مهرجان شعري سوري في كولونيا - إبداع وكسر للصور النمطية
٢١ مارس ٢٠١٦نظم شعراء سوريون متواجدون في ألمانيا "مهرجان القصيدة السورية الأول"، وذلك يومي 19 و20 أذار/ مارس في مدينة كولونيا التي احتضنت الشعراء القادمين من مختلف المدن الألمانية، بالإضافة إلى جمهور غفير من السوريين والعرب وحتى الالمان، الذين جذبهم حب القصيدة، والإنتصار للأدب والثقافة.
وشارك في المهرجان عشرين من شعراءِ سوريا يُمثلونَ أجيالاً وتجاربَ شعرية مختلفة، وجميعهم مقيمونَ في ألمانيا، هم: مها بكر، فدوى كيلاني، رشا حبال،رائد وحش، مروان علي، ريبر يوسف، عمار جمعة، لينا عطفة، وداد نبي، يونس الحكيم، خضر الآغا،عساف العساف، سرى علوش، أحمد الشمام، حسن شاحوت، عارف حمزة، محمد المطرود،حسن ابراهيم الحسن،ابراهيم حسو وفايز العباس.
أسماء لامعة في الأدب السوري
ووصف الشاعر محمد المطرود في حوار مع DW عربية المشاركين بالمهرجان، بأنهم شعراء مهمون، بعضهم صاحب مشروع شعري وبعضهم لم يكن معروفا بهذا الشكل الكبير وليس حاضرا على الصعيد الاعلامي. لكن سبب عدم دعوة أسماء شعرية مشهورة للمهرجان يأتي محاولة لتسليط الضوء على شعراء جدد ليقدموا ما لديهم من نصوص، ويبقى الجمهور هو الحكم على ما سيقدمونه من نتاجهم الشعري.
وغصت القاعة بالجماهير التي أرادت تذوق الأدب العربي والقصيدة السورية، وكان لافتا تواجد العشرات من اللاجئين السوريين، الذين أتوا من مدن بعيدة، وبعضهم من خارج ألمانيا، للمشاركة في هذا المهرجان الأدبي الضخم. حيث أفتتح المهرجان بالترحم على روح الشهيد الشاعر بشير، حيث وردت أنباء تفيد بإختفاءه وقتله على يد داعش. حيث أوضح لشاعر محمد المطرود أن شعاراً المهرجان عبارة "لأنَّ القصيدةَ ممكنةٌ، فالحياةُ ممكنة" فنكون بذلك مُنتصرينَ للفكرةِ والمعنىَ ومواجهةِ آلةِ الحرب، ومؤكدينَ على دورِ الكتابةِ في إيجادِ علاقاتٍ صحيةٍ معَ الشعوبِ خارجَ المظلوميات والصورة النمطية للجوء وعُقَدِ النقصِ اتجاه الآخر.
"هل مات الشعر"
الشاعر السوري المطرود ألقى سؤالا على زملائه الشعراء " هل مات الشعر؟" وتوالت الإجابات عليه من الشعراء المشاركين، حيث رأى أغلبهم أن الشعر لا يموت والقصيدة لا تموت، ولعل إجابة الشاعرة مها بكر كانت الأجمل حيث قالت "لا أعتقد أن القصيدة تموت، ربما فقط تنسحب قليلا، القصيدة مرتبطة بالحب والمشاعر، ولأن الحب لا يموت، فإن الشعر أيضا لا يموت".
الشاعرة والأديبة وداد نبي عبرت في حوار مع DW عربية عن سعادتها بالمشاركة في هذا المهرجان، وقالت بأنها قدمت من برلين من أجل أن تلقي بقصائدها امام الجمهور المتعطش للأدب والشعر في كولونيا، وقالت نبي أنها سرت حين رأت هذا الكم المبير من الأدباء والشعراء السوريين، والذي يبرهن على أصالة الأبداع الموجودة فيه.
"ألمانيا أصبحت حاضنة الأدب السوري في المهجر"
بدورها أكدت الشاعرة فدوى كيلاني في حوار مع DW عربية أن "ألمانيا أصبحت هي بلد المهجر الحالي للشعر السوري". وقالت: إن إحتضتان ألمانيا لهذا المهرجان، يدلل على الرابط الكبير الموجودة حاليا بين ألمانيا من جهة، و اللاجئين السوريين من جهة أخرى. ورأت كيلاني " أن مناخ الحرية الموجود في ألمانيا ساهم في التحدث بإبداع، والمساهمة بفعالية، دون وجود للرقيب الذي يحد من إبداع الأديب والشاعر.
أما الشاعر أحمد الشمام فصرح لـ DW عربية بأن هذا المهرجان "الأول من نوعه"، "يعتبر المرحلة الأولى لإبراز الشعر السوري، والأدب السوري". وقال الشمام إنه سر بهذا العدد الكبير من الجمهور،الذي قدم للإستماع للشعراء وأيضا يوجود بعض الألمان الذين أتوا للإستماع،وذلك بالرغم من عدم وجود مترجم إلى اللغة الألمانية. ولدى سؤاله إن كان الأدب السوري قادر على إغناء الثقافة الألمانية قال الشاعر الشمام بأن التعدد الثقافي الذي تشهده ألمانيا قائم على إمتزاج ثقافات مختلفة، وأن الأدب العربي والسوري قادران على زيادة هذا التنوع الذي تحياه ألمانيا". وأكد ن التأثير ممكن أن يحصل مستقبلا، عندما تنشط حركة الترجمة، ويتذوق الألمان بلغتهم جمالية النص والقصيدة السورية".
كسر الصورة النمطية
مدير المهرجان الشاعر محمد المطرود، أكد لـ DW عربية أن المشروع عبارة عن "جهد شخصي" ولا توجد مؤسسة خلفه، كما أن العديد من الشعراء المشاركين قدموا إلى مدينة كولونيا على حسابهم الشخصي، وقال تلقينا بعض التبرعات البسيطة من سوريين يريدون دعم الأدب السوري. و يأمل المطرود أن يساهم هذا المهرجان، والذي شكل جهدا جماعيا يجمع مبدعين في المهجر، من كسر "الصورة النمطية التي ترافق اللاجئ"، وتبرز إبداعه وتفوقه، وما يستطيع أن يقدمه من ثقافة في المهجر.
وأكد المطرود أن المهرجان يأتي بالتزامن مع الذكرى السادسة للثورة السورية، وبذلك يكون الإحتفال دليلا على وجود السوري، والثقافة السورية، و"محاولة لدحر الموت عن طريق الأدب من أجل تبيان السوري بأنه صاحب ثقافة، وليس لاجئ فقط، كما تصوره وسائل الإعلام".
علاء جمعة