مهلة جديدة قبل اتخاذ قرار حاسم ضد طهران
١١ مايو ٢٠٠٦أعلنت وزيرة الخارجية الأمريكية كوندوليزا رايس يوم أمس الأربعاء، 10 أيار/مايو 2006، أن الدول الغربية ستنتظر "بضعة أسابيع" قبل السعي إلى اتخاذ تحرك حاسم ضد إيران في الأمم المتحدة كما ستعرض حوافز جديدة على طهران للتخلي عن أنشطتها النووية. وجاءت تصريحات رايس لتلفزيون "إيه بي سي" بعد يومين من المشاورات المكثفة بين الدول دائمة العضوية في مجلس الأمن، بالإضافة إلى ألمانيا لاتخاذ موقف موحد حول أنشطة طهران النووية. وقالت رايس "لقد اتفقنا على أننا سنواصل السعي من اجل الحصول على قرار من مجلس الأمن الدولي، ولكننا سننتظر بضعة أسابيع يصيغ خلالها الأوروبيون عرضا للإيرانيين يوضح لهم ان لديهم خيارا يسمح لهم بامتلاك برنامج نووي مدني"، إلا أن رايس تابعت أن : "واشنطن لم تتخل عن جهودها من أجل استصدار قرار حاسم من مجلس الأمن الدولي حول إيران رغم معارضة روسيا والصين الشديدة لأي إجراءات عقابية ضد إيران. وأوضحت رايس "نحن جميعا متفقون على انه يتعين على مجلس الأمن توجيه رسالة قوية إلى إيران بأنها لا تستطيع مواصلة تحدي المجتمع الدولي. وهذا ما سنفعله". وتابعت "شعرنا أن الانتظار لبضعة أسابيع هو السبيل لسبر كافة الخيارات الدبلوماسية". وأضافت رايس أن طهران ستكون أمام خيارين أولهما برنامج نووي تعتبره المجموعة الدولية مناسبا وثانيهما العزلة.
الكرة في ملعب الأوروبيين
ومن جهته رفض الرئيس الأمريكي جورج بوش يوم أمس رسالة نظيره الإيراني واصفاً إياها بأنها لا تتجاوب مع المطالب الدولية و"لا تجيب كما يبدو على السؤال الرئيسي الذي يطرحه العالم وهو: متى ستتخلون عن برنامجكم النووي؟" على حد قوله. وأضاف بوش أن الكرة أصبحت الآن في الملعب الأوروبي لتقديم عرض جديد لإيران. وذكر مصدر أن خبراء سيسلمون يوم الاثنين المقبل وزراء خارجية الترويكا الأوروبية اقتراحات حول عرض جديد لإيران. وقال دبلوماسيون إن الترويكا الأوروبية والولايات المتحدة والصين وروسيا سيدرسون هذا العرض في اجتماع جديد سيعقد في 19 أيار/ مايو في لندن. ومن جانبه دعا كوفي عنان الأمين العام للأمم المتحدة إيران إلى التخلي عن رفضها للمبادرات الغربية بشأن برنامجها النووي. وقال عنان بعد مأدبة الغداء الشهرية التي تجمعه مع أعضاء مجلس الأمن وعددهم 15 "من المهم أن يتراجع الإيرانيون عن موقفهم العدواني وأن يكونوا مستعدين للنقاش. وأضاف عنان قائلا: "من المهم أن يدرك الجميع أننا بحاجة إلى تكثيف الجهود الدبلوماسية وأن نجد حلا للمشكلة. وآمل أن يخفف الجميع من لهجة حديثهم في هذه القضية."
وأكد عنان أنه يقع على إيران مسئولية إقناع العالم بأن نواياها سلمية فيما يتعلق ببرنامجها النووي. هذا وتقوم كل من بريطانيا وفرنسا وألمانيا بإعداد مجموعة من الحوافز في مجال الطاقة والتجارة في حالة موافقة إيران على استئناف المفاوضات وتعليق نشاطاتها لتخصيب اليورانيوم. وعلى الرغم من الموقف المتشدد للولايات المتحدة حيال إيران، فقد قامت بتقديم تنازل كبير من أجل الحد من تفاقم أزمة الملف النووي الإيراني. ويبدو القرار الأمريكي تنازلا لروسيا والصين المعارضتين بشدة لمسودة قرار أوروبي مدعوم من الولايات المتحدة يندرج تحت الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة، مما يفسح المجال لفرض عقوبات على إيران وصولا في آخر المطاف إلى استخدام القوة ضدها.
قمة إسلامية على خلفية أزمة الملف الإيراني
وعلى صعيد آخر دعا وزير الخارجية الإيراني منوشهر متكي خلال قمة الدول الإسلامية الثماني الكبرى المنعقدة في جزيرة بالي الاندونيسية إلى التصدي للقوى "المهيمنة" التي اتهمها بالسعي لفرض وجهات نظرها على الدول الأخرى. وقال متكي في كلمة له لدى افتتاح اجتماع وزراء خارجية المجموعة: "يمكن للدول الإسلامية الثماني الدفاع عن مصالحها الفردية والجماعية في وجه تحديات ومخاطر العولمة والسياسة المهيمنة لبعض القوى التي تسعى لفرض وجهات نظرها السياسية والاقتصادية والثقافية على الآخرين." ومن جانبه وصف الرئيس الإيراني أحمدي نجاد في زيارة رسمية له لاندونيسيا تدوم خمسة أيام التهديدات بتدخل عسكري ضد طهران بأنها "مزحة" وأن المسألة لا تتعلق "إلا بحملة دعائية وحرب نفسية ضد إيران." وأضاف الرئيس الإيراني قائلا. "نملك نحن أيضا القدرات التقنية وغيرها من أجل الدفاع عن مصالحنا." وأوضاف نجاد: "إنهم يعلمون أن أي سوء معاملة للشعب الإيراني سيؤدي في الواقع إلى خسائر في صفوفهم أكبر منها في صفوفنا. هم بحاجة لنا أكثر مما نحن بحاجة لهم. الأمر يتعلق فقط بحرب كلامية." أما عن إمكانية فرض عقوبات على إيران فقد أكد أحمدي نجاد أن. "عددا من علمائنا وخبرائنا سيكون سعيدا جدا لسماع أننا نتعرض لعقوبات من قبل الغرب لأن هذا سيكون سببا في وثبة كبيرة إلى الأمام في مجال تقدمنا الاقتصادي والصناعي."