان هذا اللقب وهما الإيراني علي كريمي والبحريني علاء حبيل ، وذلك برصيد خمسة أهداف لكل منهما.
علاء الدين موسى