منتدى الإعلام العالمي الثامن
٢١ يونيو ٢٠١٥حين يغرد باراك أوباما، فإن تغريدته تصل إلى 60 مليون شخص يتابعون حسابه على موقع تويتر. الرئيس الأمريكي هو صاحب أعلى رقم من المتابعين بين القادة السياسيين في العالم. في المرتبة الثانية، لكن بفارق كبير، يحل البابا فرانسيس، الذي يغرد بتسع لغات ويتابعه 20 مليوناً. وفي المرتبة الثالثة يأتي الرئيس الهندي ناريندرا مودي ويتابعه 13 مليوناً. بات الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي اليوم أدوات هامة في السياسة والديبلوماسية. أكثر من 170 زعيم دزلة لديهم حسابات خاصة على موقع تويتر، وبعضهم بنجاح كبير كما نرى. وفي الوقت نفسه يُدلي المحكومون أيضاً بدلوهم عبر المدونات وشبكات التواصل الاجتماعي من خلال مشاركة الصور والمعلومات وأشرطة الفيديو ويشاركون على نطاق واسع في الحياة السياسية.
الثورة الرقمية تصل السياسة
العلاقة بين الإعلام والسياسة الخارجية في العصر الرقمي، هي موضوع منتدى الإعلام العالمي، الذي تنظمه مؤسسة دويتشه فيله. وعلى مدى ثلاثة أيام، وابتداء من الثاني والعشرين حزيران/ يونيو يلتقي في بون أكثر من 2000 شخص، بينهم 500 صحفي من 130 دولة. أما طيف الأكثر من 40 جلسة وندوة فمتعدد، ويشمل قضايا مثل: كيف يمكن منع إساءة استخدام الإنترنت لأغراض الدعاية المتطرفة؟ ما هي المخاطر الأمنية التي قد تترتب على النزاعات المتعلقة بالموارد كالنفط والمياه؟ سيشاهد المشاركون برنامج كمبيوتر تفاعلي يُظهر كيف يمكن أن يؤثر النشر عن صراع معين على هذا الصراع. وتبحث ندوة أخرى كيف أن نزاع أوكرانيا لا يُدار بالسلاح فقط، وإنما يتصاعد إلى حرب معلومات ودعاية مغرضة أيضاً.
رالف نولتينغ هو واحد من مديرين اثنين مسؤوليْن عن قسم الخدمات الإعلامية في مؤسسة دويتشه فيله، الذي ينظم منتدى الإعلام. وبالنسبة إليه فإن منتدى الإعلام العالمي يسد الثغرة بين الخبراء والإعلام ومستخدمي الإعلام: "وجدنا في العديد من المؤتمرات أن الخبراء المجتمعين يشيرون مراراً وتكراراً إلى مدى أهمية أن تنتشر نتائج هذه الاجتماعات وتصل إلى جمهور واسع". من جهة أخرى تلقى نولتينغ في السنوات الأخيرة الكثير من ردرد الفعل الإيجابية من الصحفيين المشاركين في منتدى الإعلام العالمين حيث استخدموا المعارف، التي اكتسبوها في بون مباشرة في تقاريرهم وعملهم الصحفي. "لو كان لنا أن نضيف وسائل الإعلام الممثلة في منتدى الإعلام العالمي، سنفاجأ بالعدد الهائل من الناس الذين يمكننا الوصول إليهم من خلال الأشخاص الذين يتم دعوتهم إلى بون"، يقول نولتينغ.
ويشعر نولتينغ، منظم المؤتمر، بالسعادة لقدوم ضيفين مختلفين تماماً في منتدى هذا العام: الملاكم العالمي فيتالي كليتشكو ورئيس بلدية كييف حاليا وسيلا إلسوورثي، التي ستتحدث في نهاية المؤتمر: "تم ترشيحها ثلاث مرات لجائزة نوبل للسلام، وهي مؤسسة مجموعة أكسفورد للأبحاث. إنها سيدة تناضل من أجل أن يعود الزعماء السياسيون والاقتصاديون إلى الصواب، وأن يتخذوا القرارات المناسبة كي يستمر الوجود على هذا الكوكب"، يقول نولتينغ والسرور باد على وجهه.
حرية الصحافة وجائزة البوبز
وكما في كل عام سيتم على هامش منتدى الإعلام العالمي الإعلان عن جائزة أفضل مدونة، التي تمنحها مؤسسة دويتشه فيله. وجائزة هذا العام ستذهب إلى رفيده بونيا من بنغلاديش، والتي تواصل عمل زوجها أفيجيت روين الذي اغتيل بشكل وحشي في شباط/ فبراير الماضي.
ولأول مرة ستمنح هذا العام جائزة "حرية التعبير" الجديدة وسينالها المدون السعودي رائف بدوي، المعتقل حالياً. المدون بدوي يناضل منذ سنوات من أجل حرية التعبير في بلاده. وهو يشجب على مدونته "الليبيراليون السعوديون" الانتهاكاتَ السياسية والاجتماعية في السعودية. وكان بدوي قد اعتقل للمرة الأولى قبل سبع سنوات بتهمة إنشاء موقع إلكتروني "يسخر من الإسلام". وفي أيار/ مايو 2014 حكم القضاء السعودي على الشاب البالغ من العمر 31 عاماً بألف جلدة وعشر سنوات سجن وغرامة مالية قدرها 240 ألف يورو. ومنذ أسبوعين فقط أيدت المحكمة السعودية العليا الحكم الذي صدر العام الماضي بسجن رائف بدوي عشر سنوات وجلده ألف جلدة، بالإضافة إلى تغريمه. وهذا رغم أن العائلة الحاكمة في السعودية منفتحة على تويتر، طالما يتم نشر مواد "صحيحة" حسب وجهة نظر الحكومة، فالملك سلمان نفسه لديه أكثر من ثلاثة ملايين شخص يتابعون حسابه الخاص على موقع تويتر.