موقع ألماني يكشف زيف خبر أمريكي يتهم اللاجئين بحرق كنيسة
٤ يناير ٢٠١٧كشف موقع ألماني خبراً قال إنه مزوَّر على موقع أمريكي يميني يزعم أن ألف شاب سوري اعتدوا على أقدم كنيسة ألمانية في مدينة دورتموند بولاية شمال الراين ويستفاليا في ليلة رأس السنة الميلادية 2017، وأن أحدهم هتف "الله أكبر" فرحاً بذلك. وحذر موقع ميديا الألماني meedia.de من الخبر المنشور على موقع برايتبارت Breitbart.com، التابع لليمين الأمريكي الشعبوي، واصفاً إياه بالكاذب.
ويرى ألكسندر بيكر -كاتب المقال الألماني الذي اكتشف الخبر المضخَّم والمبالغ فيه- أن هذا تزييف وتزوير وبمثابة درس ومثال صارخ على القلب المقصود للحقائق لصالح أجندات ذاتية. وذكر موقع ميديا أن المقال الأمريكي اليميني يصوّر للقراء افتراءً كيف أن الشرطة الألمانية فقدت السيطرة على ألف شاب سوري في مدينة دورتموند الألمانية، وكيف أنهم بدؤوا برمي الألعاب النارية على حشود الناس والزوار المحتفلين –بمن فيهم من عائلات وأطفال- وكيف أن الشرطة حاولت إيقافهم، لكنهم بدلاً من الامتثال أطلقوا الألعاب النارية على الشرطة. وأضاف موقع ميديا أن الموقع الأمريكي المتطرف زعم أن الشرطة تكذب حين تدّعي سير كل شيء على ما يرام في المدينة.
وأضاف ميديا أن موقع برايتبارت زعم -فيما زعم أيضاً- أنه رغم منع إطلاق الألعاب النارية عند الكنائس إلا أنهم في دورتموند أطلقوا الألعاب النارية على كنيسة سان راينولد -أقدم كنيسة في ألمانيا- مما اضطر طاقم الإطفاء إلى التدخل لإطفاء النار المشتعلة في سقف الكنيسة، بحسب زعم الموقع الأمريكي المتطرف.
وذكر موقع ميديا أن الموقع الشعبوي استند على خبر من موقع الرور الإخباري الألماني المحلي الذي ذكر بالفعل أن صاروخاً كرتونياً صغيراً من الألعاب النارية وقع على هيكل الترميم الذي يحيط ببرج الكنيسة ولكن سقف الكنيسة لم يحترق، وحدث بالفعل حريق صغير تمكنت الشرطة من السيطرة عليه بسرعة، وأنه بالفعل كان هناك شاب سوري في إحدى المجموعات هتف "الله أكبر"، ولكن ليس بالشكل التضخيمي الحافل بالتفاصيل البعيدة كل البعد عن الصحة، الذي صوّر من خلاله الموقع الأمريكي الشعبوي للقارئ ما حدث. واندهش القائمون على موقع الرور الإخباري الألماني من المبالغة في نقل الخبر وما فيه من تفاصيل غير صحيحة -نشرها الموقع الموالي للرئيس الأمريكي المنتخب ترمب- واصفين رئيس تحريره ستيف بانون بأنه بوق لتيار اليمين المتطرف.
من جانب آخر، التقط موقع فوخِن بليك Wochenblick.at النمساوي الخبر المفبرَك الذي نشره الموقع الأمريكي برايتبارت وأعاد نشره تحت عنوان" الله أكبر - ليلة رأس السنة في دورتموند"، وورد فيه: "نحن نذكُر الأخبار التي يصمت عن ذكرها الآخرون"، وانتهى بالقول: "الله أكبر يقولها الإرهابيون قبل أن يقتلوا ضحاياهم كما فعل قتلة القسيس وكما فعل المهاجمون في ميونيخ وفورتسبورغ". وارتفع عدد مشاركة الخبر على فيسبوك إلى أكثر من 800 مرة.
ولكن الأدهى والأمر أن مكتب أحد البرلمانيين الاتحاديين الألمان وقع في حبال هذا الخبر الزائف، وبدأ مكتب البرلماني (تورستن هوفمان العضو في حزب ميركل) الممثِّل لمدينة دورتموند -والواقع في برلين- الحديث عن "إطلاق نار" على الكنيسة في بيان صحفي، وهو ما يدل –بحسب ما يرى موقع ميديا– على عدم كفاءة فريقه الصحفي.
وعلق أحد محرري موقع الرور الألماني على الخبر الـمُفَبْرَك قائلاً: "هكذا تُسْتَخدَم الأخبار الزائفة والكراهية والبروباغندا (من قِبَل اليمين الشعبوي) للدعوة إلى إعدام المستشارة أنغيلا ميركل من دون محاكمة". وهنا رابط مقال وفيه فيديو نشره موقع الرور الإلكتروني الألماني لما حدث في دورتموند في ليلة رأس السنة 2017 عند الكنيسة: http://RN.de/3187550.
ع.م/ ف.ي (DW)