منصة في ألمانيا تساعدك في معرفة أيّ حزب هو الأقرب إليك!
٣١ مايو ٢٠٢٤يرغب الكثير من الناس الحاصلين على الجنسية الألمانية بالتصويت في الانتخابات سواء كانت محلية أو على مستوى الولايات أو التشريعية (فيدرالية) أو الانتخابات الأوروبية، وهذه الأخيرة يشتد السباق حولها، إذ ستشكل أبرز الأحداث في أوروبا بداية الشهر القادم عندمايتم اختيار برلمان جديد.
مع ذلك، قد لا يكون الاختيار سهلاً، خاصة عندما لا يكون الناخب مقربًا أو متعاطفًا بشكل واضح مع حزب معين. لذلك، توجد منصة في ألمانيا تساعد الناخبين على اتخاذ قرار التصويت بالإجابة على مجموعة من الأسئلة. تُعطى النتائج بموجبها للحزب الذي تتقارب توجهاته مع توجهات الناخب، هي منصة Wahl-O-Mat.
حتى الآن، تم استخدام هذه المنصة أكثر من ستة ملايين مرة في الانتخابات البرلمانية الأوروبية، لكن قد يكون الشخص الواحد قد استخدمها أكثر من مرة. وتقدر الإحصائيات الرسمية عدد الأشخاص الذين لهم حق التصويت بحوالي 61 مليون شخص داخل ألمانيا فقط.
جميع الأحزاب الألمانية المرخصة حاضرة
تمتلك ألمانيا أكبر عدد من أعضاء البرلمان بين جميع الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي، بـ 96 عضوًا، ويوجد أعضاء من التحالف المسيحي الديمقراطي في أكبر مجموعة في البرلمان الأوروبي، وهو حزب الشعب الأوروبي، المحافظ.
كما أنّ هناك المجموعة الاشتراكية، التي ينتمي إليها الحزب الاشتراكي الديمقراطي الألماني، حزب المستشار أولاف شولتس.
المنصة تضم جميع الأحزاب الألمانية المتنافسة على مقاعد في البرلمان الأوروبي، وعددها 35. تمت مراقبة بعض هذه الأحزاب من قبل الاستخبارات الألمانية بسبب الاشتباه في تطرفها، لكن تمت الموافقة على مشاركتها في الانتخابات الأوروبية من قبل اللجنة الانتخابية الفيدرالية.
ويلاحظ وجود بعض الأحزاب الصغيرة التي لا تتوفر على مقاعد برلمانية، كحزب التقدم المعروف اختصارا بـPDF الذي لا يزيد عدد أعضائه حسب البيانات الرسمية عن 235 عضوا، والفرع الألماني من حزب القراصنة التي ينادي بحرية الإنترنت.
تم تطوير هذا التطبيق بواسطة الوكالة الفيدرالية للتثقيف السياسي في ألمانيا، وهو تقليد بدأ منذ عام 2002 من أجل فهم التوجهات السياسية ودعم الاختيار الديمقراطي في البلاد حسب الوكالة. شارك 23 شابًا ألمانيًا في صياغة 85 موقفًا سياسيًا تم عرضها على الأحزاب المشاركة، منها 38 موقفًا تم استخدامه في التطبيق المفتوح للناخبين الألمان.
كيف تعمل المنصة؟
طريقة عمل التطبيق تتضمن عرض اقتراحات ومواقف سياسية مع ثلاثة خيارات للرد: الاتفاق، الحياد، عدم الاتفاق. ويمكن تجاوز السؤال وعدم التفاعل معه. يُقارن بعد ذلك ردود المستخدم مع مواقف الأحزاب السياسية، وبعد ذلك تقوم المنصة بتقييم أيّ حزب هو الأقرب والأكثر توافقًا مع توجهات وقناعات الناخب.
تُحسب النتائج على النحو التالي: إذا وافق المستخدم على موقف معين يتطابق مع موقف حزب معين، يُمنح الحزب نقطتين إذا كان الموقف متطابقًا تمامًا، ونقطة واحدة إذا كان قريبًا منه.
أحد التحديات التي واجهها التطبيق هو إذا كانت مواقف الناخب المرشح تتوافق جزئيًا أو كليًا مع مواقف المتطرفين، أو مع أولئك الذين تحت مراقبة الاستخبارات الألمانية. على الرغم من أن التطبيق لا يشمل رسميًا الأحزاب المصنفة خطراً على الديمقراطية، إلا أن بعض الإجابات قد تظهر تقاربًا مع تلك الأحزاب.
يُؤكد مُطورو المنصة بأن وجود هذا التوافق لا يعني موافقة الناخب على مواقف الأحزاب والمنظمات المتطرفة.
جدل متكرر
كما تؤكد منصة Wahl-O-Mat أنها لا تقدم أيّ توصيات بالانتخاب، ولا يعني استخدامها أنها تشجيع للمستخدم على التصويت لصالح حزب معين، ولكن هي طريقة مفيدة لمعرفة توجهات الناخب، ويمكن أن تكون النتيجة تقريبية، كما أن الهدف ليس بالضرروة التصويت، ولكن أن يكون الشباب على معرفة بقواعد الانتخابات وبالحياة السياسية في البلد.
وقد واجهت المنصة انتقادات بسبب عدم توفير نفس المساحة لجميع الأحزاب، خاصة الأحزاب الصغيرة، إذ كانت تعرض مواقف ثماني أحزاب كبرى فقط. وصدر حكم قضائي لصالح حزب فولت، وهو حزب صغير، ضد الوكالة الفيدرالية لتثقيف السياسيين في عام 2019.
تم حذف التقييدات التي كانت مفروضة على الأحزاب الصغيرة بعد ذلك. لكن حذف هذه التقييدات جعل المنصة تتعرض لانتقادات من الأحزاب الكبرى بمبرّر أن فتح المجال أمام الجميع سيتيح عرض مواقف متطرفة.
ولا يعرف إن كانت المنصة أثرت فعلا على الشباب وجعلتهم يقرّرون التصويت فعلاً لحزب معين، لكن نتائج الانتخابات لا تزال تشهد حضورًا واضحاً للأحزاب التقليدية في ألمانيا، إذ كان المحافظون المسيحيون في المركز الأول بنسبة 28.9 في المئة في آخر انتخابات أوروبية من حيث عدد المصوتين الألمان.
لكن المركز الثاني كان لصالح الخضر بـ20.5 في المئة،والثالث الحزب الاشتراكي الديمقراطي بـ15.8بالمئة، ثم البديل من أجل ألمانيا بـ11 بالمئة، عكس الانتخابات الفيدرالية التي حلّ فيها حزب شولتس الاشتراكي الديمقراطي في المركز الأول.
ع.ا