منتدى دافوس- ملفات ساخنة وسط ثلوج المنتجع السويسري
انطلقت أعمال المؤتمر السنوي للمنتدى الاقتصادي العالمي بدافوس وسط أزمات تهز عدة مناطق من العالم. وهيمنت أزمة اللاجئين واحتمال خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي إضافة إلى الإرهاب وأزمة سوريا على أشغال دورة عام 2016.
ألقى الرئيس الألماني يوآخيم غاوك الكلمة الافتتاحية لفعاليات المنتدى الاقتصادي العالمي السنوي بدافوس، بمشاركة نحو 2500 شخصية من كبار الساسة والمدراء التنفيذيين والخبراء. وانتقد غاوك عدم رغبة دول شرق أوروبا مثل تشيكيا وبولندا وغيرهما في المساعدة في أزمة اللاجئين، وقال كلاما مفاده لقد حصلتم على المساعدة من قبل ومن فضلكم قدموا الآن يد المساعدة.
أعمال المنتدى في دورته لعام 2016 انطلقت الأربعاء 20 يناير/ كانون الثاني. ودعا وزير المالية الألماني فولفغانغ شويبله إلى تمويل الدول التي ينحدر منها اللاجئون وفق "خطة مارشال" جديدة. وقال "نحتاج إلى خطة مارشال، لا لأوروبا، وإنما للمناطق التي دمرت"، مثل سوريا والعراق.
مارك روته، رئيس الوزراء الهولندي، الذي كان قد حذر من انهيار الاتحاد الأوروبي بسبب أزمة الهجرة، قال في منتدى دافوس إن أمام أوروبا ما بين ستة وثمانية أسابيع فقط لإحكام السيطرة على تدفق اللاجئين من مناطق الحروب في الشرق الأوسط ومناطق أخرى.
لكن رئيس البنك المركزي الأوروبي ماريو دراغي دعا خلال المنتدى إلى إعادة النظر في موجة الهجرة إلى أوروبا باعتبارها فرصة؛ لأن الإنفاق العام على المهاجرين؛ سيؤدي على الأرجح إلى تحفيز الاقتصاد في منطقة العملة الأوروبية الموحدة (اليورو).
من جانبه دعا وزير الخارجية الأميركي جون كيري الجمعة (22 يناير/ كانون الثاني) في دافوس، إلى زيادة التمويل الدولي للمساعدات التي تقدمها الأمم المتحدة للاجئين بنسبة 30 في المائة هذه السنة، سعيا لحل أزمة اللاجئين. وقالت وزارة الخارجية الأميركية إن ذلك يمكن أن يزيد المساعدات الإنسانية الدولية للاجئين من 10 مليارات دولار خلال 2015 إلى 13 مليار دولار هذا العام.
وقبيل توجهه للمشاركة في مؤتمر دافوس، التقى وزير الخارجية الأمريكي جون كيري بنظيره الروسي سيرغي لافروس لثلاث ساعات بمطار زيورخ، وذلك للتباحث حول الأزمة السورية ومباحثات السلام بين الأطراف السورية، والمقررة في جنيف في 25 يناير/ كانون الثاني.
رئيس الوزراء التونسي الحبيب الصيد، الذي شارك أيضا يوم الخميس 21 يناير/ كانون الثاني في مؤتمر دافوس اضطر إلى العودة سريعا إلى بلاده وقطع جولته الأوروبية بسبب تصاعد وتيرة الاحتجاجات في تونس بعد موت شاب عاطل عن العمل، صعقا بالكهرباء في ولاية القصرين.
وبالإضافة إلى أزمة اللاجئين، أرخى موضوع احتمال خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي بظلاله على أشغال المنتدى الاقتصادي العالمي. فقد عبر قادة أوروبيون يشاركون في دافوس عن أملهم في أن يتجنب الاتحاد الأوروبي "كارثة" و"مأساة" خروج بريطانيا من الاتحاد.
رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون، المشارك في دافوس أيضا، بدأ في بلده الإعداد من أجل تنظيم استفتاء في الصيف بين المواطنين البريطانيين، لتحديد الموقف من البقاء في الاتحاد الأوروبي أو الخروج منه. ومازال هناك عدد من الملفات العالقة بين بريطانيا والاتحاد على رأسها موضوع اللاجئين.
محمد جواد ظريف وزير خارجية إيران استغل فرصة تواجده في دافوس، لأول مرة بعد رفع العقوبات عن بلاده، ليقول للسعوديين إن إيران "لا ترى نفسها في عداء مع السعودية". جاء ذلك في تصريحات أدلى بها على هامش المنتدى، الذي يعقد في ظل توتر كبير تشهده العلاقات السعودية الإيرانية. الكاتبة: سهام أشطو