موسكو تستدعي الملحقين العسكريين للغرب وتحذرهم من خطر الحرب
٢٧ ديسمبر ٢٠٢١حذر نائب وزير الدفاع الروسي، ألكسندر فومين، من خطر نشوب صراع مسلح، في ظل التوترات بين روسيا وحلف شمال الأطلسي (ناتو). وخلال موجز صحفي عقده لملحقين عسكريين وممثلي سفارات أجنبية معتمدة لدى موسكو، قال فومين الاثنين (27 ديسمبر/ كانون الأول 2021): "الحلف تبنى في الآونة الأخيرة ممارسة استفزازات مباشرة مثلت خطراً كبيراً ينذر بتوسع نطاق الأمر ليتحول إلى صراع مسلح".
وذكرت الوزارة أن من بين الحضور، الذي بلغ عددهم 105 أشخاص، كان هناك ممثلون لـ14 دولة تابعة للحلف. واتهم فومين الناتو بزيادة أنشطته العسكرية على نحو كبير، مشيراً إلى أن عدد الطلعات العسكرية التي نفذها على حدود روسيا في عام 2020 وحده ارتفعت من 436 إلى 710 طلعات. وأضاف فومين أن الناتو يجري كل عام 30 مناورة كبيرة تتضمن سيناريوهات حرب ضد روسيا، وأشار إلى مطالب روسيا للناتو الخاصة بالضمانات الأمنية ووضع حد لتوسع الحلف شرقاً، وحذر مجدداً من احتمال انضمام أوكرانيا للناتو.
وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين حذر من عواقب في حال واصل حلف شمال الأطلسي اقترابه من روسيا. وينتظر الكرملين ووزارة الخارجية الروسية إجراء حوار مع الناتو بعد انتهاء الاحتفالات الروسية بالعام الجديد في التاسع من يناير/ كانون الثاني، وعندئذ يمكن عقد جلسة لمجلس الناتو-روسيا. غير أنه لم يتحدد موعد لهذه الجلسة بعد.
وقال فومين إن بلاده على استعداد لإجراء حوار مع الناتو على قدم المساواة في أي وقت، ولكنه انتقد في الوقت نفسه رفض الحلف لكل عرض للحوار منذ سنوات وتفضيله طريق المواجهات. كما استنكرت روسيا قيام الناتو بنقل قواعد عسكرية وأنظمة أسلحة بالقرب من حدودها بشكل متكرر منذ انهيار الاتحاد السوفيتي قبل 30 عاماً. وأشار فومين إلى أن هناك 13000 جندي للناتو يتمركزون بشكل دائم في شرق أوروبا وحدها ومعهم 200 دبابة و30 طائرة ومروحية.
في المقابل، يعتبر الحلف أن هذه الإجراءات تهدف إلى ردع سياسات روسيا العدوانية، خاصة المتعلقة بأوكرانيا، وينتقد أيضاً تعزيز موسكو وجود قواتها على الحدود مع أوكرانيا.
وأكد فومين أن حلف الناتو تخلى عن مشاريع تعاون مع روسيا ليركز جهوده على "ردع" موسكو عسكرياً، قائلاً: "إن الحالة الراهنة المؤسفة للعلاقات بين روسيا والناتو يمكن نسبها إلى أن الحلف كان يلجأ كثيراً إلى استخدام أساليب هجينة لردع روسيا، تجمع بين الحوار والاستعدادات العسكرية. وفي السنوات الأخيرة جرى التركيز على الردع العسكري، على خلاف الفترة السابقة التي كان هناك فيها اهتمام أكبر بمشاريع تعاون يرى الحلف مصلحته فيها".
وذكر نائب وزير الدفاع الروسي أن العلاقات بين موسكو والناتو بدأت تتدهور قبل عام 2014، موضحاً أنه بعد انتهاء "الحرب الباردة" حاولت روسيا مراراً "إيجاد أشكال جديدة للتعامل مع الناتو وإنشاء منظومة أمن أوروبية راسخة ومتساوية للجميع".
ف.ي/ ي.أ (د.ب.ا)