منتخبا استراليا واليابان يخوضان اختباراً متكافئاً اليوم

يلتقي المنتخبان الاسترالي والياباني على استاد فرتيز والتر بمدينة كايزر سلاوترن في افتتاح لقاءات المجموعة السادسة بالدور الأول لبطولة كأس العالم. وتمثل المباراة بين المنتخبين اختباراً حقيقياً للفريقين قبل مواجهة الفريقين الأصعب في المجموعة وهما البرازيل وكرواتيا، كما ستكون مؤشراً لما يمكن أن يفعله المنتخب الاسترالي في التصفيات والبطولات الآسيوية، حيث انضم الاتحاد الاسترالي للعبة إلى الاتحاد الآسيوي هرباً من ضعف المنافسة في اتحاد أوقيانوسية. يحكم المباراة الحكم المصري عصام عبد الفتاح، وتنتظره مهمة صعبة نظراً لخشونة لاعبي المنتخب الاسترالي المعتمد على مجموعة من نجوم أندية الوسط في الدوري الإنجليزي ، كذلك يتميز المنتخب الياباني بسرعته البالغة والتي تتطلب لياقة بدنية من نوع خاص من جانب الحكم للحاق بهجماته المرتدة. إلا أن الاستراليون عبروا عن قلقهم إزاء اتهام المشجعين اليابانيين لهم باللعب بطريقة خشنة وبعيدة عن الروح الرياضية. وقد جاءت التعليقات اليابانية بعد أن تسببت استراليا في حالة من الاضطراب في المعسكر الهولندي بإصابة ثلاثة لاعبين هولنديين في مباراة ودية قبل بداية البطولة. أما جوس هيدينك فقد عبر عن غضبه من هذه الاتهامات وأضاف: "لدينا منتخب جيد. إنهم يحبون النضال وخوض المنافسات لكنى أرى أنه يتعين على كل فريق ان يناضل ".

جوس هيدينك يؤهل المنتخب الاسترالي لكأس العالم

بعد انتظار طويل، وصلت استراليا أخيراً لنهائيات كأس العالم بعد إقصاء أوروجواي بطلة العالم مرتين (1930 و1950) والغائبة الوحيدة عن البطولة من المنتخبات التي سبق أن رفعت الكأس الذهبية. وعانى المنتخب الاسترالي ضد أوروجواي مخاضاً عسيراً في سبيل بلوغ النهائيات للمرة الثانية في تاريخه، إلا أن النهاية جاءت مع تصدي الحارس مارك شفارتزر لركلتي ترجيح، محولا تخوف ال83 ألف متفرج المحتشدين داخل الملعب إلى فرحة جنونية بالإنجاز الذي طال انتظاره. اعتبر الكثيرون مجرد وصول الفريق إلى النهائيات أفضل إنجاز رياضي في تاريخ استراليا، نظراً للصعوبات الرياضية التي واجهها المنتخب الاسترالي على مر السنوات، ونظراً لترتيبه المتأخر في تصنيف الفيفا (49 عالمياً)، إلا أن وجود الهولندي جوس هيدينك في منصب المدير المفني للفريق أصبح مصدر إلهام وقوة للاعبي منتخب استراليا لتحقيق المزيد من الإنجازات ومصدر أمل لمشجعيه. الهولندي المحنك أخذ على عاتقه انتشال المنتخب الاسترالي من معاناته المزمنة، وكانت أربعة أشهر كافية لهيدينك الملقب بـ"قاتل الفرق الكبرى" لترميم المنتخب الاسترالي الملقب بالـ"سوكرز" وجعله فريقاً يتمتع بمستوى يؤهله للمنافسة العالمية.

هل تفجر استراليا المفاجأة؟

وبعد قيادته هولندا الى الدور نصف النهائي في مونديال فرنسا 1998، وتفجيره مفاجأة مدوية بقيادة كوريا الجنوبية التي لم يسبق لها الفوز بأي مباراة في كأس العالم الى الدور عينه، ينظر الاستراليون الى بطل الأمة الجديد لتكرار الأمر مع منتخبهم الوطني. ويقول جيم روني الذي لعب مع المنتخب الاسترالي في مونديال 1974: "إذا نظرت إلى نتائج جوس هيدينك في الأعوام السابقة على الصعيدين الأوروبي والعالمي، سيكون غير منطقي استبعاد التواجد في المربع الذهبي". وقد تنجح استراليا بالفعل في تحقيق بعض المفاجآت خلال الدورالأول بقيادة قائد الفريق ومهاجمه مارك فيدوكا الذي ساعد فريقه الانجليزي ميدلزبره على التأهل لنهائي بطولة كأس الاتحاد الأوروبي بالموسم الماضي ومعه الهداف الموهوب هاري كيويل لاعب ليفربول الانجليزي وتبدو مباراة الفريق مع اليابان أفضل فرصة لتحقيق مفاجأة. والأمر الوحيد الذي قد يعيق تقدم أستراليا في بطولة كأس العالم الحالية هو تعدد حالات الإصابة بصفوف الفريق. ورغم شفاء معظم هذه الحالات الا أن مستوى أداء هؤلاء اللاعبين وقدرتهم على استعادة مستوياتهم السابقة مازال محل شك. كذلك قد يؤثر قرار هيدينك بالموافقة على تولي تدريب المنتخب الروسي بعد نهائيات ألمانيا على أعضاء المنتخب الاسترالي.

المنتخب الياباني والمشاركة الثالثة

أما المنتخب الياباني، فهو يطمح إلى تقديم عروض متميزة، فمنذ بداية دوري المحترفين باليابان عام 1993 وحمى كرة القدم تجتاح اليابان. ومع وجود النجم البرازيلي السابق زيكو في منصب مدرب المنتخب الياباني، من المنتظر أن يقدم المنتخب عروضاً تبرز الأسلوب المتميز والنشاط والحيوية في البطولة العالمية. يشارك المنتخب الياباني هذا العام للمرة الثالثة على التوالي في نهائيات كأس العالم. ورغم المشوار الصعب أثناء تصفيات البطولة، إلا أنهم نجحوا في النهاية في اعتلاء قمة مجموعتهم خلال التصفيات الآسيوية التي كانت تضم إلى جانبهم منتخبات إيران والبحرين وكوريا الشمالية. ويطمح لاعب الوسط الياباني هيديتوشي ناكاتا الى التأكيد على مستواه المتقدم في هذه البطولة، فناكاتا الذي يعتبر اللاعب الأكثر موهبة وقدرة فنية في تاريخ كرة القدم اليابانية، لم يؤكد حتى الآن تفوقه في البطولات الكبرى. وكان ناكاتا ولفترة طويلة بين اللاعبين الأكثر دخلاً في العالم إلى جانب البرازيلي رونالدو والفرنسي زين الدين زيدان والإنجليزي ديفيد بيكهام وذلك بفضل عقود الدعاية الكثيرة التي أبرمها في اليابان: عطور ومياه معدنية وسيارات وأحذية وتجهيزات رياضية. ناكاتا يعد اللاعب الياباني الوحيد الذي نجح في أوروبا ولعب مع عدد من الأندية بها.