موقعة أمستردام..حين تنبعث الروح في الماكينات!
٢٥ مارس ٢٠١٩أخيرا تنفس مدرب المنتخب الألماني لكرة القدم يوآخيم لوف الصعداء عقب مرحلة كارثية لم يكن قائد سفينة بطل العالم 2014 ليحلم بها يوما. بفوز المانشافت على هولندا (2-3) في موقعة أمستردام يوم أمس الأحد (25 مارس/ آذار 2019) ضَمن لوف بعضا من الهدوء ولو لحين.
"إنني سعيد" يقول لوف على متن الطائرة التي حملت المنتخب الألماني إلى بلاده. لكن في الوقت ذاته أقرّ أن مباراة أمس "ليست هي الرد على المنتقدين"، فما أكثرهم الآن قبل وبعد تجربة مونديال روسيا. "حين ينفذ الفريق التعليمات على أحسن وجه، يكون لدي شعور جميل بغض النظر عما يقال من حولي"، يقول يواخيم لوف عقب مباراة السبت.
لكن في حقيقة الأمر، المدرب الذي قرر البقاء في منصبه من أجل إعادة البريق للكرة الألمانية، كما تعهد، يدرك جيدا أن مهمته بعد هذا الفوز نتيجة وأداء سيسهِّل عليه المهمة بشكل كبير، فلأول مرة يشهد الجمهور الألماني بوادر انتفاضة، قد تجعله أخيرا يؤمن بوعود لوف المتواصلة. وقد صدق أولفير بيرهوف، مدير الكرة داخل الاتحاد الألماني، حين وصف ما حصل في أمستردام أنه "بلسم للروح وللمعنويات".
أن تصل متأخرا أفضل من أن لا تصل
ولطالما عارض لوف نفسه فكرة "تشبيب" المانشافت، ليتمسك بورقة الخبرة الى أن قاده ذلك إلى نهاية مأساوية شهدها الجميع بخروج مذل لألمانيا من الدور الأول لبطولة روسيا.
لكن وفي ظل الضغوط اقتنع الأخير بالتخلى عن فلسفته تلك لصالح جيل يبدو أنه سيرد الجميل وبسرعة: الثلاثي إلكاي غوندوغان وماركو رويس ونيكو شولس، كان اختيارا موفقا بامتياز، وثمرة جهوده نجم عنها في الدقيقة التسعين من عمر المباراة هدف الفوز الذي حمل توقيع شولس. أما ليروي ساني الذي رفض لوف ولأسباب تأديبية أخذه إلى روسيا الصيف الماضي، كان من أبرز المتألقين، وأحرز هدفا رائعا (15) افتتح به سجل الألمان التهديفي، قبل أن يعزز الكفة وببراعة سيرجي غنابري بعد 14 دقائق من ذلك. أما ليون غروتسكي فكان أفضل سند للهجوم، لتجد الطواحين الهولندية نفسها خاصة في الشوط الأول وسط كماشة عتيدة، وهي التي أذلت قبل خمسة أشهر فقط الألمان بثلاثية نظيفة.
حتى لا تتحول الصحوة إلى استثناء
من المؤكد أن مباراة أمس لن تمحو جراح عام 2018، لكنها كفيلة بأن تعيد الثقة إلى المنتخب، وقبله إلى الجمهور الذي لم يستفق بعد من صدمة تراجع منتخب بلاده إلى المركز 16 في ترتيب الفيفا. "لقد أظهرنا أننا ربما لسنا سيئيين كما يبدو، وأننا لا زلنا نمثل ألمانيا، وأننا فريق جيد بمعنويات جيدة"، يقول شولس صاحب هدف الفوز.
أما مانويل نوير، الوحيد من الجيل القديم الذي لا زال لوف متشبثا به، فحذر من التمادي في "الشعور بالسعادة"، لكي لا يصبح هذا الانجاز "استثناء".
وفي شهر يونيو/حزيران ستكون الماكينات على موعد مع مواجهين في إطار منافسات بطولة أمم أوروبا، الأولى أمام روسيا البيضاء والثانية أمام إسلاندا، وفي كليهما الماكينات مرشحة للفوز.
و.ب