موسيقيات ألمانيات يعزفن للحب والسلام لجمهور غزة
١٥ يوليو ٢٠١١"لم أتوقع على الإطلاق أن تسمح إسرائيل لفرقتنا بالدخول إلي غزة، لكن أنا معك الآن في غزة"، بهذه العبارات الممزوجة بالفرحة والحماسة الشديدة التي بدأت عليها نبره الانتصار تحدثت لدويتشه فيله أنجيليكا نيسي، قائدة الاوركسترا النسائية لموسيقي الجاز. وتضيف نيسي أن أداء فرقتها سيكون مميزاً عن حفلاتها في باقي الدول وأنه أهم حفل للفرقة، معللة ذلك بالقول: "لأننا سنقدم حفلاً موسيقياً لشعب محاصر".
من جانبه يشدد الدكتور يورغ شوماخر، مدير فرع معهد غوته في رام الله في حديثه أن المعهد، الذي يتولى رعاية الحفل إلى جانب مؤسسة دويتشه فيله، والفريق اخذوا نحو ثلاثة أسابيع للتنسيق المستمر، الذي وصفه بالشاق مع الجانب الإسرائيلي للدخول إلى غزة. وعن أهداف إقامة هذا الحفل في غزة يوضح شوماخر بالقول: "لكي يرى العالم أن غزة تقدر الموسيقى، ومستعدة في ظل الحصار أن تسمع موسيقى الجاز من فرقة نسائية".
مقطوعات عن الحب والسلام
على خشبة مسرح أحد مطاعم الهواء الطلق في غزة بدأت الفرقة النسائية، المُتشحة بزيها الأسود، بالعزف على آلاتها، التي بدت وكأنها تخطف مسامع الجمهور وأعينهم. وما إن انتهت المقطوعة الأولى حتى ضج الجمهور بالتصفيق الحار وإطلاق صافرات الإعجاب. وتنوه نيسي إلى أن فكرة المقطوعة تتناول تفكير الناس المنعزلين، الذين لا يتكلمون عن الحب الذي يجمعهم. ومن ثَم أعطت قائدة الفرقة إشارتها إلى فريقها للبدء بعزف المقطوعة الثانية، والتي قُوبلت بنفس الحماسة والتشجيع، وكانت فكرتها عن السلام. وأخرى عن المنافسة في كرة القدم النسائية. ومقطوعة أكدت نيسي أنها خاصة بها، لأنها تعبر عن مشاعرها عن العالم والرجال. وشاركت قائدة الفرقة العزف بآلة الساكسفون. واستمرت المقطوعات الموسيقية وسط هذا التشجيع من الجمهور الغزي نحو ساعتين.
راب غزة يصدح على أنغام موسيقى الجاز
وسط هذه الأنغام الموسيقية الجميلة قدمت قائدة الفرقة شابين فلسطينيين من "فريق انتفاضة شباب حراك غزة" ليشاركها الغناء على أنغام موسيقى الجاز. وانطلقوا جميعاً بالموسيقى والغناء بكلمات باللغتين العربية والانجليزية، تدعو إلى الحرية وكسر القيود والحصار ونبذ الخلافات الداخلية. إلى جانب كلمات تنادى العالم أن يستمع لهم: "لكل العالم غزة في قلبي وقلبي مرسى.. أعيش حراً.. فليسقط الحصار.. لكل العالم.. قادمون وراية نصر من بعيد تشتعل ولا تلين".
وعن هذه المشاركة في نهاية الحفل الموسيقي أكد أحمد رزق ومحمد عنتر أنهما من فريق شباب يُطلق على نفسه "Gybo"، اختصاراً لترجمة انتفاضه شباب حراك غزة، ويشيران إلى أن أنه تم اختيارهما ليُمثلا شباب حراك غزة. ويتحدث رزق عن سعادته البالغة لفرصة مصاحبة فرقة ألمانية نسائية عالمية، لُينقَل للعالم صوتهم، بأنهم شباب حراك يحبون غزة ويريدون تغير ما يصفه بـ"العتمة"، نسبه إلى الأوضاع السياسية والاقتصادية الصعبة التي يعيشها مجتمع قطاع غزة.
جمهور متحمس
لكن أثناء الحفل الموسيقي تناقل الحضور أنباء عن سلسلة غارت إسرائيلية على قطاع غزة. وفى فترات الاستراحة ما بين الفقرات سمعنا دوي انفجارات، إلا أن الجمهور تفاعل مع الموسيقي بشدة. وفى نهاية الحفل كانت لنا لقاءات مرة أخرى مع الفرقة وأعضاءها وراعيها من معهد غوته والجمهور لأخذ انطباعات أخرى. "قلت لك إن جمهور غزة جميل ومتذوق للموسيقي وهذا ما شاهدناه في التفاعل الهائل لدى الجمهور"، أكد شوماخر قائلاً.
فيما قالت ليزا بفلاوم، إحدى عازفات الفرقة، إن شعرت بسعادة بالغة أثناء الحفل وبعده، مشيرة إلى أنها لم يكن لها مثل هذا الإحساس من قبل، خصوصاً وهي تعزف أمام جمهور محاصر يتعرض للقصف. وتضيف الموسيقية الألمانية قائلة: "على الرغم من ذلك فقد كان الجمهور مسروراً ومرحباً بنا، ومثله مثل شعوب العالم ألهبته الموسيقى". ولم تفارق الابتسامة وجه قائدة الفرقة التي شكرت الجمهور قائلة: "انتصرنا وأثبتنا للعالم أن شعب غزة يستحق الاحترام بكل تقدير، بعد تقبله وتقديره موسيقى جديدة عليه".
شوقي الفرا- غزة
مراجعة: عماد غانم