ناشطة سورية: النساء هن مستقبل سوريا
٢٦ مايو ٢٠١٦ماريا العبدة هي ناشطة سورية في مجال حقوق النساء وهي بذات الوقت باحثة. وتعمل العبدة حاليا كمديرة تنفيذية لمنظمة "سوريات من أجل التنمية" والتي تهدف إلى تقديم الدعم للنساء*في سوريا والبلدان المجاورة. تعيش العبدة في الوقت الحالي في باريس في حين يعيش زوجها في برلين. مراسلة DW أجرت معها الحوار التاليعلى هامش قمة الأمم المتحدة للمساعدات الانسانية فياسطنبول:
DW عربية : سيدة العبدة هل يمكن لك وصف العمل الذي تقومين به؟
مريا العبدة: نحن ندعم حاليا ست مجموعات في سوريا ومجموعتين في لبنان، وبالضبط في مخيمات اللاجئين. ويكمن عملنا في أن تنظم النساء أنفسهن محليا وأن يقمن بتكوين مجموعات وأن يدعمن بعضهن البعض. كما نحاول أن نقدم لهن سبل المساعدة للقيام بذلك. فمثلا نقدم لهن المواد التعليمية للأطفال، ولكن أيضا أرضية لقيام النساء بتكوين أنفسهن. إذ أصبحت الكثيرات منهن خلال سنوات الحرب معيلات أسرهن. هؤلاء النساء بحاجة إلى مكان يمكن فيه تبادل الأفكار والشعور بالأمان، وكذلك الحصول على التعليم والكتب. نحن نريد أن نعطي النساء هناك قدرة على تحسين ظروف حياتهن وعملهن.
في أي مناطق من سوريا يتم نشاطكن؟
يمكننا أن نعمل فقط في المناطق التي لا يسيطر عليها نظام الأسد. النساء هناك يعشن في ظل ظروف سيئة جدا: لا يتوفر بعضهن على ما يمكن أكله خلال يوم كامل، كما لا يوجد كهرباء ولا ماء. إضافة إلى ذلك فإنهن يعانين من التمييز والمضايقات في مخيمات اللاجئين، وليس باستطاعتهن التصريح بوجود عنف ممارس على المرأة. ولكننا نعمل أيضا في المناطق التي كانت فقيرة ومهملة قبل الحرب، تقريبا قرب دمشق، حيث لم توجد هناك قط برامج للنساء. نحن نحاول تنشيط النساء هناك فهن بحاجة لمساعدة أنفسهن بأنفسهن، ولكسب الثقة في النفس أو لتعلم كيفية استخدام الإنترنت مثلا.
كيف يتم تنظيم العمل؟
معظم زميلاتي يعملن في سوريا. نحن نبحث في مناطق مختلفة عن النساء النشطات لكي ندعمهن إما من خلال التواصل معهن عبر شبكة الإنترنت أو الاتصالات الشخصية وذلك بغرض بناء الشبكات المحلية. الكثيرات هن شابات تتراوح أعمارهن ما بين 20 و 25 ولديهن تكوين جيد. هؤلاء يؤمن بالتغيير، وبالعمل على الجبهة. هؤلاء النساء يعرفن الظروف المعيشية للنساء واحتياجاتهن. في أفقر المناطق انخفض سن الزواج من 18 إلى 12 سنة لأن العديد من الأسر ترى في الزواج إحدى الإمكانيات القليلة كي تبقى بناتهن على قيد الحياة. نحن بحاجة إلى التفكير في خيارات أخرى والبحث عن الكيفية التي يمكن للمرأة أن ترفع بها الوعي محليا.
كيف هي وضعية النساء بعد خمس سنوات من الحرب؟
بعض النساء يعشن لسنوات تحت القصف، وهن يقاتلن من أجل البقاء على قيد الحياة. في بعض المناطق المعزولة لم يعد هناك مسكنات للألم والتي تحتاجها النساء بعد الولادة. عندما سألنا عن رغبتهن في إرسال أدوية، فضلت النساء أن نبعث لهن كتب مدرسية للأطفال، إنهن مقاتلات حقيقيات. ولكن هناك المزيد: هناك امرأة من درعا، المدينة التي تتعرض لقصف مستمر، كتبت رسالة مفتوحة وكأنها رسالة وداع، لأنها كانت تتوقع كل يوم موتها. ولكن تلك الرسالة كانت بمثابة نداء استغاثة للعالم. نحن قمنا بإحالتها إلى أعضاء في البرلمان البريطاني والذين تبنوا هذا الموضوع. الآن من المقرر إمداد تلك المنطقة بوسائل الإغاثة. إنها أول مرة يسمع فيها العالم صوت امرأة من بلدة صغيرة في سوريا. هؤلاء النساء هن مستقبل سوريا.
كيف يمكن تقييم عمل الأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة الدولية فيما يخص النساء؟
كمنظمة صغيرة جدا بشكل خاص، لدينا رأي انتقادي: لقد تم هنا الحديث كثيرا عن وعود والتزامات، ولكن كيف تنفيذها؟ كيف يمكننا - على سبيل المثال - إعطاء مساعدات مالية للنساء اللواتي يحتجن إليه على وجه السرعة؟ فأولويات المانحين ومنظمات الإغاثة ليست هي بالضرورة أولويات المرأة هناك. هناك ما هو أكثر من ذلك: فنحن نتصارع مع بيروقراطية المانحين ونتصارع مع قوانين مكافحة الإرهاب، وكل شيء معقد جدا لتنظيم وتوفير المساعدات السريعة. ألأمر جيد أن تصبح هذه القضية الآن على جدول أعمال الأمم المتحدة، ولهذا السبب الوحيد فقط تمت دعوتنا أخيرا إلى اسطنبول لحضور القمة.
(*)لأسباب تتعلق بسلامة الأفراد لم تذكر أسماء العاملات أو مناطق تواجدهن