"ناتو عربي" ضد إيران .. هل اقتربت الضربة العسكرية؟
٢٨ يوليو ٢٠١٨قال مسؤولون أمريكيون وعرب إن إدارة الرئيس دونالد ترامب تمضي قدماً خفية في مساع لتشكيل تحالف أمني وسياسي جديد مع دول الخليج ومصر والأردن بهدف التصدي للتوسع الإيراني في المنطقة. ونقلت وكالة رويترز للأنباء عن أربعة مصادر أن البيت الأبيض يريد تعزيز التعاون مع تلك البلدان بخصوص الدفاع الصاروخي والتدريب العسكري ومكافحة الإرهاب وقضايا أخرى مثل دعم العلاقات الاقتصادية والدبلوماسية الإقليمية.
"ناتو عربي"!
والخطة التي ترمي إلى تشكيل ما وصفه مسؤولون في البيت الأبيض والشرق الأوسط بنسخة عربية من حلف شمال الأطلسي، أو "ناتو عربي" للحلفاء المسلمين السنة، من شأنها على الأرجح أن تزيد التوتر بين الولايات المتحدة والقوة الشيعية إيران.
وقالت عدة مصادر إن إدارة ترامب تأمل أن تتم مناقشة ذلك التحالف، الذي أُطلق عليه مؤقتاً اسم "تحالف الشرق الأوسط الاستراتيجي"، خلال قمة تقرر مبدئياً أن تعقد في واشنطن في 12 و13 أكتوبر/ تشرين الأول. وقال متحدث باسم مجلس الأمن القومي التابع للبيت الأبيض: "تحالف الشرق الأوسط الاستراتيجي سيشكل حصناً في مواجهة العدوان والإرهاب والتطرف الإيراني، وسوف يرسي السلام بالشرق الأوسط".
وأخفقت في الماضي مبادرات مشابهة من جانب حكومات أمريكية في إبرام تحالف رسمي مع حلفاء خليجيين وعرب. ومن بين العقبات الكبرى المحتملة أمام التحالف المزمع تلك المقاطعة المستمرة منذ 13 شهراً من جانب السعودية والإمارات والبحرين ومصر لقطر، التي تستضيف أكبر قاعدة جوية أمريكية في المنطقة. وقال مسؤول إيراني كبير لرويترز: "الأمريكيون وحلفاؤهم الإقليميون يأججون التوتر في المنطقة بذريعة تأمين الاستقرار في الشرق الأوسط".
أمريكا لا تسعى لتغيير النظام الإيراني
ورغم الحديث عن "ناتو عربي"، فإن "الولايات المتحدة لم تتبن سياسة لتغيير النظام في إيران أو دفعه للانهيار"، حسبما صرح وزير الدفاع الأمريكي جيمس ماتيس يوم أمس الجمعة (26 يوليو/ تموز 2018) في وزارة الدفاع (البنتاغون). وأضاف ماتيس للصحفيين: "الهدف لا يزال تغيير سلوك إيران في الشرق الأوسط. نريدهم أن يغيروا سلوكهم فيما يخص عدداً من التهديدات التي يمكن أن يشكلها جيشهم ومخابراتهم ومن ينوبون عنهم ووكلاؤهم".
ومنذ قرار ترامب انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي الموقع عام 2015 بين إيران والقوى العالمية، تتعرض المؤسسة الدينية في إيران لضغوط أمريكية مستمرة. وذكر تقرير إعلامي أسترالي أن عملاً عسكرياً ضد إيران بات وشيكاً، إذ ذكر أن مسؤولين أستراليين يعتقدون أن واشنطن مستعدة لقصف منشآت نووية في إيران في وقت قريب قد يكون بحلول الشهر المقبل.
ورفض ماتيس يوم الجمعة ذلك التقرير ووصفه بأنه "من نسج الخيال". وقال للصحفيين: "أنا واثق أنه ليس أمراً محل بحث في الوقت الراهن".
ص.ش/ ي.أ (رويترز)