مهرجان بيتهوفن...لقاء الألحان الكلاسيكية مع إيقاعات الهيب هوب العصرية
١٨ سبتمبر ٢٠٠٩هل يمكن أن يجتمع الهيب هوب مع الموسيقى الكلاسيكية؟ يبدو هذا الأمر صعباً للوهلة الأولى، لكن هذا المزج الصعب وغير المعتاد يتم في إطار مهرجان بيتهوفن الموسيقي الذي بدأ في مطلع الشهر الجاري ويستمر حتى الثالث من أكتوبر/تشرين الأول في مدينة بون الألمانية. وتحت شعار "مهرجان بيتهوفن الشاب" يقوم تلاميذ المدارس بتنظيم حفلتين موسيقيتين تمتزج خلالها الأنغام الرزينة والمتناسقة للموسيقى الكلاسيكية بأنغام الهيب هوب العنيفة والمتمردة.
حُسن الإدارة
وتعد هاتان الحفلتان تتويجاً لمشروع الإدارة المخصص للتلاميذ والذي بدأ منذ يناير/كانون الثاني من هذا العام، وأتاح الفرصة لـ16 تلميذا وتلميذة تتراوح أعمارهم بين 16-18 سنة من التعلم من لجنة التنظيم للمهرجان تحت إشراف رئيسة المهرجان إيلونا شميل ومديرة المشروح ميريام لوف. وعلى مدى الشهور التسعة، لم يكن من الممكن على الشباب بعد الانتهاء من اليوم الدراسي الشاق أن يأخذوا قسطا من الراحة، بل كان عليهم أن يعملوا بجد ومثابرة وأن يتعلموا كيف يمكن الإعداد لمهرجان وأن يحضروا معهم الكثير من الأفكار والإبداع للقيام بعملية التحضير بالفعل.
وقد ظهرت نتيجة هذا الجهد واضحة في شعار المهرجان واللوحات الدعائية التي قام الشباب بإعدادها. وفي هذا الإطار تقول أدريانه فون كارلوفيتش من قسم الدعاية في مهرجان بيتهوفن: "لقد قام الشباب فيما بينهم بمناقشات قوية وعلى قدر عال من المهنية لاختيار الشعار، ولم يكن هذا الأمر ممكناً في بداية المشروع". وتضيف أن القائمين على المشروع لاحظوا التقدم السريع للتلاميذ وقدرتهم على التعلم قائلة: "لقد جمعوا الكثير من التجارب والخبرات، وأصبحوا شركاء لنا وعلى المستوى نفسه أحياناً".
تجربة فريدة...
وجاء الإقبال على هذا المشروع أكبر من التوقعات، فرغم ضعف إقبال الشباب بصفة عامة على الموسيقى الكلاسيكية وتفضيلهم لموسيقى البوب، فقد تقدم الكثيرون للمشاركة في التحضير لحفلات مهرجان بيتهوفن الشبابية. وترى فون كارلوفيش أن إدخال الهيب هوب في المهرجان إلى جانب الموسيقى الكلاسيكية كان العامل الأساسي لجذب الشباب، وتضيف قائلة: "لقد كان التلاميذ ممتلئين بالطاقة والحماس رغم الصعوبات التي كانت تظهر من وقت لآخر".
ومن جانبهم، يؤكد التلاميذ المشاركون أن المشروع لم يكن بالنسبة لهم مجرد لعبة أو تدريب، بل كان فرصة لخوض تجربة العمل على أرض الواقع وفتح مجالات للمستقبل. وفي هذا السياق، تقول ماري كريستين: "لقد تمكنا من المشاركة بشكل واقعي في كل شيء، بداية من اتخاذ القرارات وحتى التنفيذ. وهي فرصة فريدة من نوعها". ويشاركها زميلها يوليوس الرأي، مشيراً إلى أن تنسيق الحفلات بشكل كامل وبكل تفاصيله كاختيار أماكن العرض والاتفاق مع الفنانين وإيجاد ممولين ورعاة للمشروع وكل ما يتعلق بذلك من عمليات تنظيمية قد أفادهم كثيراً.
كما استفاد التلاميذ الـ16 من العمل في مجموعة، بالإضافة إلى استفادتهم أيضاً من معايشة الواقع الذي يتعامل معه منظمو المهرجان بشكل يومي على أرض الواقع، وهو ما يراه يوليوس فرصة للمستقبل: "الآن يعرف المرء الكثير من أطر العمل التي لم تكن معروفة له من قبل". وعلاوة على التعرف على النواحي العملية، أتيحت الفرصة للمشاركين أيضاً للتعرف على عالم الموسيقى الكلاسيكية عن قرب، فقد حضر كل منهم ثلاث حفلات موسيقية، غيّرت فكرتهم عن هذا الفن العريق.
الكاتب: كلاوس جيركه / سمر كرم
مراجعة: هشام العدم