موسكو تهدد باستخدام حق النقض ضد مشروع قرار بشأن سوريا
١ فبراير ٢٠١٢أكد مبعوث روسيا لدى الأمم المتحدة فيتالي تشوركين في حديث صحفي في نيويورك الأربعاء (02 شباط / فبراير 2012) أن حكومته ستستخدم حق النقض "الفيتو" لتعطيل أي قرار لمجلس الأمن الدولي تعتبره موسكو خاطئاً و"سيؤدي لتدهور الأزمة في سوريا". وكان تشوركين قد رفض أمس الثلاثاء المصادقة على مشروع قرار في مجلس الأمن الدولي، يدعو الرئيس السوري بشار الأسد إلى التخلي عن السلطة، معتبراً أنه يتوجب على الأمم المتحدة ألا تزج نفسها في نزاع "داخلي". واعتبر تشوركين أنه ربما توجد "آخر فرصة لكسر دوامة العنف" في سوريا. لكنه أضاف أنه "لا يجوز أن يفرض مجلس الأمن شروط تسوية داخلية (للأزمة). بكل بساطة، ليس بإمكانه أن يفعل ذلك". وقال المسؤول الروسي "نحن مقتنعون أنه في الوقت الذي تحصل فيه أزمة سياسية داخلية خطيرة، فإن دور المجتمع الدولي لا يجوز أن يكون تأجيج الأزمة".
وكان وزير الخارجية الفرنسي آلان جوبيه أعلن في وقت سابق أن موقف روسيا ومجموعة بريكس (الصين والهند وجنوب إفريقيا خصوصاً) "كان أقل سلبية" خلال الاجتماع الذي عقد أمس في مجلس الأمن الدولي حول سوريا. وفي حديث له أمام النواب الفرنسيين لمح الوزير الفرنسي إلى وجود أمل في تبني مشروع قرار يدعم خطة الجامعة العربية لإخراج سوريا من الأزمة التي تعرفها منذ أكثر من عشرة أشهر.
حصيلة القتلى تجاوزت 6000
وترفض الصين وروسيا مسعى عربياً غربياً لاستصدار قرار من مجلس الأمن يدين حملة القمع التي تشنها الحكومة السورية منذ 10 أشهر على الاحتجاجات المطالبة بالديمقراطية والتي أودت بحياة أكثر من 6000 من المدنيين منذ اندلاع الأزمة في سوريا، كما قال وزير الخارجية الفرنسي آلان جوبيه.
ميدانياً أفاد مصدر حقوقي قتل 38 شخصاً الأربعاء (02 شباط/ فبراير 2012) من بينهم 15 عسكرياً وستة منشقين خلال اشتباكات بين الجيش النظامي ومجموعات منشقة عنه. وكما أفاد نفس المصدر قتل 17 مدنياً بينهم ثمانية برصاص الأمن في مدينة حمص، معقل الحركة الاحتجاجية ضد نظام الرئيس بشار الأسد.
ويتركز الانتقاد الروسي لمشروع القرار على عدم استبعاده صراحة إمكانية التدخل العسكري في سوريا، كما جاء في تصريح للمبعوث الروسي لدى الاتحاد الأوربي فلاديمير تشيغوف. ونقلت وكالة انترفاكس عن تشيغوف قوله إن المسودة "ينقصها أهم شيء: فقرة واضحة تستبعد إمكانية استخدام القرار لتبرير تدخل عسكري من الخارج في شؤون سوريا. لهذا السبب لا أرى مجالاً للتصديق على هذه المسودة".
وحرص كل من وزراء الخارجية الفرنسي والبريطاني ووزيرة الخارجية الأمريكية، الذين يدعمون قرار الجامعة العربية، على الرد على اعتراضات روسيا والصين اللتين تخشيان تكرار السيناريو الليبي في سوريا في حال تم طلب تنحي الرئيس بشار الأسد. وأكد جوبيه أن "سوريا ليست ليبيا". وأضاف "لا شيء، أبدا لا شيء، في مشروع القرار (...) يمكن أن يفسر على أن موافقة للجوء إلى القوة". وقالت كلينتون "بعض أعضاء المجلس يبدون مخاوف من تكرار ما حصل في ليبيا، إنها مقارنة خاطئة". من جانبها أكدت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون خلال الجلسة المخصصة لمناقشة الأزمة السورية أن عدم تحرك مجلس الأمن الدولي بسرعة لحل الوضع في سوريا سيضعف "مصداقية الأمم المتحدة". وقالت "حان الوقت كي يضع المجتمع الدولي خلافاته جانباً ويرسل رسالة دعم واضحة للشعب السوري".
(ك.خ. / أ ف ب، رويترز)
مراجعة: عماد غانم