منظمات وهيئات أممية تطلق استغاثات في اليوم العالمي للمرأة
٨ مارس ٢٠٢٤يطل الثامن من آذار/ مارس مجدداً لمساءلة واقع النساء حول العالم خصوصاً في مناطق الأزمات، وسط نداءات واستغاثات تطلقها المنظمات الحقوقية النسائية والمنظمات الأممية.
وكان وضع النساء في غزة واليمن والسودان والصومال وغيرها، من أبرز الأمثلة التي اعتمدت عليها هذه المنظمات في تقاريرها موازاة لليوم العالمي للنهوض بحقوق النساء، إلى جانب ظاهرة تشويه الأعضاء التناسلية للفتيات والتي كانت موضوع بحثٍ من قبل اليونيسف، لتضاف إلى قائمة سوداء موازاة لارتفاع وتيرة الأزمات والصراعات.
النساء الحوامل عنوان لمأساة نساء غزة
ركزت منظمة الصحة العالمية بوجه الخصوص على وضع الحوامل في القطاع، متحدثة عن نحو 52 ألف امرأة حامل معرّضات للخطر بسبب انهيار النظام الصحي وسط الحرب المستعرة.
ولا تقتصر المخاوف على الولادة نفسها، بل تتعدّاها إلى تحديات عدة مثل إبقاء الأطفال على قيد الحياة في ظل الحرمان من المواد الأساسية كالماء والغذاء، وانهيار النظام الصحي، علماً أنّ 12 مستشفى فقط من أصل 36 يعمل في القطاع بناء على بيانات الأمم المتحدة، فيما يقول صندوق الأمم المتحدة للسكان إن 62 حزمة مساعدات من المواد الخاصة بحالات الولادة تنتظر السماح لها بالدخول عبر معبر رفح.
فضلا عن ذلك، قال صندوق الأمم المتحدة للسكان في تقريره الشهر الماضي إن انتشار المراحيض والحمامات غير الصحية يؤدي إلى التهابات المسالك البولية الخطرة على نطاق واسع.
ووفقاً لمنظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف)، فإن 95 في المئة من النساء الحوامل أو المرضعات يواجهن نقصاً غذائياً حاداً.
"ختان البنات" - "العدد كبير..أكثر من أي وقت مضى!"
منظمة اليونيسف، ركزت بدورها على موضوع تشويه الأعضاء التناسلية للختان، أو ما يعرف اختصاراً بـ "ختان البنات"، وتقول إن أكثر من 230 مليون فتاة وامرأة على قيد الحياة في العالم تعرضن لذلك، وهو رقم آخذ في الارتفاع بشكل حاد رغم التقدم المحرز في بعض البلدان.
وقالت كلوديا كوبا، المعدة الرئيسية لتقرير نشرته المنظمة الأممية بمناسبة اليوم العالمي للمرأة، لوكالة فرانس برس: "إنها أخبار سيئة.. العدد كبير، أكبر من أي وقت مضى".
يُقدّر حالياً عدد النساء والفتيات اللواتي نجون من إزالة البظر أو الختان (الإزالة الكاملة أو الجزئية للبظر والشفرين الصغيرين) أو الختان التخييطي (استئصال بالإضافة إلى خياطة فتحة المهبل لتضييقها) بأكثر من 230 مليوناً، أي أكثر بـ15 % من العدد المسجل عام 2016.
وتنطوي هذه الممارسة على تشوهات مؤلمة، وأحياناً مميتة، ولها أيضاً عواقب نفسية وجسدية طويلة المدى، مثل مشكلات في الخصوبة، ومضاعفات أثناء الولادة، وولادة أطفال ميتين، وألم أثناء الجماع.
وتُعدّ إفريقيا القارة الأكثر تضرراً من هذه العمليات، إذ تضمّ أكثر من 144 مليون ناجية من هذه التشوهات، متقدمة على آسيا (80 مليوناً) والشرق الأوسط (ستة ملايين)، وفق التقرير الذي يركز على 31 دولة تشيع فيها هذه الممارسة.
ولكن على الرغم من العدد الإجمالي المتزايد، والمرتبط إلى حد كبير بالنمو السكاني في هذه البلدان، فإن التقرير يسلط الضوء على التقدم المحرز في الحد من هذه الممارسة التي تنتهك حقوق الإنسان الأساسية.
وفي بلدن مثل سيراليون على سبيل المثال تم تسجيل انخفاض كبير في أعداد من تعرضن لتلك الممارسة، لكن بالموازاة لذلك لا يزال الرقم مهولاً في الصومال، حيث خضعت 99% من النساء اللواتي تتراوح أعمارهن بين 15 و49 عاماً لتشويه أعضائهن التناسلية، و95% في غينيا، و90% في جيبوتي، و89% في مالي.
وبحسب بيان المديرة التنفيذية لمنظمة اليونيسف كاثرين راسل فإن هذه العملية بدأت تُمارس بشكل أكبر مما كان عليه الوضع، و"غالباً قبل عيد ميلادهن الخامس"، "وهذا يقلل بشكل كبير من إمكانية التدخل. ويجب علينا مضاعفة جهودنا لإنهاء هذه الممارسة الضارة".
و.ب/ع.ح (أ ف ب، رويترز، د ب أ)