مواقف متباينة من حركة "بيغيدا"
تحت شعار"أوروبيون ضد أسلمة الغرب" تسعى حركة "بيغيدا" إلى تحريك مشاعر المواطنين لمعاداة الأجانب واللاجئين في ألمانيا. وتقوم القوى السياسية والمدنية والدينية بمظاهرات مضادة لـ"بيغيدا" التي يشمئز الناس من مواقفها.
يتظاهر أتباع حركة "بيغيدا" ضد ما يصفونه بالتحول المفرط للدول الأوروبية بسبب انتشار الإسلام والمسلمين فيها. غير أن عددا كبيرا من المواطنين يشاركون في مظاهرات مضادة رافضة لتوجهات هذه الحركة ومسيراتها في بعض المدن الألمانية.
في العام الجديد نظمت حركة "بيغيدا" مظاهرة في مدينة دريسدن، كما يعتزم مناهضوها تنظيم مظاهرات مضادة في عدة مدن. وللتعبير عن رفضهم لمواقف "بيغيدا" أطفأ القائمون على كتدرائية مدينة كولونيا أضوائها الخارجية خلال مظاهرة الحركة.
المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل دعت في خطابها بمناسبة العام الجديد المواطنين إلى عدم المشاركة في مظاهرات "بيغيدا"، واعتبرت أن قلوب منظمي تلك المظاهرات "مليئة بالقسوة والكراهية".
حث رئيس الحزب الاشتراكي ووزير الاقتصاد والطاقة سيغمار غابريل السياسيين في ألمانيا إلى التفكير في ظاهرة تنامي عدد المتعاطفين مع الحركة، وقال: "إن عددا لايستهان به من منظمي مظاهرات الحركة هم مجرمون ومدانون ونازيون جدد أومعادون للسامية ويجب على المواطنين المحترمين ألا يسيروا وراء مثل هذه النماذج".
من جانبه حذر وزير التنمية الألماني غيرد مولر من عدم أخذ "بيغيدا" مأخذ الجد، وأوضح الوزير المنتمي للحزب الاجتماعي المسيحي البافاري، المتحالف مع الحزب الديمقراطى المسيحي، أن الألمان ذوي الدخل المحدود يعتقدون أنهم متضررون بسبب المساعدات المقدمة للاجئين والمهاجرين.
أعرب جيم أوزديمير رئيس حزب الخضر الألماني عن رفضه القاطع لما تدعو إليه الحركة. وقال: "نحن دولة مصدرة، وهذا يستدعي الانفتاح على العالم ومواقف التسامح"، وأضاف أنه لا ينبغي أن يكون هناك تسامح مع من يرفض التسامح، مثل المتطرفين الإسلاميين أو اليمينيين المتطرفين.
حذر رئيس حزب "اليسار" الألماني المعارض بيرند ريكسينجر التحالف المسيحي بزعامة المستشارة ميركل من تداول شعارات حركة "بيغيدا"، وطالب ريكسينجر ميركل بوضع حد واضح لمحاولات التحالف المسيحي الهادفة إلى استقطاب الجناح اليميني".
أما حزب "البديل من أجل ألمانيا" اليميني المحافظ فقد دافع عن الحركة، واعتبر ألكسندر غاولاند، رئيس كتلة الحزب في براندنبورغ أن قيام المستشارة ميركل بانتقاد تظاهرات الحركة ساهم في إقبال الناس عليها بشكل أكبر من ذي قبل.
وأعرب المعارضون لحركة "بيغيدا" المناهضة للإسلام عن استيائهم من مواقف الحركة العدائية تجاه الأجانب، وباتوا ينشطون أيضا من خلال حملة جمع التوقيعات المعارضة لمواقف الحركة على شبكة الإنترنت.
كشفت نتائج استطلاع للرأي أجرتها مجلة شتيرن الألمانية أن نحو ثلث عدد المشاركين في الاستطلاع يؤيدون احتجاجات "بيغيدا". وأوضحت المجلة أن 29 بالمائة ممن شملهم الاستطلاع يعتقدون أن المسيرات التي تنظمها الحركة لها ما يبررها. إعداد: هبة الله إسماعيل.