موجات الحر والجفاف تثني السياح عن التوجه إلى جنوب أوروبا
بمناسبة انعقاد قمة مجموعة الثماني غدا وبعد غد في اسكتلندا، قدمت منظمة البيئة العالمية التابعة للأمم المتحدة أمس الاثنين في العاصمة الإيطالية تقريرا أكدت فيه أن الدول المشاطئة للبحر الأبيض المتوسط ستشهد على أثر التحولات التي تعاني منها البيئة موجات حر وجفاف ستلقي بظلالها في المستقبل على قطاع السياحة في هذه البلدان. ووفقا لتقرير المنظمة الدولية فإن ارتفاع درجات الحرارة في العقود المقبلة بمعدل درجتين سيؤدي إلى حلول موجات جفاف تستمر أسابيع لتصل درجات الحرارة في المناطق المحيطة بالبحر الأبيض المتوسط إلى 35 درجة مؤوية، مما سيؤدي إلى عرقلة مواسم جني المحاصيل واندلاع حرائق الغابات وشح المياه وأزمة في القطاع السياحي. وقال التقرير إن موجات الحر وفترات الجفاف "ستثبط همة السياح في قضاء عطلهم في بلدان محاذية للبحر الأبيض المتوسط." وإن ذلك سيكون له عواقب وخيمة على القطاع الزراعي في هذه البلدان.
امتداد الصحراء
تجدر الإشارة إلى أن الخبراء يحذرون منذ عدة سنوات من أن سكان محيط البحر الأبيض المتوسط هم أول الخاسرين من التحول الذي تشهده البيئة. ويقول الخبراء إن هذا التحول سيمتد في العقود القادمة إلى شمال القارة الأوروبية. ويعني هذا ببساطة أن الصحراء ستمتد في المستقبل إلى جنوب إسبانيا والبرتغال واليونان وجنوب إيطاليا. وهنا يجب القول إنه لا يوجد لغاية الآن دلائل دامغة على امتداد الصحراء إلى هذه المناطق.
هذا وشهدت المناطق الأوروبية الجنوبية في الأعوام الأخيرة موجات جفاف وحر يقول الخبراء إنها إشارة إلى حدوث تحول على الأحوال الجوية في هذه المناطق، الأمر الذي يهدد قبل كل شيء حياة المواطنين المتقدمين في السن. ويلاحظ الخبراء أن البرتغال على سبيل المثال تعيش في هذا العام موجة حر لم تشهدها في الثلاثين سنة الماضية. أما إسبانيا التي لم تسقط الأمطار في بعض مناطقها الجنوبية منذ عام واحد فلم تتعرض في الستين سنة الماضية لمثل هذه الأحوال الجوية القاسية، الأمر الذي يبعث الخوف في قلوب مزارعيها.
اتفاق كيوتو
وتقدم المنظمة الدولية هذا التقرير بمناسبة انعقاد قمة مجموعة الثماني في اليومين القادمين في اسكتلندا. ويقول بيتر بروكوش من منظمة البيئة الدولية إن الحكومة الأمريكية تحاول لغاية الآن تجاهل المشاكل الناجمة عن تحول البيئة، رافضة على سبيل المثال التوقيع على اتفاقية كيوتو لحماية البيئة، ولهذا ـ يضيف المسؤول ـ يجب على رؤساء الحكومات الأوروبية أن يخرجوا بتوصيات تحذر من إهمال نتائج التحول البيئي الذي تشهده الكرة الأرضية."
ووفقا لمصادر إعلامية بريطانية، فإن الرئيس الأمريكي جورج دبليو بوش ينوي تقديم تنازلات في هذا الخصوص، خوفا من تعرض حكومته للعزلة إذا دار الحديث عن معالجة الأخطار التي تتعرض لها البيئة، على حد قول الصحف البريطانية. وقالت صحيفتا "صندي تايمز" و"أوبسيرفر" إن متفاوضين أمريكيين ألمحوا أن الرئيس بوش اعترف أن السبب في التحول الذي تشهده البيئة هو ارتفاع درجات الحرارة، الأمر الذي قد يدفع الحكومة الأمريكية لتقديم تنازلات بخصوص اتفاق كيوتو لحماية البيئة.